لم تشهد الحفلة الثانية من برنامج {ستوديوالفن} أي موهبة استثنائية أو مميزة، وكان المشتركون في غالبيتهم عاديين أو أقل من ذلك خصوصاً في فئة الغناء الكلاسيكي، بعكس الحفلة الماضية، حيث شهدت طاقات غنائية واعدة أعادت إلى أذهاننا زمن الفن الأصيل، نذكر مثلاً المشتركة ريمي غانم التي أدت أغنية {مطرحك بقلبي} ومي صالح في أغنية {لولا الملامة} وأيمن أبو حيدر في {عالله تعود}، وقد وعدنا أنفسنا عبر أصواتهم الجميلة بمنافسة حامية سيشهدها البرنامج في حفلاته التالية.الجديد الذي شهدته الحفلة هو عودة الإعلامية زينة الخوري، العضو الدائم في لجان تحكيم {ستوديو الفن} على مرّ السنوات الماضية، وهي تمثّل في النسخة الجديدة من البرنامج وجهة نظر {الرأي العام} التي مثّلها في الحفلة الماضية نقيب المطبوعات غير السياسية الياس عون. يبدو أن غياب خوري الطويل عن الشاشة أحدث نوعاً من الغربة بينها وبين هذه الأخيرة، فأظهرت توتراً غريباً لم نعرف أسبابه وارتكبت أخطاءً وهفوات لا تُحصى منها ما ظهر على الشاشة ومنها ما حذف في المونتاج، فحين سألتها مقدّمة البرنامج عن سبب سفرها الدائم، أجابت خوري بإبداء رأيها بالبرنامج وبأهمية أصوات الرأي العام وكيفية توزيعها على المشتركين، واستدركت قائلة {شو كان السؤال؟} أما حين سألتها عن تصويت {الرأي العام}، بعد بداية الحفلة بفترة، لإحدى الفئات المشتركة، تذكرت خوري الإجابة عن سبب سفرها الدائم، فعزته إلى تولّيها منصب رئيسة الاتحاد الماروني العالمي، كذلك لم نفهم سبب ارتباكها في كل مرة طُلب منها إعطاء النتائح، فبدت ضائعة في الأوراق بين يديها مع أن النتيجة أُعطيت لها سلفاً.جدللا شك في أن الراب إحدى أكثر الفئات تشويقاً هذه السنة، فهي جديدة على برامج الهواة في عالمنا العربي من جهة، وتثير الجدل بين لجان التحكيم من جهة أخرى، لكن لا بد من الإشادة بالمشترك الـrapper لهذه الحفلة جوني الذي اختار موضوعاً وجدانياً شكى من خلاله همومه إلى الله تعالى وسأله المساعدة والعون، وما ساهم في تميّز الأغنية إيقاعها الجميل الذي يتناغم بين السرعة أحياناً والبطء أحياناً أخرى، كذلك حضور المشترك المحبب على المسرح، لكن الهفوة الوحيدة التي وقع فيها جوني حسب بعض أعضاء لجنة التحكيم هي عدم تداركه الأخطاء التي ارتكبها زميله إيلي ورد في الحفلة الماضية، حيث ساد إجماع على ألا يكون الـrapper أنيقاً في لباسه، فظهر جوني بجاكيت بيضاء وجينز ضيّق وحذاء أبيض يتناسب مع الثياب وكأنه مشترك عن فئة الأغنية الشعبية. استطاع جوني إحداث شرخ بين لجان التحكيم وصل إلى حدّ الردود والردود المضادة بين الأعضاء، ففي حين اعتبرت الإعلامية فدوى الرفاعي أن جوني لا يشبه الـrapper الغربيين في مظهره وأعلنت زينة خوري أنها لم تفهم كلمات الأغنية لأن أداءه كان سريعاً، أشادت أستاذة الرقص نادرة عسّاف بما قدّمه جوني قائلة: {على رغم أن الكلام مكتوب أمامنا إلا أنني فهمته أكثر حين غنّاه جوني}، مشيرة إلى أن عليه أن يكون rapper لبنانياً وليس غربياً وهنّأته كونه لم يقع في التقليد.دليل عافيةفي دردشة مع {الجريدة}، أكد الإعلامي فيني رومي، عضو اللجنة الإعلامية في البرنامج، أن الاختلاف في وجهات النظر الذي يقع أحياناً بين لجان التحكيم دليل عافية وديمقراطية، وأن تباين الآراء مطلوب ويحدث جوّاً تنافسيّاً، لأن لكل عضو وجهة نظر خاصة، ويجنّب المشتركين الظلم. قال رومي: {ليس بالضرورة أن نكون متّفقين، أصلاً لا نكون على علم بهوية المشتركين إلا بعد وصولنا إلى الحفلة، لذلك لا بد من أن يكون ثمة تضارب في الآراء سواء بين بعضنا البعض أو حتى مع الرأي العام الذي يختلف في تصويته أحياناً كثيرة عن تصويت اللجنتين الإعلامية والأكاديمية}. أعرب رومي عن فخره بالمشاركة في {ستوديو الفن} مع المخرج سيمون أسمر وبأن يكون ضمن لجنة التحكيم، معتبراً أن إبداء الرأي أو الحكم على موهبة المشترك مسؤولية كبيرة. أضاف: {هذه التجربة رائعة وستكون ذكرى جميلة أحملها طيلة حياتي وأضيفها شهادة الى مسيرتي الإعلامية}.عرض الأزياءلم تخلُ فئة عرض الأزياء من التباين في آراء لجان التحكيم، وكان التنافس على أشدّه بين المشتركتين نور كيروز وماري-رين حنكش، وبدا واضحاً أنهما تفتقران إلى الحضور القوي على المسرح وإلى هوية خاصة، إلا أن عضو اللجنة الأكاديمية عقل فقيه، الذي صمّم أزياءهما تحيّز بشكل كبير إلى المشتركة حنكش، التي لم يحالفها الحظ كونها نالت النسبة الأقل من تصويت الجمهور واللجنتين على رغم أن مقاييسها أفضل بكثير من منافستها نور، التي عليها خسارة وزن كبير لتتمتع بجسم العارضة المحترفة. في حديث إلى {الجريدة}، أعرب فقيه عن سعادته بأن يكون عضواً في لجنة التحكيم واصفاً تجربته هذه بالمميزة، كون البرنامج خرّج أهم نجوم العالم العربي وجلس على مقاعد لجان التحكيم فيه عمالقة الفن اللبناني والعربي سواء في الغناء أو الأدب أو الشعر...تعليقاً على مغادرة المشتركة حنكش المسابقة، قال فقيه: {في المسابقات ثمة دائماً خاسر وناجح، برأيي، من صوّت للمشتركة نور كيروز صوّت لامرأة جميلة وليس لعارضة أزياء، أقول ذلك لأنني متخصّص في هذا المجال}. أضاف فقيه: {يجب أن تتمتع العارضة بمقاييس معينة وبحضور قوي وليس من الضروري أن تكون جميلة جداً، وهذا ما كانت تتمتع به حنكش التي ظُلمت اليوم بخروجها}. أوضح فقيه أن الفستان الضيّق الذي ألبسه لحنكش واعتبره البعض أنه أعاق تنقّلها على المسرح ما سبّب بخسارتها، كان تحدياً لها ونجحت فيه، لأن أي عارضة محترفة ستواجه مشكلة في المشي بفستان ضيق جداً.كذلك حصل شرخ آخر بين الرأي العام واللجنة الإعلامية من جهة واللجنة الأكاديمية من جهة أخرى حول فئة عرض الأزياء الخاصّة بالشباب بحيث وقع اختيار الفريق الأول على العارض جو بستناني فيما ارتأت اللجنة الأكاديمية اختيار العارض علي ننّي وكانت النتيجة النهائية بقاء المشترك الثاني.كذلك لا بدّ من التنويه بصوت المشتركة نادين باسط عن فئة الأغنية الشعبية والتي أدت أغنية {صدفة} للفنانة يارا قكانت متميزة حضوراً وآداءاً واللافت الشبه الكبير بين صوتها وصوت الفنانة نانسي عجرم، الأمر الذي أكدّته الإعلامية بولا يعقوبيان أيضاً.أما عن فئة الأغنية الطربية فلم يلفتنا أحد من البنات والشباب لا بصوته ولا بحضوره، كذلك لم تشهد فئة التقديم أي موهبة استثنائية، كذلك حال فئة التقليد.عودة شختورة من جهة أخرى، كانت لافتة مطالبة أعضاء اللجنة الإعلامية والأكاديمية بعودة المشتركة سمية شختورة عن فئة الأغنية الكلاسيكية، التي خرجت في الحفلة الماضية، إلا أن الحظ لم يحالفها وكان من نصيب زميلتها مي صالح مع أن النتيجة كانت متقاربة جداً. هل يلبّي الأستاذ سيمون أسمر وابنه مخرج البرنامج بشير أسمر إلحاح لجان التحكيم ويعيدان إلينا صوتاً ظُلم بإخراجه من البرنامج، مع أنه كان من الممكن إجراء تعديل استثنائي في الحفلة الماضية وإبقاء المشتركتين نظراً إلى تمتّعهما بموهبة مميزة وصوت طربي أصيل؟ لا بد من الإشارة هنا إلى أن ثلاثة أعضاء من اللجنة الإعلامية حجبوا التصويت عن المشتركتين عن الأغنية الكلاسيكية في الحفلة الثانية وهما أونيلا وباسكال، وحسناً فعلوا لأن كلتيهما لا تملكان أي تميز وتفتقدان إلى الحضور، إلا أن النتيجة النهائية كانت لصالح المشتركة أورنيلا.على الهامش • استبدل عضو اللجنة الإعلامية الدكتور جمال فياض برئيس تحرير مجلة سوا ياسر حيدر لأسباب مجهولة.• يفضل أن يحلّ فنان على الحفلات الأسبوعية ليضفي أجواءً حماسية على الجمهور.• لم نفهم وصف الإعلامية زينة خوري المقدمة إلسا زغيب بالمخضرمة على رغم أنها الحفلة الثانية التي تطل فيها إلسا على الناس وما زالت تفتقد إلى هوية خاصة بها.
توابل
في حفلته الثانية... تفاوت في الآراء وافتقار إلى التميّز
08-12-2009