في ذكرى صعود رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونع على متن المركبة أبولو يكتب شعراء ومثقفون كثر عن ذلك الحدث الشهير. اليوم يبدو الصعود إلى القمر كخبر روتيني، مع التهافت والصراع بين بعض المتوهمين حول من يملك القمر، ومن صاحب أرضه، فثمة شركات تبيع السطح هناك لأناس في عداد السذج أو ليس لديهم وهم جديد للحديث عنه، وما زال المغنيون والمغنيات يشبهون الحبيب بالقمر... فماذا يقول الشعراء عنه؟

يقول أحمد شوقي على قيثارة مجنون ليلى إذ يناجيها:‏

Ad

لست كالغيد لا لا قمر البيد كالقمر‏

ويصف الشاعر الأندلسي ابن زيدون جمال محبوبته قائلاً:‏

يا قمراً مطلعه المغرب قد ضاق بي في حبك المغرب‏

وها هو ابن زريق البغدادي يستوحي من غربته قصيدة من عيون شعرنا العربي يبث فيها حبيبته التي تشبه القمر فيردد:‏

استودع الله في بغداد لي قمراً بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه‏

وفي بيته الشهير في وصف الهلال يقول ابن المعتز:‏

انظر إليه كزورق من فضة قد أثقلته خمولة من عنبر‏

ويكتب الشاعر محمود درويش:

سألّم جثتك الشهيدة

وأذيبها بالملح و الكبريت...

ثم أعبّها

كالشاي

كالخمر الرديئة..

كالقصيدة

في سوق شعر خائب

وأقول للشعراء:

يا شعراء أمتنا المجيدة!

أنا قاتل القمر الذي

كنتم عبيدة!!

سيقال: كالمتسول المنفي... كان

ردّوه عن كل النوافذ

و هو يبحث عن حنان.

لا عاشقان

يتذكّران.

- قلبي على قمر

تحجّر في مكان

ويقال. كان!

وأنا على الإسفلت

تحت الريح والأمطار

مطعون الجنان

لا تفتح الأبواب في وجهي

ولا تمتد نحو يدي يدان

عيني على قمر الشتاء.

وقد ترمّد في دمي

قلبي على قرص الدخان!

لا تظلموني أيّها الجبناء

لم أقتل سوى نذل جبان

بالأمس عاهدني

وحين أتيته في الصبح.. خان..

خبز وحشيش وقمر

في أحد الأيام كتب الشاعر السوري نزار قباني قصيدة أحدثت ضجة بعنوان «خبز وقمر وحشيش»:

عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ

فالسطوحُ البيضُ تغفو...

تحتَ أكداسِ الزَّهرْ

يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ

لملاقاةِ القمرْ..

يحملونَ الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبالْ

ومعدَّاتِ الخدرْ..

ويبيعونَ، ويشرونَ.. خيالْ

وصُورْ..

ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ

نحنا والقمر جيران...

وتغني فيروز من كلمات الأخوين رحباني:

بيتو خلف تلانا

بيطلع من قبالنا

يسمع الألحان

نحنا والقمر جيران

عارف مواعيدنا

وتارك بقرميدنا أجمل الألوان

ياما سهرنا معو بليل الهنا

مع النهدات

ياما على مطلعو

شرحنا الهوى غوى حكايات

نحنا و القمر جيران

لما طل وزارنا عقناطر دارنا

رشرش المرجان

غناني وذكر حب وسهر

حزن في ضوء القمر

يقول الشاعر السوري محمد الماغوط في قصيدته «حزب في ضوء القمر»:

أيها الربيعُ المقبلُ من عينيها

أيها الكناري المسافرُ في ضوء القمر

خذني إليها

قصيدةَ غرامٍ أو طعنةَ خنجر

فأنا متشرّد وجريح

أحبُّ المطر وأنين الأمواج البعيدة

من أعماق النوم أستيقظ

(...)

قل لحبيبتي ليلى

ذاتِ الفم السكران والقدمين الحريريتين

أنني مريضٌ ومشتاقٌ إليها

انني ألمح آثار أقدام على قلبي.

دمشقُ يا عربةَ السبايا الورديه

وأنا راقدٌ في غرفتي

أكتبُ وأحلم وأرنو إلى المارة

من قلب السماء العالية

أسمع وجيب لحمك العاري.

عشرون عاماً ونحن ندقُّ أبوابك الصلدة

والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا

ووجوهِنا المختنقةِ بالسعال الجارح

تبدو حزينةً كالوداع صفراءَ كالسلّ

ورياحُ البراري الموحشة

تنقلُ نواحنا

إلى الأزقة وباعةِ الخبزِ والجواسيس.