كاميرون دياز أشبه بآلة في حركة مستمرة. فنجمة فيلم Shrek Forever After هذه مثقلة بالأعمال لهذا الصيف، إذ تعتزم إنهاء تصوير الفيلم الفكاهي البذيء Bad Teacher، وتولّي تقديم حفلة توزيع جوائز MTV Movie Awards للعام 2010 في 6 يونيو (حزيران) المقبل، ومن ثم الترويج للفيلم الكوميدي المشوّق Knight and Day الذي يُفتتح اليوم ويشاركها التمثيل فيه توم كروز.

فيما تؤدي دياز صوت الأميرة فيونا في فيلم الرسوم المتحرّكة الخرافية من إنتاج دريم ووركز للمرة الرابعة والأخيرة، تعترف بأن حياتها المهنية تبدو أحياناً شبيهة بقصة سندريلا. قالت في مقابلة عبر الهاتف: {أنا مُباركة حتماً. أدرك جيّداً بأنني أعيش حياةً رائعة. هذا مذهل!}. وعلى حدّ تعبيرها، لقصّتها عبرة شأنها شأن الحكايات الشعبية الجميلة كافة.

Ad

توضح: {العبرة هي بتقدير قيمة ما لديك. فإن فعلت ذلك، عندئذ لن تحتاج إلى أي شيء آخر. عليك أيضاً أن تحب ما تقوم به وأن تقدّم للعالم ما ترغب في استرجاعه}.

من جهة أخرى، تذكر دياز، التي كانت تتحدث كأميرة حقيقية، أنها تأسف حقاً لأنها لن تعطي صوتها مجدداً الى فيونا. لم يجعل منها هذا الدور الممثلة الأعلى أجراً في هوليوود فحسب، إنما ترى أيضاً في الغولة مثالاً إيجابياً للفتيات: {لم تعتمد يوماً على أي شخص لإنقاذها، ما يجعل رسالة هذه القصة مختلفة عن مغزى قصة بياض الثلج أو رابونزيل التي تنتظر أميراً ساحراً لإنقاذها. استطاعت (فيونا) الخروج بمفردها من البرج، وقد تعاملت حتماً مع شريك كشريك لها وليس كمنقذها}.

هكذا، ساهم ذلك المبدأ الأخلاقي الذي ينص على عدم الاعتماد على مساعدة الآخرين في دفع حياة دياز المهنية الناشطة. فعلى رغم أنها لا تملك سجلاً متنوعاً من الأفلام كما ميريل ستريب، لكنها تنتقل بسهولة من الأفلام الكوميدية من النوع الرديء إلى أفلام الدراما، الحركة، والرومنسية ذات العيار الثقيل. ومع أن هذه الأفلام لم تكن جميعها ناجحة، لكن دياز لا تندم على أي خيار اتّخذته.

تعقّب دياز: {برأيي، ما من خيار سيئ. فسواء حقق الفيلم نجاحاً على شباك التذاكر أم لا، أشعر بأن كل فرصة أحصل عليها للعمل في الأفلام وصناعتها، والتعاون والتعلّم فرصة رائعة، وأنا ممتنة لكل ما مررت به من تجارب. كل ما أتعلّمه في فيلم، أطبّقه في الفيلم اللاحق، وهكذا دواليك}. وتضيف: {ولتحقيق ذلك، لا بد من التعاون مع أشخاص أذكياء وموهوبين لديهم طموحات واسعة}.

في فيلمَيها المقبلين Knight and Day و The Green Hornet، تعود دياز إلى الميدان الذي تألفه، إذ تؤدي دور الزميلة المعارضة لجاسوس يمتلك قدرات هائلة في الفيلم الأول والحبيبة الرزينة لشخصية تكافح الجرائم مقتبسة عن كتاب قصص مصوّرة في الثاني.

تعقّب بضحكة قوية: {من الممتع تفجير الأشياء. لهذا السبب ينتجون أفلاماً كثيرة تحدث فيها تفجيرات. كذلك، يكمن الجزء الممتع في إخراج الأفلام في رواية قصص رائعة لن تحصل أبداً في الحياة الحقيقية. وفي كل مرة، تمثّل هذه الأفلام هروباً من الواقع. وحتّى لو كان الفيلم الدرامي هو الذي ترتبط به عاطفياً، يأخذك مع ذلك بعيداً عن حياتك ويجعلك جزءاً من قصّة شخص آخر}.

فضلاً عن شهرتها في عالم التمثيل، أصبحت دياز وجهاً بارزاً في مجال حماية البيئة، فتجوب العالم بصفتها مقدّمة برنامج Trippin على قناة MTV الذي يتحدث عن التربية البيئية. تشير في هذا السياق إلى أن أحد المواضيع الجوهرية في قصة شريك الأخيرة يتمثل {في تقدير قيمة ما لديك، لأنه قد يتلاشى ويختفي بسهولة. عليك إذن حماية ما تملكه وتقيّمه، لأنك لا تستطيع التسليم بتوافره دوماً}. والأمر عينه ينطبق على النظام البيئي في الأرض، على حدّ قولها.

تضيف دياز: {كل منّا يعتمد على أحدنا الآخر للحفاظ على سلامة هذا الكوكب. فإن كانت بيئات العالم جميعها لا تزدهر، فذلك يعني أنها تعاني خللاً. وهذا ما كنا نحاول التشديد عليه للجمهور الذي يشاهد قناة MTV}، الأمر الذي عزز شهرتها لجذب مشاهدين الى سلسلة تعليمية عن الطبيعة كانوا سيتفادون على الأرجح مشاهدتها.

تتابع دياز قائلة: {عليك أن تصب طاقتك في المكان الصحيح. لا تستطيع تغيير الوضع إن كان الناس العاديون لا يملكون الوسيلة لفهم المسائل. نحن أمام تحدٍّ جسيم، لكن من الواضح أن هذه القضية تستحق جهودنا لأنها الشيء الوحيد الذي يصل ما بيننا، والشيء الوحيد المشترك بين سكّان الأرض برمّتهم}.

على حدّ تعبيرها، التعامل مع التهديدات الجمّة المحدقة مثل التلوّث، انقراض الأجناس، الاحتباس الحراري وغيرها مهمة طويلة الأجل لا نهاية سعيدة وسحرية لها. توضح: {لا أؤمن بالعيش بسعادة مدى الحياة. لا يزال هناك أمل لكن لا أتوقع لهذه المهمة أن تنتهي في أي وقت قريب}.