Ad

دعا الرئيسان التركي عبد الله غول والسوري بشار الاسد أمس، بعد لقائهما في اسطنبول الى حلّ دبلوماسي للتوتر القائم بشأن البرنامج النووي الإيراني، واتهما إسرائيل بعرقلة جهود السلام في الشرق الأوسط.

وقال الرئيسان في مؤتمر صحافي مشترك انهما بحثا الوضع في الشرق الأوسط، ونددا بالمشاريع الاستيطانية اليهودية في القدس الشرقية، وأشار غول الى أن تلك المشاريع تشكل "توجها بالغ الخطورة"، معتبراً أنه "مع توسع الاستيطان الإسرائيلي فإن الأمور قد تصبح خارج السيطرة".

وأشار الرئيس التركي الى أن دمشق اعلنت مرارا انها مستعدة لاستئناف المباحثات مع إسرائيل لكن الأخيرة لم تستجب لذلك.

وأكد الأسد تمسك بلاده بالوساطة التركية في عملية السلام على المسار السوري ـ الإسرائيلي لكنه كرر قوله إن "الإسرائيليين لا يرغبون بالسلام على ما يبدو"، مشدداً على أن "إسرائيل ليست شريكا على الأقل في المرحلة الحالية ولم تكن شريكة في المرحلة التي سبقتها".

وكانت تركيا قامت في 2008 بوساطة بين سورية وإسرائيل غير أن هذه الوساطة توقفت اثر تنديد تركيا بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة شتاء 2008. وتدهورت منذ ذلك التاريخ العلاقات بين تركيا واسرائيل التي كانت حليفا اقليميا مميزا، مقابل تحسن العلاقات بين انقرة ودمشق بعد عقود من الجفاء.

وتطالب سورية بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من هضبة الجولان المحتلة كشرط للسلام. وترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية أي شروط مسبقة قبل البدء في المفاوضات.

العراق

أما فيما يتعلق بالملف العراقي، فقد أكد الأسد "تطابق وجهات النظر التركية ـ السورية حول الحكومة العراقية المقبلة التي تحمل مهمتين الأولى جمع العراقيين كلهم من أجل اعادة العراق لدوره الطبيعي والنقطة الثانية هي أن تكون هذه الحكومة قادرة على بناء علاقات جيدة مع دول جوار العراق".

إيران

وبشأن ملف إيران، شدد غول على أن الخلاف بين إيران والبلدان الغربية "يجب أن يحلّ بلا تأخير عبر وسائل دبلوماسية"، وأعرب الأسد من جهته، عن دعمه لجهود تركيا للمساعدة في الخروج من المأزق الحالي وخصوصاً عرضها المعلن يوم الجمعة الماضي بتنظيم مفاوضات بين مسؤولين إيرانيين وغربيين، مؤكدا ان بلاده "تريد أن تواصل تركيا القيام بدور ايجابي".

العلاقات الثنائية

وقال الأسد أن العلاقات السورية ـ التركية شهدت تطورا كبيرا في الاونة الأخيرة مشيرا الى انها تستند الى أسس متينة وتتطور بشكل جيد في جميع المجالات، معتبراً أن "العلاقات السورية ـ التركية وتأثيراتها الايجابية الكبيرة أصبحت أمرا واقعا يخضع لمصالحهما ولم يأتهم من الخارج"، مشددا على أن "مضمون هذا الواقع هو حاجتهما لبعضهما البعض ومصالحهما المشتركة".

ورأى الأسد أن "العلاقات السورية ـ التركية ليست علاقات ثنائية عابرة بل تعبر عن مصالح دول المنطقة كلها بشكل عام والدول العربية بشكل خاص".