اختيار المطرب بكامل إرادته وقواه العقلية أن يكون نسخة مقلّدة لمطرب آخر، هو قرار يعتمد في المقام الأول على الاستسهال وينتهي غالباً بفشل النسخة المقلّدة الذريع، من دون أن يؤثر ذلك بالطبع على النسخة الأصلية بل قد يزيد شهرتها.هذا الكلام يتردّد منذ اللحظة الأولى لظهور مطربين استُنسخوا عن مطربين كبار موجودين على الساحة الفنية، في محاولة للحصول ولو على جزء من شهرتهم، علماً أن إجماعاً حصل على فكرة أن النسخة المقلّدة عمرها قصير بوجود النسخة الأصلية، وأن رامي صبري لن يتحوّل إلى عمرو دياب، وسمية لن تكون شيرين عبد الوهاب، وقمر لن تصبح يوماً هيفاء وهبي ولن تتحول ميليسا إلى إليسا... ليس لوجود عيب فيهم، إنما بسبب وجود الأصل وهو ناجح، ما دفع هؤلاء في الفترة الأخيرة إلى سلوك طريق يختلف عن الذي ظهروا من خلاله في بداية مشوارهم. أحدث هذه المحاولات إعلان إليز، شبيهة نانسي عجرم، أنها بصدد إجراء جراحات تجميلية لتعود إلى شكلها الطبيعي قبل أن تتحوّل إلى نسخة مقلّدة من نانسي عجرم، وهو ما يعدّ اعترافاً رسمياً منها بأنها كانت تسعى إلى ذلك، أما قمر فاعترفت أخيراً بأن جمال مروان استعان بها ليضرب هيفاء وهبي ويصنع نسخة مقلّدة منها، لكنّها تمرّدت على الواقع ورغبت في أن تكون لها شخصيتها المستقلة بعيداً عن أي فنانة أخرى.أعراض الفشلبالنسبة إلى باقي الفنانين المستنسخين عن غيرهم، فمع مرور الوقت بدأت أعراض الفشل تظهر عليهم تدريجاً، بعدما رفضوا التغيير وأصرّوا على السير في طريقهم حتى النهاية، فسقط بعضهم بعد الأغنية الأولى مثل أيمن راتب الذي كان يُجهّز لضرب حكيم وصُور له كليب واحد بعنوان {ما هو أمريكاني}، الذي جاء بدوره مستنسخاً عن كليب {أبوسه} لحكيم، بعد ذلك اختفى راتب تماماً ولم يعد له أي وجود على الساحة الغنائية.أما محمد كمال الذي كان يستنسخ طبقة صوت محمد فؤاد في كل أغانيه، حتى أن كثيرين وضعوا أغنيته ضمن أغاني فؤاد على مواقع الأغاني على سبيل الخطأ، فلم يصل إلى مرحلة تقديم كليبه الأول بعدما فشل في أن يجد منتجاً يتحمّس له كتجربة مستقلّة.سمية وشيرينوجدت سمية من يحوّلها إلى نسخة مقلّدة عن شيرين عبد الوهاب، فانطلقت في طريقها تغني بطبقة شيرين نفسها وتصوّر كليبات أقرب إلى روح شيرين، بل إن المنتج محسن جابر تعاقد مع ياسر نوار، منتج ألبوماتها، على توزيع ألبومها الأخير {مش سهلة} وطرحه في توقيت نزول ألبوم شيرين {حبيت} نفسه على أساس أنها صدفة. بعد مرور أكثر من عامين على ظهورها لم تستطع سمية تحقيق أي نجاحات فنية، فهي تتقدم من أغنية إلى أخرى ومن كليب إلى آخر من دون أن تصنع لنفسها أي رصيد فني مستقل. تؤكد سمية أنها لن تفكر يوماً في تقليد شيرين لأن النسخ المقلّدة تزول سريعاً وهي تعرف ذلك جيداً، تضيف أنها ظُلمت بهذه الاتهامات التي كان سببها الأول تشابه طبقة صوتها مع طبقة صوت شيرين.لا لون ولا رائحةمن جهتها تصرّ ميليسا على تقليد إليسا في كل شيء حتى في اسمها، لكنها تحوّلت، مع مرور الوقت، إلى مجرد نسخة مقلّدة عن الأصل، بلا لون أو طعم أو رائحة، ولم تصل مبيعات ألبوماتها إلى ربع الرقم الذي تحقّقه إليسا. المصير نفسه لحق بعلي حسين الذي كان يقلّد محمد منير، غير أنه يؤكد أن ابتعاده عن الغناء ليس بسبب فشله، مشيراً إلى أنه لم يقلّد منير من الأساس، وأن لكل منهما أسلوبه الخاص، وكل ما هنالك أن كليهما من جنوب مصر. يضيف حسين أن ابتعاده عن الساحة سببه أنه لم يجد عملاً جديداً يقدّمه ففضّل الابتعاد مرحلياً ليختار بدقة. من جهته أصرّ رامي صبري منذ البداية على تقليد عمرو دياب، رافضاً محاولات ثنيه عن هذا الأمر، على رغم أنه يتمتع بموهبة تؤهله إلى أن يكون مطرباً ناجحاً، لكن إصراره على التعامل مع الأمر بمبدأ العناد مع الجمهور والنقاد ومع نفسه، جعله يتحوّل إلى نموذج لا يختلف كثيراً عن النماذج المستنسخة السابقة، لدرجة أننا لو فكّرنا في أهم إنجازات صبري الفنية لغاية اليوم، سنجد أنها مجموعة من الحوارات الصحافية التي ينفي خلالها تقليده عمرو دياب ويؤكد أن له أسلوبه الخاص وأنه يحترم دياب ويعتبره نموذجاً لجيل كامل، وأغلب الظن أن هذه الحوارات ستظل إنجازه الوحيد إن لم يفكر في التغيير في أقرب وقت.
توابل
استنساخ أشباه النجوم لكبار المطربين... إفلاس فنّي أم محاولة لضرب الأصيل؟
30-11-2009