وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى دمشق أمس، بعد أن اختتم زيارةً إلى لبنان دامت يومين والتقى خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، إضافة إلى عدد من المسؤولين وممثلين عن الموالاة والمعارضة بينهم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون والنائب عن "حزب الله" نواف الموسوي.

وفور وصوله إلى دمشق، أكد كوشنير في حديث إلى جريدة "الوطن" السورية يُنشَر اليوم، أن بلاده استعادت "علاقات الثقة" مع سورية، مشيراً إلى الخطوات التي قطعتها هذه العلاقات منذ زيارة الرئيس بشار الأسد إلى باريس قبل عام.

Ad

وقال الوزير الفرنسي: "سأتناول مع السلطات السورية المسائل الإقليمية التي قد تشهد خلال هذا العام تطورات مهمة، سواء على صعيد عملية السلام أم على صعيد التطورات التي يشهدها العراق وإيران ولبنان".

وأوضح كوشنير أن "المشاورات الفرنسية - الأميركية تكثفت بشأن سورية منذ وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الحكم"، مشيراً إلى تحسن العلاقات السورية - الأميركية، "تدريجياً"، ومعتبراً أن "البوادر التي تصدر عن الطرفين في هذا المجال تذهب بالاتجاه الصحيح".

ولفت وزير الخارجية الفرنسي إلى تبدد "الشكوك الأميركية التي كانت قبل سنة إزاء مساعي فرنسا مع سورية".  ورأى أن "السلام الحقيقي لا يمكن أن يكون عادلاً وشاملاً في المنطقة ما لم يشمل المسار السوري"، لافتا إلى أن "فرنسا تنوي استثمار علاقاتها مع سورية من جهة ومع إسرائيل من جهة أخرى من أجل لعب دور في عملية السلام بالتعاون مع الولايات المتحدة ولاعبين آخرين".

واعتبر كوشنير أن "المحادثات بين سورية وإسرائيل ستُستأنف ذات يوم"، داعياً إلى "عدم إضاعة الوقت، وإلى جعل سنة 2009 سنة السلام".

وكان وزير خارجية فرنسا وصل إلى العاصمة السورية دمشق قبل ظهر أمس، إذ ترأس على الفور، في سفارة بلاده، الاجتماع الدوري لسفراء فرنسا في الشرق الأدنى.

وقالت مصادر مواكبة للزيارة، إن اللقاء هو اجتماع دوري يُعقَد في عواصم المنطقة، مضيفة أن اختيار دمشق للاجتماع في هذا العام يأتي إشارة رمزية إلى تطور العلاقات الفرنسية - ­السورية.

وأوضحت المصادر أن كوشنير سيجتمع اليوم مع الرئيس الأسد، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.

 (دمشق - أ ف ب، د ب أ)