حافظت قائمة الوحدة الطلابية على مقاعدها في الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة فرع الولايات المتحدة للمرة الثامنة على التوالي، وبفارق 168 صوتاً عن قائمة المستقبل. رغم أجواء الريبة التي سادت انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع أميركا، واحتمالية وقوع حالة تزوير صريحة كادت ترجح قائمة على أخرى، استطاعت قائمة الوحدة الطلابية الحفاظ على مقاعدها بالهيئة الإدارية للاتحاد للمرة الثامنة على التوالي بمجموع 521 صوتا وبفارق 168 صوتا عن قائمة المستقبل الطلابي التي حصلت على 353 صوتا، فيما حلت قائمة الفكر الطلابي ثالثة بمجموع 43 صوتا.وعاشت قائمة الوحدة الطلابية حالة من الهلع كان يترجم في غالب الأحيان إلى غضب، بعد أن منعت الهيئة التنفيذية للاتحاد المشرفة على الانتخابات 197 صوتا من الاقتراع بسبب اجراءات مستجدة لم تعلن مسبقا للطلبة، وصدموا بتطبيقها أثناء توجههم للاقتراع، وقدرت مصادر مراقبة للانتخابات أن نسبة المؤيدين لقائمة الوحدة كبيرة من الطلبة المحرومين من التصويت، فيما لم تؤثر النسبة على القوائم الأخرى. وتصادم الطلبة المحرومون من التصويت أكثر من مرة مع ممثلي الهيئة التنفيذية، وبقي بعضهم داخل قاعة التصويت أكثر من ساعة اعتراضا على المنع، مصطحبين معهم كل أوراقهم الثبوتية التي تؤكد أحقيتهم في التصويت، ومنهم من تأكد أنه انتهى من كل الاجراءات القانونية قبل عقد الانتخابات بيومين، وأن اتحاد أميركا سلم البيانات الخاصة بهم إلى الهيئة التنفيذية، التي شطبت أصواتهم في ظهيرة يوم الانتخابات. أسباب الحرمان وعن تفاصيل حرمان الطلبة من التصويت، بدأت المشكلة منذ أن قرر ممثلو الهيئة التنفيذية ابتداع نظام جديد في اعتماد أحقية الطلبة في التصويت، حيث اتفقت مع القوائم الطلابية على أن يكون تسليم كافة الاجراءات قبل يوم من موعد إجراء الانتخابات، وهو ما خالف العادة الانتخابية في أميركا وهو اكتفاؤهم بهوية الطالب وشهادة التحاقه بإحدى الجامعات، وهو أمر حرم جزءاً بسيطاً من الطلبة من التصويت.ولكن ما كان أشد وطأة على القوائم الطلابية هو حرمان 197 طالبا استكملوا قبل موعد الانتخابات بيوم أوراقهم، ولم تبين أي أسباب لاستبعادهم من الكشوفات سوى قول الهيئة التنفيذية إن أسماءهم غير موجودة في الكشوفات، وهو عكس ما أكده اتحاد أميركا الذي أكد تسليمه الهيئة التنفيذية 1218 طالبا مقيدا ومستكملا لأوراقه، ليصدم في اليوم التالي بأن الكشف حذفت منه بعض الأسماء ليتقلص إلى 1021 طالبا فقط.وبدورها، سجلت قائمة الفكر الطلابي موقفا من الحادثة واعترض مندوبها داخل لجنة الاقتراع "كتابيا" مبينا انه يرفض شطب ومنع 197 طالبا من التصويت مؤكدا أن التصويت حق لهم، فضلا عن مندوب قائمة الوحدة الذي استمر معترضا طوال عملية التصويت وحاول مساعدة الطلبة قدر المستطاع، فيما بقيت قائمة المستقبل الطلابي صامتة رغم أن أحد مرشحيها حرم من التصويت.شكوك وتكهنات وفرضت واقعة حرمان مرشح المستقبل مجالات عدة للتكهن، وذهبت كل التوقعات إلى وجود صفقات واتفاقات وحبكة انتخابية وراء الأمر لصالح احدى القوائم، حيث قالت مصادر مراقبة للانتخابات إن قائمة المستقبل الطلابي هي المستفيدة من عملية شطب 197 طالبا وحرمان آخرين، لافتة إلى أن عملية شطب مرشح المستقبل كانت عبارة عن تضليل وإبعاد للشك عن أي اتفاقيات أو محاباة لقائمة المستقبل الطلابي، مؤكدا أن عدد الطلبة المؤيدين لقائمة المستقبل المحرومين من التصويت لا يتعدى 5 طلبة فقط.وأضافت المصادر أن الهيئة التنفيذية تجاوزت الأعراف النقابية، قائلا "لا يحق للقوائم الطلابية تحديد من يحق له التصويت من عدمه، وإنما فقط الاتفاق على آلية التصويت، وأن اعتماد الأسماء حق مطلق للهيئة التنفيذية وهي مسؤولة عنه"، كاشفا أن "قيام الهيئة التنفيذية بتوقيع اتفاقية (مكتوبة) مع القوائم أمر ينافي الأعراف وغير صحيح، لأنها تخلت عن أحد حقوقها، واستخدمت الورقة ضد القوائم". منافسة محمومة وبعيدا عن حادثة التشكيك في عملية التصويت، كانت المنافسة شديدة قبل فتح باب التصويت الذي كان مقررا فتحه في الساعة الثالثة ظهرا إلا أن تأخر انتهاء الجمعية العمومية أدى إلى فتحه في الساعة الخامسة من مساء الجمعة الماضي.ورغم تأخر فتح باب التصويت انتظر الطلبة عند أبواب لجان التصويت قبل فتحها ساعة كاملة، ما أنذر بنسبة تصويت عالية قبل أن تفتح أبواب الاقتراع، التي قسمت لأول مرة على لجتنين في نفس المنطقة التي يعقد فيها المؤتمر.وسمحت اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة وهي المشرفة على الانتخابات بدخول الطالبات للتصويت كدفعة كاملة وحدهن لأن عددهن لا يتجاوز مئة طالبة ولتسهيل عملية التصويت، بينما كان عدد الطلاب يفوق الـ886 طالبا.وقُسّمت اللجنتان حسب الأحرف الانكليزية للطلبة، ونظمت عملية الدخول لثلاثة مقترعين في كل دفعة، خلاف ما كان معمولا به في العام الماضي حيث كان لا يمكن للطلبة التصويت إلا فرادى.وازدحمت ممرات فندق حيات في منطقة لونغ بيتش قبل فتح باب الاقتراع واكتظت بالطلبة الكويتيين من شتى ولايات أميركا، حيث شهدت عملية التصويت في ساعتها الأولى مشاركة 230 طالبا وطالبة، فيما استمرت طوابير التصويت في التزايد حتى الساعة السابعة، وبواقع اقبال كبير على مدى ساعتين كاملتين، نظرا إلى تنوع عملية التصويت وتوزع الأصوات على ثلاث قوائم بدلا من قائمتين، كما حصل في انتخابات العام الماضي، حيث تخوضها قائمة الوحدة الطلابية وقائمة المستقبل الطلابي، فضلا عن قائمة الفكر الطلابي التي تخوضها لأول مرة بأربعة مرشحين فقط، بينما خاضتها كل من الوحدة والمستقبل بعدد كامل (9 مرشحين). تأجيل الاقتراع وبدوره، أعلن ممثل الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة والمشرف العام للانتخابات نايف الحمادي أن الهيئة التنفيذية تحاول تسهيل عملية التصويت للطلبة، مضيفا "اضطررنا إلى تأجيل موعد فتح باب الاقتراع بسبب تأخر الانتهاء من الجمعية العمومية"، مؤكداً أن "الهيئة التنفيذية بإمكانها تمديد فترة الانتخابات من أربع ساعات إلى خمسة إن استلزم الأمر".وقال الحمادي في تصريح للصحف إن كل لجنة انتخابية أخذت نصف أعداد الطلبة تقريبا، موضحا أن كل لجنة خصص لها استقبال ما يقارب 500 طالب، مشيرا إلى أن عدد الطلبة المسجلين في الكشوفات 1021 طالبا وطالبة.ومن جانبه، قال مرشح الرئاسة في قائمة الوحدة الطلابية أحمد الجوعان "إن القائمة تبذل قصارى جهدها ليس للفوز بالانتخابات بل الفوز من أجل خدمة أخواني وأخواتي الطلبة"، مؤكدا أن "الوحدة الطلابية ما زالت تحافظ على أسلوبها في الطرح وأنها مستمرة في تطبيق برنامج عملها "الرؤية" بنجاح".وعن خوض ثلاث قوائم للمنافسة في الانتخابات، أوضح الجوعان أن خوض الانتخابات "حق مكفول للجميع ونحن نرحب بالقوائم المنافسة ونتمنى لها التوفيق والنجاح"، مشيدا بـ"الروح الانتخابية العالية لدى أعضاء قائمة الوحدة"، ومؤكدا "استمرار هذه الروح في قيادة الوحدة لدفة الاتحاد".«عمومية» الاتحاد... ثقة للهيئة الإداريةعقدت الجمعية العمومية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الأميركية صباح الجمعة الماضي في أجواء تنافسية كبيرة وكأنها باب اقتراع أو ساعة تصويت!واحتشد أعضاء قائمتي الوحدة الطلابية وقائمة المستقبل الطلابي قبل بدء الجمعية العمومية بنصف ساعة، في خطوة من "الوحدة" لدعم الهيئة الإدارية وفق تكتيك انتخابي من المستقبل الطلابي لإطالة الجمعية العمومية والاستفادة منها في التأثير على حضور الطلبة الكبير.وماطل بعض الطلبة في الجمعية العمومية في الأسئلة وركزوا على تفاصيل دقيقة في التقرير الإداري لأعمال الهيئة الإدارية حتى انتهوا منه في الساعة الحادية عشرة ظهرا، ليضطروا إلى رفع الجمعية العمومية ساعة للصلاة والراحة، وعادت أجواء الجمعية العمومية ملتهبة مرة أخرى بعد فتح باب النقاش في التقرير المالي لتستمر الجمعية العمومية حتى الساعة الثالثة ظهرا.وكان لافتا أثناء سير الجمعية العمومية كثرة نقاط النظام ونقاط التوضيح، التي تباينت من صحيحة إلى خاطئة، فضلا عن كثرة عمليات الاستحسان والاستهجان من قطبي الجمعية العمومية المؤيدين والمعارضين، مما اضطر مسؤول الميكرفون إلى التهديد بتوجيه إنذارات وعقوبات لمن لا يلتزم بقواعد حضور الجمعية العمومية.ورغم كل ما حصل، تمت المصادقة على التقريرين المالي والإداري، وأعطيت الثقة كاملة لكل أعضاء الهيئة الإدارية دون معارضة طالب واحد، واحتفلت القاعة بكل حضورها بالثقة وهنأوا الهيئة الإدارية على الحصول على الثقة، ثم قدمت الهيئة الإدارية استقالتها.ولعل أبرز ما اختلف عليه أعضاء الجمعية هو اقتراح أحد الطلبة بإلزام الهيئة الإدارية بقبول كل من يتقدم لمساعدة الطلبة ويصبح مندوبا عنها، وفي حال رفضت فعليها تبيان الأسباب وتوضيحها، الأمر الذي عارضته الجمعية العمومية في نهاية الأمر وصوت أغلبية الأعضاء ضده، ايمانا منهم بأن الهيئة الإدارية للاتحاد منتخبة من الطلبة وثقة الطلبة فيها كبيرة، لذلك هي تستطيع أن تقييم واختيار ممثليها دون أن تلزم بذلك.لقطات• اتصل ممثل الهيئة التنفيذية نايف الحمادي بنائب رئيس الهيئة التنفيذية بالكويت بدر نشمي ليتراجع عن قرار منع الطلبة، إلا أن الأخير رفض التراجع وطالبه بالاستمرار في الانتخابات، في اتصالين هاتفيين.• أعلن بعض أعضاء قائمة المستقبل الطلابي أنه سيقدم استقالته من القائمة في حال ثبت اتفاق أي عضو من أعضاء قائمة المستقبل مع الهيئة التنفيذية أو الترتيب لحبكة انتخابية ما.• بعد فرز الأصوات المتفرقة، ظهر أن الطالب مرشح قائمة المستقبل الطلابي عيسى النشمي حصل على أعلى نسبة أصوات متفرقة وبمجموع 15 صوتا فيما حصل عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان من قائمة الوحدة الطلابية على 14.• ارتفع عدد الأصوات التي حصلت عليها قائمتا الوحدة الطلابية والمستقبل الطلابي، فيما سجّل للفكر خوضها الانتخابات للمرة الأولى.
محليات
الوحدة الطلابية تتربع على عرش الاتحاد للمرة الثامنة... وبزيادة ملحوظة في عدد الأصوات رغم حرمان الهيئة التنفيذية 197 طالباً من التصويت
30-11-2009