قرر الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار عقد مؤتمر صحافي عالمي سيدعو إليه كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لإعلان تفاصيل الكشف الأثري الذي انفردت به «الجريدة» أمس.يكشف حواس عن سبب وفاة توت عنخ آمون وعن مجموعة من الاكتشافات العلمية المذهلة التي تحل العديد من ألغاز نهايات الأسرة الثامنة عشرة، ولاسيما الفترة التي تعرف بـ»عصر العمارنة» أو «الآتونية»، والتي شهدت العديد من الشخصيات الشهيرة المثيرة للجدل مثل الملك المهرطق إخناتون الذي لقبه البعض بـ»أول الموحدين»، والملكة الجميلة نفرتيتي، والملك الذهبي توت عنخ أمون. وكان قد ثار حول كل منهم الكثير من التكهنات، بل الكثير من الأساطير والخرافات، وذلك بسبب قلة المعلومات الأثرية المتعلقة بهذه الفترة، ولاسيما ما يتعلق بعلاقات بعضهم ببعض من حيث الروابط الأُسرية، وعدم معرفة أماكن مومياوات أغلبهم، وبالتالي غموض ملابسات الوفاة وظروف انتقال العرش، حتى إن البعض قد بالغ في الشطط، فاعتبر أن إخناتون هو نبي الله موسى، وفسر اختفاء موميائه بأن صاحبها كان على عقيدة التوحيد السماوي التي ترفض فكرة التحنيط، بل عدّه آخرون فرعون الخروج الذي تبع موسى وقومه فأغرقه الله في البحر عند انطباقه عليه فاختفى جثمانه!، ورأى سواهم أنه «ذو القرنين» أو «مؤمن آل فرعون» الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ليحذره من تآمر القوم عليه.العلاقات الأسريةويقول الأثري الدكتور لؤي سعيد إن مشاكل العلاقات الأسرية بدأت عند الملك أمنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشرة (1405- 1367 ق. م) عندما تولى الحكم طفلاً بعد الوفاة المبكرة لأبيه تحتمس الرابع، وبسبب عدم وجود وريثة لعرش الملك المتوفى تزوج الملك الصغير واحدة من الشعب، وهي «تي» بنت يويا أحد كبار رجال البلاط الملكي وزوجته تويا اللذين اكتشفت مقبرتهما (رقم 46) والمومياوتان الخاصتان بهما عام 1903 عند مدخل الوادي الشرقي لوادي الملوك بالأقصر على يد الأثري كويبل بتكليف من تيودور ديفيز، وبرغم العثور على مومياء أمنحتب الثالث ظلت مومياء زوجته «تي» مجهولة.بعد وفاة والده أمنحتب الثالث ارتقى أمنحتب الرابع العرش، وما لبث بعد بضع سنوات أن دخل في صراع مع كهنة أمون ترك على أثره طيبة، ونقل العاصمة إلى تل العمارنة (آخت آتون) بالمنيا، وغيّر اسمه إلى «إخناتون» نكاية بأمون وكهنته وتمجيداً للإله آتون، فاعتبره البعض أول الموحدين رغم أن عداءه المتأخر نسبياً لأمون كان ذا طابع سياسي في الأساس.ويضيف الدكتور لؤي قائلاً: «عثر الأثري البريطاني إدوارد ايرتون على المقبرة رقم 55 بوادي الملوك عام 1907، وكان يعمل لحساب الأميركي تيودور ديفيز، وهي مقبرة صغيرة فيها غرفة واحدة للدفن تقع بالقرب من مقبرة توت عنخ أمون، وتبين أن تلك المقبرة هي إحدى ثلاث مقابر فقط وجدت مغلقة في وادي الملوك، إلى جانب مقبرة يويا حمي أمنحتب الثالث عام 1905 ومقبرة توت عنخ أمون عام 1922.مومياء مخبأةعثر الفرنسي فيكتور لوريه عام 1898على 12 مومياء مخبأة خلف حائط ملون داخل المقبرة رقم (35) بوادي الملوك الخاصة بالملك أمنحتب الثاني. وفي هذه المقبرة، وعندما فتح جزء من الحائط عثر على حجرة خلف الجدار وبداخلها هذه المومياوات. بعد ذلك نفذ هيوارد كارتر مشروعاً لنقل المومياوات الملكية التي يوجد دليل على اسم صاحبها من وادي الملوك إلى المتحف المصري، واستطاع أن ينقل من هذه المقبرة تسع مومياوات ملكية منها مومياوات لأشهر ملوك مصر، وترك داخل المقبرة ثلاث مومياوات، واحدة يطلق عليها اسم «السيدة العجوز»، والأخرى لصبي صغير، والثالثة لفتاة صغيرة.وقد اقترحت الدراسات السابقة أن تلك المرأة قد توفيت عن عمر يقارب الخمسين عاما، وهو ما جعل العديد من العلماء يعتقدون أن تلك المومياء هي للملكة تي أم الملك إخناتون وزوجة الملك أمنحتب الثالث.بدأ فريق حواس عملية الحصول على عينات من الحامض النووي من المومياوات المعروفة لعائلة الملك «توت عنخ أمون»، وبدأ بمومياء صاحب اللغز وهو «توت عنخ أمون» نفسه، الذي لاتزال مومياؤه موجودة داخل مقبرته منذ أن كشفها هيوارد كارتر عام 1922م. وهي المومياء الملكية الوحيدة الباقية داخل مقبرتها بوادي الملوك بالأقصر.وبعد البحث العلمى توصل حواس إلى لوحة أثرية منسية من هرموبوليس (الأشمونين) كان قد نشرها العالم رودر منذ أكثر من خمسين عاماً تذكر أن «الملك توت عنخ آتون هو ابن إخناتون من صلبه»، وكذلك زوجته «عنخ إس إن با آتون هي ابنة إخناتون من صلبه» التي تصبح بهذا أختاً لزوجها توت.. لكنها غير شقيقة له لأنها ابنة نفرتيتي التي لم تلد سوى ست فتيات ولم تنجب أي ذكور، فيكون إخناتون بهذا هو صاحب مومياء المقبرة 55، وهو والد الملك توت وليس أمنحتب الثالث (الذي اعتبره توت «أباً» له في نص منقوش على أسد غرانيتي بالمتحف البريطاني كلقب شرفي يطلق على «الجد»)، فمن تكون أم الملك توت؟أثبت تحليل الشفرة الوراثية أن مومياء «الفتاة الصغيرة» بالمقبرة 35 هي لوالدة الملك توت، وباعتبار أنه قد تأكد أنها ليست الملكة نفرتيتي، فتكون أم الملك توت هي واحدة من الزوجات الثانويات لأبيه إخناتون وربما كانت «كيا».وأثبت تحليل الحامض النووي لمومياوتي «يويا وتويو» أن مومياء «السيدة العجوز» بالمقبرة 35 هي لابنتهما الملكة «تي» جدة الملك توت عنخ أمون وزوجة أمنحوتب الثالث.
توابل
المقبرة 55 تكشف أسرار الفرعون الغامض... إخناتون ليس خنثى وليس نبياً البصمة الوراثية تؤكد أنه والد توت عنخ آمون
05-11-2009