قال سفير دولة الكويت لدى ألمانيا الدكتور مساعد الهارون في مقابلة أجرته مجلة (منتدى العرب) الدورية التي تصدر في العاصمة الالمانية برلين وستنشر في عددها المقبل ان زيارة سمو الامير ستساهم في دعم أواصر التعاون بين الكويت وألمانيا وفي ترسيخ التفاهمات الثنائية حول مجمل القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأوضح أن الزيارة تكتسب أهمية تاريخية لكونها أول زيارة أميرية لجمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة وتشكلت تتويجا نوعيا للعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين معتبرا الزيارة وضعت أساسا متينا لقيام تعاون مستقبلي أوثق بين الكويت وألمانيا عبر توقيع مذكرة تفاهم حول تعزيز العلاقات الثنائية في المسائل السياسية وحماية البيئة ومجالات الطب والسياحة والنقل الجوي. ثقل سياسي وقال ان ألمانيا تتمتع بثقل سياسي كبير في شتى المحافل الدولية وذلك بالنظر الى ثقلها الاقتصادي ودورها كمحرك رئيسي للمشروع الأوروبي مضيفا انه بعد اعادة توحيد المانيا تزايدت مسؤولياتها الدولية ولم تعد هذه المسؤوليات منحصرة بالمساهمات المالية فقط بل أصبح لألمانيا دور سياسي دولي فاعل ودور عسكري في مناطق مختلفة من العالم. وأعرب السفير الهارون عن تقديره للمساهمات الألمانية في قضايا المنطقة مثل اعادة بناء العراق وتوطيد استقراره والمساعي الالمانية الحثيثة لايجاد حل دبلوماسي لأزمة الملف النووي الايراني وتجنيب المنطقة حدوث مواجهة عسكرية مع ايران يمكن أن تجرها الى أوضاع خطيرة وتورطها في مواجهات غير محسوبة. وقال ان الكويت تتمتع بعلاقات جيدة جدا مع ايران وتحرص على مواصلة الجهود الدبلوماسية لايجاد تسوية سلمية لأزمة الملف النووي الايراني معتبرا أي عمل عسكري ضد ايران سيكون كارثة على الجميع. وأضاف ان للكويت علاقات طيبة مع العراق ومع كافة الأحزاب العراقية وترى أن استقرار العراق مرتبط بشكل وثيق بتشكيل حكومة عراقية تمثل جميع العراقيين بكافة فئاتهم وأطيافهم. الاستثمار في ألمانيا وحول الاستثمار في ألمانيا لفت الهارون الى أن الكويت هي أول دولة عربية تستثمر في ألمانيا منذ عام 1974 وتعتبر الآن من أبرز المستثمرين في ألمانيا من جانب القطاعين العام والخاص لافتا الى وجود مجالات استثمارية كبيرة يمكن تطويرها بين البلدين خاصة وأن الكويت تعتزم في اطار الخطة الخمسية تنفيذ مشاريع كبيرة في مجال البنية التحتية وقطاعي الصحة والكهرباء. وأضاف ان هناك فرصا كثيرة لتعاون استثماري كويتي ألماني مشترك من أجل دعم مسيرات التنمية في مناطق أخرى من العالم مضيفا ان الكويت من الدول السباقة في مجال وضع وتنفيذ برامج تنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وقد أنشأت لهذا الغرض عام 1961 الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ليكون أول مؤسسة انمائية في الشرق الأوسط مهمتها توفير وادارة المساعدة المالية والتقنية للدول النامية. وأكد ان الكويت تمكنت من تحقيق قفزة نوعية في علاقاتها الثنائية مع ألمانيا تجلت في عدة محاور أبرزها ارتفاع وتيرة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وانشاء لجنة اقتصادية كويتية ألمانية لدفع وتنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري. تطوير العلاقات الا ان السفير الهارون اكد في الوقت ذاته الحاجة الى جهود اضافية لتطوير هذه العلاقات في بعض الجوانب الحيوية المهمة خاصة على الصعيد العلمي والثقافي الذي ما يزال بحاجة الى المزيد من الدعم والتطوير. وقال ان الخطة الخمسية لدولة الكويت تركز على تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار موضحا ان الخطة عبارة عن خليط يجمع بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وذلك لتذكية روح المنافسة ورفع الكفاءة الانتاجية وتحقيق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة. ولفت الى وجود رغبة كويتية في تعزيز التعاون الطبي مع المانيا والاستفادة من النظام الصحي الألماني والخبرات الألمانية لتحسين جودة الخدمات الصحية في الكويت بما يتلاءم مع التوجهات الكويتية في هذا الشأن لافتا الى وجود أطباء كويتيين في المستشفيات والجامعات الالمانية يعملون للحصول على تخصصات عليا. وقال ان تلك الرغبة تجسدت في زيارة وزير الصحة الكويتي الدكتور هلال الساير لولاية شمال الرالين فستفاليا أواخر أكتوبر الماضي حيث التقى مع المسؤولين في وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في الولاية وتم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الصحي عبر توفير العلاج للمرضى في مستشفيات الولاية وتدريب الأطباء الكويتيين وتبادل زيارات الوفود الطبية.
محليات
السفير الهارون: زيارة أمير الامير الى ألمانيا وضعت أساسا متينا لتعاون مستبقلي
29-05-2010