على رغم أنه لم يقدم سوى فيلمين فقط حتى الآن، إلا أن المخرج الشاب مروان حامد استطاع أن يرسم لنفسه أسلوباً مختلفاً في الإخراج بدا واضحاً منذ أول أعماله «عمارة يعقوبيان».

عن «إبراهيم الأبيض» فيلمه الثاني الذي أثار الجدل لاحتوائه على مشاهد شديدة العنف والدموية التقيناه في هذا الحوار.

Ad

كيف تفسّر الشبه بين فيلم «إبراهيم الأبيض» والفيلم الأميركي «عصابات نيويورك»؟

لا أجد علاقة بين الفيلمين، بالإضافة الى أن فيلمي مكتوب في عام 2001 وحاصل على تصريح الرقابة في العام نفسه، أما «عصابات نيويورك» فعُرض عام 2004.

كيف جاءت ردود الأفعال حول الفيلم؟

لم أتوقع هذا الجدل الذي أثير حوله أخيراً لأن أفلام الأكشن عادة لا تثير هذه البلبلة كلها، وإن دلّ على شيء فهو يدل على أن ثمة فيلماً استطاع أن يحقق شهرة في مصر.

لكنّ عدداً كبيراً من أفلام الأكشن أثار الجدل مثل «تيتو» و{الجزيرة» وغيرهما؟

ربما، ولكنها لم تحقق الضجة نفسها التي حققها «إبراهيم الأبيض»، وقد يكون السبب في ذلك أنه الفيلم الوحيد في الموسم.

فيلما «دكان شحاتة» و»عمر سلمى» يُعرضا في الموسم نفسه.

أتحدث هنا عن مساحة مختلفة من الجدل الإعلامي.

ألا ترى أن زيادة مساحة العنف كانت كبيرة، ما دفع البعض الى تسمية الفيلم «إبراهيم الأحمر»؟

نحن أول من أطلقنا على الفيلم هذا الإسم.

لكن الجمهور المصري غير مؤهل لتقبّل هذا العنف والدموية كلها؟

أنا ضد فكرة الوصاية على الجمهور لأنه أذكى من النقاد كلهم، فالمُشاهد يشتري التذكرة بكامل إرادته، لذا أرجو منهم عدم التحدث بلسان الجمهور لأنهم سبق وتحدثوا عن دور «حاتم رشيد» الذي أداه خالد الصاوي في فيلم «عمارة يعقوبيان» بالمنطق نفسه أي باعتباره ليس نموذجاً للمواطن المصري.

الاعتراض على «حاتم رشيد» جاء من منطلق أخلاقي، وليس بسبب مشاهد العنف والدموية كما في «إبراهيم الأبيض»؟

الاعتراض في الفيلمين يحمل منطق الوصاية نفسه على الجمهور المصري وفكرة التحدث بلسانه، فالناقد قرر أن يكون وصياً على المُشاهد ورقيباً على الأفلام، و بدلاً من أن تكون لدينا جهة رقابية واحدة أصبح لدينا مليون جهة.

بعيداً عن رأي النقاد والجمهور، ألا ترى أن كمية العنف في الفيلم كان مبالغاً فيها؟

«إبراهيم الأبيض» فيلم عنيف أشبه بالألعاب الخطرة في الملاهي والتي يعلَّق عليها لافتة «ممنوع الركوب للحوامل ومرضى الضغط والسكر» فلا يقصد هذه الألعاب سوى من يعشقها فحسب، ولا يمكن في هذه الحالة اتهام إدارة الملاهي بأنها تملك ألعاباً خطيرة لأنها نوهت بذلك منذ البداية، وهو ما حدث في «إبراهيم الأبيض» والذي ذكرنا من البداية أنه فيلم عنيف.

لكن «إبراهيم الأبيض» ليس فيلماً للكبار فحسب، ما تعليقك؟

في الدول كافة ثمة تصنيفات لكل فئة عمرية بينما في مصر ثمة لافتة «للكبار فقط» فحسب وهي لا تتماشى مع فيلم «إبراهيم الأبيض» لأنه يصلح للأطفال في سن الثانية عشرة مثلاً وليس لطفل في الثامنة.

لماذا تأجّل تصوير الفيلم منذ عام 2001 وحتى الآن؟

لانه انتقل من شركة إنتاج الى أخرى، وخلال هذه الفترة صوَّرت «عمارة يعقوبيان»، حتى وصل السيناريو الى شركة «غود نيوز» وبدأنا العمل، ولأن الفيلم مكلف جداً بسبب المعارك والديكورات فيه، بالإضافة الى أنه فيلم مثير للقلق ويحتاج الى منتج جريء يخوض التجربة بشجاعة.

كيف اخترت فريق العمل؟

الفيلم لا يصلح سوى لأحمد السقا لأنه ممثل أكشن ماهر ويتمتع بقدرات فنية وجسدية، وهذا ما تحتاجه أفلام الحركة. كذلك كنت بحاجة الى ممثلين لديهم القدرة على التمثيل الصامت فاخترت عمرو واكد وهند صبري وطبعاً الفنان محمود عبد العزيز.

لكن طوال أحداث الفيلم ظهرت ترهّلات جسدية واضحة على جسد السقا؟

هذا الترهّل كان مقصوداً في الفيلم لأن إبراهيم الأبيض رجل مدمن على المخدرات ومن الطبيعي أن يكون جسده مترهلاً.

كيف تقبّل السقا ذلك على رغم أن رأس ماله كممثل أكشن هو جسده؟

رأس مال السقا الحقيقي هو التمثيل وليس جسده، بالإضافة الى أن الممثل «الشاطر» يعرف كيف يوظّف جسده لصالح الدور.

لماذا اخترت هند صبري تحديداً دون سواها؟

لأنها الوحيدة التي تستطيع تجسيد تلك الشخصية ولديها القدرة على إقناع المشاهد في عدم وجود حوار.

جاءت ملابسها في الفيلم غير مناسبة لدور فتاة تعيش في منطقة عشوائية، فما ردك؟

لم نخترع هذه الملابس، فقد ذهبنا الى عدد كبير من المناطق العشوائية وتعرفنا على حياة الناس هناك ووجدنا السيدات غير المحجبات يرتدين الملابس نفسها التي ارتدتها هند في الفيلم، بالإضافة الى أن المناطق العشوائية لا تحكمها قاعدة لذلك سمِّيت «عشوائية».

هل تزعجك مقولة «محمود عبد العزيز هو أفضل ما في الفيلم»؟

أي نجاح في الفيلم هو نجاح لي لأني المخرج، لكن ثمة فرقاً كبيراً جداً بين رأي الصحافة ورأي المُشاهد، وهذه المقولة أتت من النقاد وليس من الجمهور الذي كان سعيداً بالممثلين الأربعة من دون تمييز على رغم أن تفوُّق محمود عبد العزيز يُحسب لصالحي، لكن هذا لا يعني أن باقي الممثلين كان أداؤهم سيئاً.

لماذا اخترت هذ التصميم لأفيش الفيلم؟

لأني شعرت بأنه يحمل روح الفيلم، وكانت لديّ رغبة في العودة إلى الشكل الأسطوري القديم للأفيشات.