بدأت أمس مرحلة جديدة في تاريخ أقدم الجماعات الدينية في مصر والوطن العربي، إذ دخلت جماعة "الإخوان المسلمين" عصر "تداول السلطة"، بعدما تم رسمياً إعلان اسم مرشدها الثامن، وهو الدكتور محمد بديع، الذي يُعد أول مرشد في تاريخ "الإخوان" يتم اختياره بالانتخاب.

Ad

وتسلَّم بديع مقاليد السلطة في الجماعة من سلفه مهدي عاكف، الذي دخل التاريخ أيضاً كأول "مرشد سابق" في تاريخ الجماعة التي تأسست عام 1928، بقُبلة على رأس الرجل الذي انتقل بـ"الإخوان" من العمل السري إلى قلب المعترك السياسي في مصر.

وحرص بديع (67 عاماً) في أول ظهور إعلامي خلال مؤتمر صحافي عقدته الجماعة لإعلان اسم المرشد الجديد أمس، على توجيه عدة رسائل سياسية مهمة، إذ أكد أن الجماعة ستتقدم في مشاركتها في العمل السياسي والعام، نافياً المخاوف التي تحفَّظت عن اختيار مرشد محسوب على تيار "المحافظين"، كما شدد على أن الجماعة "لا تمثل المسلمين، وإنما هي جماعة من المسلمين".

وأكد بديع أن "الإخوان" يؤمنون بالتدرج في الإصلاح، وأن ذلك "لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه". ودان العنف بكل أشكاله سواء من جانب الحكومات أو الأفراد، أو الجماعات والمؤسسات. وانتقد بديع استئثار بعض القادة العرب بكرسي الحكم، داعياً إياهم إلى أن "يحذوا" حذو مرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف، الذي رفض تولِّي منصب الإرشاد فترة ثانية.

وقال بديع: إن "جماعة الإخوان لم تكن في يوم من الأيام خصماً للأنظمة الحاكمة، لكن بعض الحكومات دأبت على التضييق على أعضائها واعتقالهم ومصادرة أموالهم". كما وجَّه رسالة إلى الأقباط، مؤكداً أن "إخواننا المسيحيين في مصر والعالم العربي والإسلامي هم شركاؤنا في الوطن وبناء حضارته، وزملاؤنا في الدفاع عنه، ورفقاؤنا في تنميته والنهوض به، والبر بهم والتعاون معهم فريضة إسلامية"، مديناً "العنف الطائفي بكل أشكاله ضدهم". وفي ما يتعلق بالمرأة، قال بديع: "النساء شقائق الرجال، ونحن ندعو المرأة المسلمة إلى أن تقوم بدورها العام ولا تغيب عن المجتمع ولا عن القضايا العامة لمصلحة شعوبنا العربية والإسلامية".

وشدد مرشد "الإخوان" الثامن على رفض جماعته "إقصاء أي تيار سياسي أو استثناء أي هيئة أو تهميش أي دور"، مشيراً إلى قبول الجماعة، التي كثيراً ما رفع بعض قادتها شعار "لا حزبية ولا تحزب في الإسلام"، بتعدد الأحزاب.

ووضع بديع قضية فلسطين على قمة أولويات اهتمام الجماعة خارجياً، مشدداً على أن الجماعة "ليست في خصومة مع الشعوب الغربية، ولكن خصومتها مع النظم العالمية التي ارتضت لشعوبها الحرية والديمقراطية، واستكثرت ذلك على شعوبنا".