استغرب رئيس الصيدلية في مستشفى الأمراض السارية مساعد العطية التصريحات الاخيرة التي حذرت من اللقاح المضاد لـ «انفلونزا الخنازير»، متسائلا: «كيف حكم البعض على اللقاح ونتائجه السلبية وتأثيراته الخطيرة وهو لم يستخدم بعد؟»، مشيرا إلى أن اللقاح هو الميكروب المسبب للمرض، أو جزء منه، وذلك بعد إضعافه أو قتله.

وأوضح العطية في تصريح صحافي أن هذه التصريحات تعتمد على الافتراضات والتنظيرات البعيدة عن الناحية العلمية، مشيرا إلى أن الشائعات الواردة عبر شبكة الإنترنت تستغل بعض الحقائق أو الأحداث استغلالا خبيثا، إذ تخلط الحقائق بالادعاءات باستخدام مراجع موثوقة خارج مضمونها الصحيح، أو تستند إلى مراجع ذات مظهر علمي، وهي في الواقع تناقض ذلك، مما يؤدي إلى بلبلة أفكار الناس العاديين، بل حتى بعض المثقفين والمتخصصين.

Ad

وعن أنواع اللقاحات، قال العطية «إن هناك لقاحات حية وهي التي تحتوي على ميكروبات، أو فيروسات، حية، لكنها ضعيفة وواهنة، بحيث لا تسبب أي أمراض للإنسان، بل تحفّز جهاز المناعة فقط، ومن أمثلة ذلك الحصبة، والدرن، أما بالنسبة للقاحات غير الحية فهي اللقاحات التي تحتوي على الميكروبات الميتة، أو على أجزاء منها، مثل لقاح السعال الديكي، ولقاح شلل الأطفال، الذي يُعطى عن طريق الحقن العضلي، لا عن طريق الفم، لافتا إلى أن اللقاح الذي أثيرت حوله كل هذه البلبلة يتكون من 3 أجزاء، أولها هو الجزء المعدي للفيروس الذي يشعر به الجهاز المناعي، وينتج ضده أجساماً مناعية مضادة –وهو ما يطلق عليه الأنتيجين– وقد يكون حياً مُضْعَفاً، أو ميتاً، أو مصنعاً عن طريق الهندسة الوراثية، اما الثاني فهو السكوالين وهو مركب عضوي طبيعي تم الحصول عليه أصلا لأغراض تجارية في المقام الأول من زيت كبد سمك القرش، ويتم انتاجه في كبد الانسان ويجري مجرى الدم في جسم الانسان، وأيضا السكوالين هو جزء طبيعي وحيوي يدخل في تخليق الكولسترول، وهرمونات الستيرويد، وفيتامين (د) في الجسم البشري، مؤكدا أن وجود مثل هذه المادة في اللقاح يحفز الجهاز المناعي على إنتاج الأجسام المضادة بأقل كمية من الفيروس أو الأنتيجين، وبالتالى يمكن الشركات من تصنيع كميات أكبر من اللقاح، فمثلاً كمية الفيروس في اللقاح التي يمكن أن تحفز المناعة في حالة وجود هذه المادة تبلغ ٣.٧٥ ميكروغرامات، أما في حالة عدم وجودها فتصل إلى ٢١ ميكروغراماً».

وأشار العطية إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق أن هناك ما يقرب من ٤٠ مليون شخص قد تناولوا أحد لقاحات الإنفلونزا الموسمية الذي يحتوى على مادة «سكوالين» منذ عام ١٩٩٧ وحتى الآن، ولم تحدث لهم أي مضاعفات، ولم تلاحظ أي علاقة بين الاعراض الجانبية للقاح ومادة السكوالين، بل هي مجرد تفاعلات جينية موضعية خفيفة، مشيرا إلى أن دراسات سريرية أجريت على اللقاحات المحتوية على السكوالين لدى الرضع والأطفال دون ظهور أية أعراض جانبية خطيرة تدعو إلى القلق بشأن مأمونيته، مضيفا أن مادة السكوالين تستخدم في عدة لقاحات، منها لقاح الإنفلونزا الموسمية ولقاح الملاريا، وقد استخدم ايضا في تطوير لقاح مرض الإيدز وتطوير لقاح إنفلونزا الطيور (H5N1) وحديثا استخدم في تطوير لقاح إنفلونزا (A (H1N1.

وقال إن الجزء الثالث من اللقاح هو ثايميروزال وهو مركب عضوي يتكون من ٤٩ في المئة من الزئبق، وتستخدم كمادة حافظة عندما تحتوى الزجاجة على أكثر من جرعة من اللقاح، وهي تمنع نمو البكتيريا والفطريات داخل زجاجات التطعيم.