يتعرض الطفل بين عمر سنتين وست سنوات لعوامل عدة تؤثر على نموه الحركي وعلى المهارات المتعلقة به، مثل المشي والتسلّق والصعود والهبوط. كذلك تتطور لديه حركات التحكّم مثل الرمي ولقف الكرة وغير ذلك.

تؤثر عوامل عدة على نمو الطفل الحركي من بينها:

Ad

- حالة الطفل الجسدية وصحته العامة: إذا كان مصاباً بعيوب جسدية أو عضلية أو هيكلية أو عصبية يتأخر نموه الحركي.

- القدرة العقلية العامة: إذا كانت متأخرة يتأخر النمو الحركي وإذا كانت متقدمة يتقدّم.

- اضطراب الشخصية: يقلل الانطواء والخجل النشاط الحركي عكس العدوانية التي تزيده.

- البيئة المحيطة: تساهم الأسرة المحبة والمشجعة وتوفير الأدوات والألعاب المناسبة والمساحات الواسعة في تطوير النمو الحركي.

ساعدي طفلك في نمو حركي صحي وسليم عن طريق:

- تشجيعه أثناء ممارسته اللعب والأنشطة المختلفة لدعم حاجته للنجاح ولفت الانتباه.

- تحويل النشاط الحركي الزائد إلى أنشطة مفيدة.

- إتاحة المجال أمامه لممارسة بعض الأنشطة في الهواء الطلق، مثل الجري والتسلّق والتوازن لتدريب العضلات الكبيرة.

- تنمية قدراته ومواهبه الخاصة.

- عدم إرهاقه في نشاط حركي يفوق قدرته.

- تشجيعه على تكوين علاقات من خلال اللعب.

- عدم إجبار الطفل على الكتابة مبكراً قبل أن يكون مستعداً لذلك.

- تقديم الخبرات والمساعدات اللازمة للنمو الحركي السليم وعدم التهكّم أو السخرية، إذا كانت الحركات غير منتظمة في البداية.

- تشجيعه على رسم لوحات كبيرة لجعله يعتاد على استخدام القلم والورقة وتنمية عضلات الأصابع الصغيرة.

- عدم القلق إذا استعمل الطفل اليد اليسرى وعدم إجباره على استعمال اليد اليمنى كي لا يصاب باضطراب عصبي حركي.

- الانتباه مبكراً إلى حالات العجز الحركي والعمل على علاجها، ومساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تطوير نموهم الحركي، حسب إمكاناتهم، كي لا يصابوا بسوء التوافق الاجتماعي.

كذلك، على الأم معرفة مراحل تطور المهارات الحركية الأساسية (مشي، تسلق، جري، وثب، رمي، لقف...) لتستطيع متابعتها وضمان نمو حركي صحي وسليم وتجنب حدوث أي تعثر أو إعاقات.

مرحلة الحركات الأساسية امتداد طبيعي للمرحلة السابقة (الحركات الأولية)، لكنها أكثر تحكّماً وتوجيهاً وإتقاناً ودقة. وأهم ما يميّز النمو الحركي في هذه المرحلة أن الطفل ينشغل باستكشاف قدرات جسمه الحركية واختبارها.

مشي

بعد أن يتقن الطفل المشي بمساعدة الأشخاص أو الأدوات، يتطور به النمو إلى المشي الحرّ العادي في بداية عامه الثاني. في البداية يمشي من خطوتين إلى خمس ويكون معرضاً لفقدان توازنه بعد كل خطوةّ.

بعد حوالى أسبوعين يستطيع الطفل قطع مسافات أطول ( حوالي 20 خطوة ) وتغيير اتجاهه، وترتفع يداه قليلاً خلال حركة المشي للمساعدة على حفظ توازن الجسم في حالة اختلاله. بعد حوالى الشهر يستطيع المشي بسهولة وانسيابية ويحسن استخدام أطرافه العليا في عمل آخر أثناء المشي، كحمل بعض الأدوات من مكان إلى آخر.

تسلّق

يبدأ الطفل مهارة التسلق من وضع الحبو، وأثناء عملية التسلّق يقع عبء كبير على الذراعين إذ يسحبان الجسم، ما يجعل مهارة التسلق أصعب من الحبو والزحف، وذلك لزيادة وزن الجسم وثقله عن وزن الذراعين وثقلهما.

يقوم الطفل بالمحاولات الأولى للتسلق في بداية عامه الثاني وبذلك يتغلب على الصعوبات التي تصادفه. وفي بداية العام الثالث يتسلق الطفل بسهولة إلى الأعلى وإلى الأسفل، ويتقن تسلق الموانع التي لا يزيد ارتفاعها على ارتفاع وسطه.

صعود وهبوط

يتمكّن الطفل في عامه الثاني من الصعود أو الهبوط بخطوات جانبية باستناده على سياج السلّم أو الحائط، وتتبع كل خطوة يخطوها برهة انتظار، ثم يتمكن بعد ذلك من الصعود أو الهبوط من دون الاستناد على أي شيء مع استخدام الخطوات الجانبية، ويلاحظ رفع الطفل لقدميه، خلال الصعود، إلى أعلى أكثر من اللازم.

في حالة الهبوط يتحسّس بقدمه المكان الذي سيضعها فيه ويهبط بحذر وخوف أكثر من الصعود. ثم بعد ذلك يحاول الصعود والهبوط العادي عن طريق الإمساك به من إحدى الذراعين، وفي منتصف العام الثالث يتمكن الطفل من الصعود والهبوط بمفرده.

جري

مهارة الجري هي المرحلة المتقدمة لمهارة المشي. يختلف الجري عن المشي بوجود مرحلة متوسطة بين الارتقاء والهبوط، أي بين بداية الخطوة ونهايتها، تعرف بمرحلة الطيران. في المشي تلازم القدمان الأرض بينما يضم الجري فترة طيران ملحوظة يمكن ملاحظتها للمرة الأولى في العام الثاني من عمر الطفل.

أما قبل ذلك فيظهر الجري لدى الأطفال كأنه نمط من أنماط المشي السريع، حيث تظل إحدى القدمين ملامسة للأرض التي يتحرّك عليها الطفل، ويمكن لبعض الأطفال الجري من دون إتقان كامل لمهارة المشي.

مهارة الجري من المهارات الأساسية التي يتوقف عليها نجاح مهارات رياضية وألعاب كثيرة. يستطيع الطفل في عامه الثاني إتقان المشي السريع، الذي يصبح بمثابة مرحلة تمهيدية لمهارة الجري. وتبدأ المحاولات الأولى لمهارة الجري في منتصف العام الثاني وتتصف بضآلة حجم مرحلة الطيران.

بتطور النمو يزداد إتقان الطفل لمهارة الجري وتصبح حركاته انسيابية وهادفة وتتصف بكبر حجم مرحلة الطيران، وفي نهاية هذه المرحلة يتمكن الطفل من الجري بدرجة توافقية جيدة ويحسن استخدامه لحركات اليدين أثناء الجري.

وثب

يقوم الطفل في عامه الثاني بمحاولات الوثب إلى أسفل من ارتفاع بسيط كارتفاع درجة السلّم مثلاً، ويكون الهبوط مع فتح القدمين والقيام بحجلة أو أكثر إلى الأمام، وبتطور النمو يستطيع الطفل الوثب من ارتفاع أعلى ويهبط مع ثني الركبتين. وفي العام الثالث يستطيع الطفل الوثب من على موانع منخفضة.

رمي

في البداية، يستخدم الطفل مهارة الرمي من دون القدرة على تحديد اتجاه أو هدف معين، ثم يتطور إلى القدرة على تحديد اتجاه الرمي نحو هدف معين مع عدم القدرة على التحكم بتوقيت الرمية، حيث تترك الكرة اليد مبكراً أو تتأخر بعض الشيء.

عندما يبلغ الطفل عامه الثالث تنتقل الحركة من الجذع إلى اليد الرامية. وفي عامه الرابع أو الخامس يتمكن الطفل من الرمي على هدف على بعد مترين. وفي نهاية تلك المرحلة يستطيع الرمي على هدف يبعد خمسة أمتار. عموماً يرمي الصبيان لمسافة أبعد وبدقة أكبر من البنات.

لقف

في نهاية عامه الثاني، يقوم الطفل بمحاولة لقف كرة كبيرة، فيمدّ الذراعين إلى الأمام وتكون راحتا يديه إلى الأعلى. ثم تتطور مهارة اللقف بحيث يستطيع الطفل ثني الذراعين لمحاولة لقف الكرة وضمها إلى صدره. في بداية هذه المرحلة لا يستطيع توقّع طريق الكرة ولكن مع التدريب يستطيع ذلك.

في عامه الثالث يستطيع الطفل استقبال الكرة، ويكون جسمه ثابتاً ومتصّلباً. مع تطور النمو في عامه الرابع يتحرّك الطفل إلى الأمام والخلف وإلى اليمين واليسار للقف الكرة، بينما يحقق في عامه الخامس اللقف الصحيح من دون محاولة ضم الكرة إلى صدره.

عموماً يبدأ الطفل في نهاية عامه الثالث بمحاولات لأداء أكثر من مهارة كالجري مثلاً ثم التوقف ثم الوثب. وفي عامه الرابع يستطيع ربط المهارتين بتناسق وانسيابية من دون الحاجة إلى التوقف. وفي نهاية هذه المرحلة يتمتع معظم الأطفال بدرجة توافقية جيدة للمهارات الحركية المركبة.

حركات التحكّم

يطلق على حركات الرمي واللقف والركل والتنطيط مهارات أو حركات تحكّم. كما سبق وأشرنا تبدأ حركات التحكّم مع الطفل في العامين الثاني والثالث ولكن يطرأ عليها تحسينات في ميكانيكية الحركة ومواصفات الأداء عندما يبلغ عامه الخامس والسادس. ومن خلال أداء هذه المهارات يستكشف الطفل علاقة الأشياء المتحركة بالفراغ الخارجي المحيط به ويقدّر مسافة انتقال الأداة المتحركة وسرعته ودقته. كذلك، تنمي هذه المهارات التقدير المسبق لدى الطفل في لحظة تلاقي الأداة باليدين أو بالقدم وتعلمه طبيعة حركة الكرة وتأثيرها. لذلك نوصي بالاهتمام بالأطفال في هذه المرحلة السنية لتوفير بيئة مناسبة تلائم قدراتهم لتحقيق نمو متكامل سليم ( جسمي، فيزيولوجي، بيولوجي، نفسي، اجتماعي، حركي ) وممارسة الأنشطة الحياتية بما فيها البدنية والرياضية.