أعلنت شركة نفط الكويت اكتشاف حقل نفطي جديد طاقته الإنتاجية 80 ألف برميل من النفط الخفيف و110 ملايين قدم مكعبة من الغاز يومياً.

بحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الأحمد الصباح وحضور كبار القيادات السياسية والاقتصادية ورئيس جمهورية تركيا عبدالله غول احتفلت شركة نفط الكويت أمس بمرور 75 عاماً على تأسيسها.

Ad

وأعلنت شركة نفط الكويت اكتشاف حقل نفطي جديد طاقته الانتاجية 80 الف برميل من النفط الخفيف و110 ملايين قدم مكعبة من الغاز يوميا.

وقال وزير الإعلام وزير النفط الشيخ أحمد العبدالله الصباح إن الحديث في ظل هذه المناسبة الكبيرة لا يتعلق بشركة نفط وطنية فحسب بل يتعلق بشركة تولَّت مهام حقبة مضيئة في تاريخ بلداننا المعاصرة.

وأضاف في كلمته التي القاها امام حضور الحفل أن شركة نفط الكويت شهدت ظروفاً قاسية حتى استطاعت أن تصبح واحدة من الشركات الرائدة في القطاع النفطي، ليس على المستوى المحلي فقط بل الإقليمي والعالمي كذلك، مما جعل دولة الكويت يشار إليها بالبنان في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

تحديات القطاع

وقال العبدالله إن مسؤولية شركة نفط الكويت لم تكن بسيطة ولا سهلة، مشيرا الى ان مسيرة العمل في القطاع النفطي شهدت الكثير من الكفاح مرورا بمراحل عديدة بدأتها باكتشاف النفط لأول مرة، ثم الحرب العالمية ووصولاً إلى اول شحنة تم تصديرها في يونيو عام 1946 في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح.

وأوضح أن القطاع النفطي مازال يواجه تحديات متعددة منها تداخل السياسة مع الاقتصاد محليا وعالميا، مؤكدا ان الكويت ليست بمنأى عن تلك الأحداث العالمية.

وألمح العبدالله الى ان القطاع النفطي ممثلاً بوزارة النفط ومؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة وفي مقدمتها شركة نفط الكويت، يواجه تحديات كانت عنصراً يكفل له النجاح والاستمرار في الوضع الحالي.

وقال العبدالله إن «نفط الكويت» تسعى إلى رفع الطاقة الانتاجية من الغاز الحر إلى 650 مليون قدم مكعبة من الغاز الحر حتى نهاية الخطة الخمسية، مشيراً إلى انها عملت على انشاء 4 مراسٍ اضافية لدعم عمليات التصدير ورفع الطاقة التخزينية لمواجهة متطلبات السوق العالمي.

وبيّن ان العنصر البشري يعد اداة رئيسية لاهتمامات القطاع النفطي وفي مقدمته تأهيل الكوادر والقيادات للمشاركة في نمو وتطوير امكانات ومكامن المشاريع النفطية بما يتلاءم مع خطة 2020 مشيداً بجهود القياديين السابقين والحاليين في القطاع النفطي، مهنئاً جميع القيادات بهذه المناسبة، ومتمنياً لهم المزيد من التقدم والرخاء.

وكرر ثناءه على جميع موظفي القطاع النفطي، مؤكداً انهم العنصر الرئيسي لهذا التطور والانجاز الكبير لهذا القطاع.

محطة تاريخية

من جهته قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة نفط الكويت سامي فهد الرشيد إن الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس شركة نفط الكويت هو إحدى المحطات المهمة، التي تستمد أهميتها من عراقة هذه الشركة، ومن أهمية الدور الذي لعبته منذ تأسيسها في عام 1934، والذي مازالت تؤديه حتى يومنا هذا.

وأضاف أنه «لا يخفى على أي منا الارتباط الوثيق ما بين الشركة وبين مجمل التحولات الحضارية التي حققتها بلادنا، حتى غدا الحديث عن تاريخ البلاد المعاصر مقترنا، بشكل أو بآخر بشركة نفط الكويت وبمسيرة انجازاتها».

وأوضح الرشيد أنه من الصعوبة اختزال هذا التاريخ الطويل الممتد في حيز محدود كهذا، فالتفاصيل كثيرة، واسهامات الشركة كبيرة ومتنوعة، وقد تغني عن كثير من الشرح الاشارة فقط إلى ان الشركة تساهم في ما لا يقل عن 90 في المئة من موارد اقتصادنا الوطني.

غير أنه من الضروري ايضا التنويه إلى أن دور شركة نفط الكويت لم يقتصر على أداء مهامها المرتبطة بالصناعة النفطية، كما قد توحي طبيعة عمل الشركة، وطبيعة المهام الملقاة على عاتقها، فقد تجاوزت ذلك منذ بداياتها الأولى، لتصل بعطاءاتها إلى حياة الناس، ولتشارك بفاعلية في قضايا المجتمع وتسهم في تحقيق طموحاته وتطلعاته.

تمديد الاستراتيجية

وبيّن الرشيد انه تم تطوير ما يقارب 58 في المئة من اجمالي المكامن المكتشفة حتى الآن، ووصل مستوى الطاقة الانتاجية لدولة الكويت من النفط إلى 3 ملايين و150 الف برميل يوميا، ولأن الوفاء بمتطلبات التطور يفرض علينا مواكبة كل جديد، فقد عمدت الشركة دائما إلى تحديث خططها الاستراتيجية، كي يتسنى لها المحافظة على مكانتها وسمعتها كإحدى الشركات الرائدة في مجالها، وفي سبيل ذلك تنفذ الشركة استراتيجية 2020 الجاري تحديثها لتمتد إلى 2030.

ولعل من أبرز ملامح هذه الاستراتيجية زيادة القدرة الانتاجية إلى 4 ملايين برميل من النفط يوميا بحلول عام 2020 وضمان استقرار هذا المعدل حتى عام 2030، كما تتضمن التركيز على انتاج الغاز الحر، الذي تبلغ كمية انتاجه حاليا 140 مليون قدم مكعبة في اليوم، ومن المتوقع أن تصل الى نحو مليار قدم مكعبة بحلول عام 2015، تضاف إلى الكميات التي تنتجها الشركة من الغاز المصاحب، والتي تبلغ حاليا مليار قدم مكعبة في اليوم.

وكشف الرشيد ان الاستراتيجية تتضمن كذلك، التوسع في الاعمال الاستكشافية للمحافظة على احتياطياتنا النفطية التي تعتبر موردا اساسيا للأجيال القادمة، كما تسعى الى اقامة العديد من المشاريع العملاقة، وبناء منشآت جديدة، تشمل مراكز تجميع، ومحطات لتعزيز الغاز، فضلا عن الاتجاه نحو انتاج النفط الثقيل، وغير ذلك من المشاريع المهمة، التي تتم بالتعاون مع بقية الشركات الزميلة التابعة لمؤسسة البترول الكويتية.

الكوادر الوطنية

وشدد الرشيد على أن الشركة لا تدخر جهدا في سبيل اعداد الكوادر الوطنية ذات الكفاءات العالية، وتأهيلها لتكون قادرة على تحمل مسؤولية تشغيل وإدارة مرافقنا النفطية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تعمل الشركة جاهدة لخلق الفرص الوظيفية وفرص التدريب الملائمة لهذه الطاقات الشابة، وجدير بالاشارة هنا ان نسبة تكويت الوظائف في الشركة بلغت نحو 80 في المئة، كما وصلت نسبة الموظفين الكويتيين في عقود مقاولات الشركة إلى 25 في المئة.

أما على صعيد جهودها لضمان سلامة وصحة العاملين، والسكان والمحافظة على البيئة فقد احتل هذا الجانب اولوية بارزة في سياسات الشركة وخططها، ويأتي في طليعة ذلك نجاحها في تخفيض نسبة حرق الغازات في الحقول من 17.5 في المئة في عام 2005 - 2006 إلى 2.5 في المئة هذا العام، وهي النسبة الأقل في تاريخ الشركة، ونأمل بإذن الله الوصول الى نسبة 1 في المئة في عام 2011، علما بأننا سنستمر في العمل على التخفيض حتى نصل الى الحد الأدنى تقنياً.

وأولت الشركة اهتماماً خاصاً للرعاية الصحية للعاملين في القطاع النفطي، إذ تم مؤخراً اعتماد مشروع مستشفى جديد بسعة 300 سرير.

كما أنشأت الشركة المحمية البحرية، ومحمية روح الصحراء، وواحة الكويت فضلا عن سعيها الدائم، عبر جملة من المشاريع والأنشطة والفعاليات، إلى تكريس قضية السلامة والبيئة، كإحدى اهم القضايا التي يتمثلها موظفونا في مختلف نشاطاتهم المهنية وأيضا الخاصة.

وقال الرشيد: «إدراكا منا للأهمية الاستراتيجية للغاز الطبيعي فقد وضعنا نصب اعيننا هدفاً استراتيجيا لاكتشاف كميات اضافية من الغاز الحر لتمكيننا من انتاج نحو مليار ونصف المليار قدم مكعبة يومياً، تضاف الى ما تم اكتشافه، وذلك لسد احتياجات البلاد المستقبلية من الطاقة النظيفة».

واستذكر الرشيد جهود الزملاء الذين توالوا على العمل في شركة نفط الكويت منذ تأسيسها، من رؤساء واعضاء مجالس الادارة السابقين، ومن جميع موظفي الشركة، في مختلف المراتب والمواقع الوظيفية، فلولا جهودهم المخلصة، ولولا تفانيهم ومحبتهم لشركتهم، ما وصلت الشركة إلى هذه المكانة الرفيعة.

لقطات من الحفل

• تضمن برنامج الحفل السلام الوطني، ثم تلاوة بعض آيات القرآن الكريم بصوت الشيخ مشاري العفاسي، وبعد ذلك ألقى وزير النفط وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله كلمته، ثم جاءت بعد ذلك كلمة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «نفط الكويت» سامي الرشيد.

• كرم وزير النفط وسعد الشويب سمو الأمير وقدمَّا إليه ساعة تذكارية عمرها 75 عاماً.

• وقدَّما أيضا هدية تذكارية إلى رئيس تركيا عبدالله غول.

• تم تكريم رؤساء مجالس الإدارة السابقين لشركة «نفط الكويت» وهم: طارق أحمد جعفر نيابة عن أحمد جعفر، وعبدالملك الغربللي، وخالد الفليج، وعبداللطيف التوره، وأحمد العربيد، وفاروق الشريكي.

• تخلل الحفل عرض لاستراتيجية 2030.

• واختتم الحفل بأوبريت غنائي احتفالاً بهذه المناسبة.