رفض بنو إسرائيل المنّ والسلوى، وأرادوا البقل والبصل والعدس، لأن أجسامهم تعودت هذا النوع من الأكل، ولم يعودوا يستسيغون غيره، حتى لو كان أطيب، كما ألفت أنفسهم الذل والكسل.التثاقل والتهاون والفتور الذي تعيشه وزارة الصحة حالياً، كان قد سبقه نهضة في القطاعات الطبية شهدتها الكويت منذ تشكيل أول وزارة، تكللت بافتتاح 5 مستشفيات في المحافظات، التي كانت خمساً، قطف ثمارها... الوزير الخامس! وكبار القادة والمسؤولين في وزارة الصحة في الوقت الحاضر، وأغلبيتهم بدأوا حياتهم العملية في أواسط السبعينيات، بعكس بني اسرائيل الذين قالوا لنبيهم موسى عليه السلام «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ»، وفرض الله عليهم التيه! اعتادوا كسب رضا الوزير... فقط، ومنذ ذلك الوقت والمواطن وتطوير قطاعاتهم يقعان في الدرجة الأخيرة من سلم الأولويات في خطط وزارة الصحة العامة!وأن يسعى هؤلاء القادة إلى اجراء صيانة دورية للمراكز الطبية، فهذا شيء مطلوب، يساهم في تحسين الخدمات التي تقدمها للمرضى، ولكن أن تغلق منطقة العدان الصحية، مركزَي الظهر وجابر العلي في وقت واحد لإجراء الترميمات، فهذا يدلّ على تخبط صاحب القرار، أو عدم اكتراثه بأوضاع قاطني هاتين المنطقتين!وبسبب هذا القرار أُجبر سكان الظهر وجابر العلي على مراجعة المركز الصحي في مبارك الكبير، بينما قسّم عباقرة منطقة العدان الصحية المرضى الذين يودون مراجعة قسم الأسنان على حسب القطع السكنية لسكان جابر العلي، فقاطنو القطعتين 7و8 يراجعون مركز الرقة، وبقية القطع تتبع مبارك الكبير!طبعاً لا يعرف إلا الله متى ستنتهي أعمال الترميمات في هذين المستوصفين، ولكن بالتأكيد لن يكون هذا همّاً يقلق بال المديرين في العدان! والذين كان أغلبهم قد بدأ في تولي المناصب القيادية في... زمن التيه.وتيه أحفاد يعقوب عليه السلام استمر 40 عاماً، و7 سنوات هي الفترة المتبقية على «تيهاء» الصحة، وهي مدة يستطيع فيها أي وزير نشيط ومخلص مثل هلال الساير، أن يخلق جيلاً جديداً من المسؤولين، قادرين على إحياء النهضة التي قام بها نظراؤه الأربعة.شباك حبيبي... في حوليتنافس وزارة الصحة البلدية في تبني الفساد واحتضانه، ولعل وجود هذا الجيش الكبير من كتبة الوصفات دليل على ذلك، ويا ليت كتيبة او كتبيتين من جيش الكتبة يلتزمون بالعمل! إلا انك تُفاجأ بوجود موظف واحد على النافذة المخصصة لصرف الوصفات، ويتزاحم النساء والعزاب على الوقوف أمام النافذة في مستوصف حولي خلال الفترة المسائية، يوم الاحد الماضي، ويصل الطابور الى الاستراحة المخصصة للنساء، والكاتب لا يرفع عينيه عن الكمبيوتر، ووراءه في لوحة الإعلانات، جدول للدوام يبين تخصيص مجموعة من الكتبة للفترة المسائية!
محليات
الصحة تغلق مركزي الظهر وجابر العلي في وقت واحد أهالي المنطقتين يعالجون في مبارك الكبير... وأسنانهم في الرقة!
12-10-2009