كارثة مشرف التي نعيشها هذه الأيام تذكرني بكارثة تشرنوبيل التي تسببت في تلوث رهيب لم يؤثر في روسيا وحدها إنما أثر في أوروبا كلها... وكارثة مشرف البيئية يمتد تأثيرها إلى كثير من مناطق الكويت، وربما يظل هذا التأثير لفترة طويلة قادمة. الخطأ في قضية مشرف متشعب ومتأصل، وجاء منذ تم التفكير في إنشاء المحطة بالقرب من المناطق السكنية، فعلى الرغم من أن لدينا 70% على الأقل مناطق غير مأهولة من مساحة الكويت، فإن الحكومة تصر على أن تضع النار جوار البنزين، وأن تضع المشاريع الخطرة بالقرب من المناطق السكنية، ولا نعلم ما هي حكمة الحكومة للقضاء على المواطنين بما يعرف بالموت البطيء.مشكلة مشرف تمتد المسؤولية عنها من الوزير الذي تم في عهده التفكير في بناء المحطة حتى الوزير الحالي فاضل صفر الذي يتحمل المسؤولية الكبرى، لأنه لم يلتفت إلى هذا الخطر، ولم ينتبه إلى الخلل الحاصل في وزارته... وكالعادة، بعد أن تقع الكارثة يتم تشكيل لجنة تنتهي إلى لا شيء وتحفظ القضية، وهذا كتبناه في مقال سابق بعنوان «بلد المليون لجنة»... بل الحكومة الآن تريد أن تدخل عالم المفاعلات النووية على الرغم من أنها «تغرق في شبر مية» كما يقولون، فكيف لها أن تصبح دولة تستخدم التكنولوجيا النووية إذا ما كانت لا تستطيع تصريف مياه الصرف الصحي؟!الغريب في كارثة مشرف أن الوزارة وضعت الخطأ على المقاول بينما المقاول فند ادعاءات الوزارة وأحرجها ووضع المسؤولية عليها كاملة بالأدلة والمستندات، ورغم ذلك لم يكلف الوزير صفر نفسه بعقد مؤتمر صحفي ليضع الحقيقة أمام المواطنين، ولا يعترف صراحة بالخطأ في وزارته.ولا توجد مشكلة في أن يزداد الخطر المحدق بنا من إنفلونزا خنازير وربما طاعون وتيفوئيد وغيرهما بسبب تلوث المياه الناتجة عن أزمة محطة مشرف.نحن كمواطنين «غاسلين أيدينا» من الحكومة التي آخر همها هو المواطن لأنها «حكومة طاش ما طاش»، لكننا كنا نتمنى أن تقتدي الحكومة بسمو الأمير الذي تمتد يده الرحيمة ليس إلى المواطن الكويتي فقط، إنما إلى الجميع، وأكبر دليل مكرمته بعلاج المصابين العراقيين في المستشفيات الحكومية الكويتية، والعتب الأكبر في الحقيقة هو على النواب الذين اختارهم الشعب، ولكن مع الأسف تصاريح بعضهم تدل على أنهم كالحكومة لا يهمهم المواطن، فها هو أحدهم يصرح بأن أميركا فيها 800 ألف حالة إنفلونزا خنازير ولم تحدث لديهم الضجة التي لدينا، ونحن نقول للنائب الفاضل إن المواطن يثق بإجراءات الحكومة هناك، وكذلك مجلس النواب أما نحن فليس لدينا وزارة صحة نعتمد عليها ونأمن لها، كذلك نجد من يصرح منهم بأنهم مع وزير الأشغال قلباً وقالباً، وآخر يقول له «يا جبل ما يهزك ريح»، فهل هي مصارعة ثيران أم فزعة عنصرية دون النظر لما يحدث من حولنا من إهمال وتسيب وتلوث وصل إلى 700% في أم الهيمان بالتحديد، كما قال خبير بيئي في تصريحه قبل أيام؟!***- عتب المحب يا»بوعبدالله»نعتب على النائب السابق والإعلامي المخضرم الزميل محمد الصقر، عتب المحب، حيث أطل علينا «أبوعبدالله» قبل أيام عبر محطة فضائية من المحطات التي يدور بشأنها الكثير من الجدل، فظهورك يا»بوعبدالله» على هذه المحطة أعطاها قيمة ووزناً ومصداقية وصيتاً لا تستحقه.- المادة الثانية من الدستور:«دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع».
مقالات
كارثة تشرنوبيل مشرف!
10-09-2009