يصل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان غداً إلى بروكسل، في حين يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم في العاصمة البلجيكية، استخدام جوازات سفر أوروبية لاغتيال القائد في حركة حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي.

وعبَّر كل من وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند ونظيره البلجيكي ستيفن فاناكير عن رغبتهما في إجراء محادثات مع ليبرمان، كما أعرب وزراء آخرون عن رغبتهم في الحصول على معلومات من الوزير الإسرائيلي عن قضية الجوازات.  

Ad

وحاولت إسرائيل أمس التقليل من أهمية التوتُّر الذي تصاعد منذ كشف السلطات الإماراتية عن استخدام جوازات سفر أوروبية في عملية الاغتيال، وأكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أنه "لا أزمة في العلاقات الإسرائيليةـ الأوروبية"، نافياً تورُّط بلاده في العملية.

في غضون ذلك، أكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أمس، أنه رُصدت اتصالات هاتفية تدين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي الـ(موساد) في قضية الاغتيال.

وأوضح خلفان أنه "من الأدلة الجديدة التي تمتلكها شرطة دبي لإدانة هذا الجهاز وتأكيد تورطه في عملية اغتيال المبحوح، الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين ورُصدت بالفعل"، مشيراً إلى "امتلاك شرطة دبي معلومات مؤكدة عن شراء بعض الجناة تذاكر طيران من إحدى الشركات في دول أخرى ببطاقات ائتمانية تحمل أسماءهم نفسها التي كُشف عنها"، وتابع ان ذلك "يدل على أن الجناة استخدموا جوازات السفر نفسها في التنقُّل بين أكثر من دولة"، مؤكداً مجدداً أن "الموساد متورّط بنسبة 99 في المئة" في اغتيال المبحوح.

إلى ذلك، نفى متحدث باسم الخارجية البريطانية أمس، تقارير إعلامية أشارت إلى أن بريطانيا كانت على علم مسبق بأن الجوازات البريطانية الستة ستستخدم في اغتيال المبحوح، الذي استخدم جواز سفر سورياً للدخول إلى دبي. وكانت صحيفة "دايلي ميل" قالت إن الاستخبارات الخارجية البريطانية (إم.آي6) تلقّت معلومات سرية من أحد رجال الموساد بشأن عملية الاغتيال في دبي قبل تنفيذها.

وقال مصدر من الاستخبارات البريطانية طلب عدم الكشف عن هويته، للصحيفة: "أُبلغت الحكومة البريطانية بشأن ما سيحدث قبل فترة قصيرة جداً من العملية. لم يكن هناك تورّط بريطاني، ولم يعلموا اسم الهدف، غير أنه تم إبلاغهم أن هؤلاء الأشخاص سيسافرون بجوازات سفر بريطانية".

في غضون ذلك، ندّد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من دمشق أمس، باغتيال المبحوح، ودعا إلى معرفة الحقيقة، مشيراً إلى أن "جميع الاغتيالات أياً كان مصدرها وأياً كان من أمر بارتكابها يجب التنديد بها".

 وبحسب صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، فإن سلطات الأمن الألمانية ترجح أن تكون وحدة "كيدون" التابعة للـ"موساد" خلف عملية الاغتيال.  

وأشارت الصحيفة في تقرير سينشر غداً الاثنين، إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية استخدمت جواز سفر ألمانياً حقيقياً أُصدر عام 2009 في مدينة كولونيا. وأضافت أن الادعاء العام في كولونيا بدأ نهاية الأسبوع الماضي إجراءات التحقيق بتهمة "إصدار وثائق مزورة بشكل غير مباشر".

وجاء في التقرير أن مواطناً إسرائيلياً يُدعى ميشائيل بودنهايمر تقدم مطلع صيف العام الماضي بطلب لدى مكتب سجلات السكان في كولونيا للحصول على وثائق سفر ألمانية.

وقدم بودنهايمر للمكتب وثيقة زواج والديه، بالإضافة إلى جواز سفر إسرائيلي صادر نهاية عام 2008 في تل أبيب، كما أشار إلى الأصول الألمانية لعائلته التي طاردها النازيون. وفي 18 يونيو عام 2009 أصدرت السلطات الألمانية الوثائق التي طلبها بودنهايمر.

وذكرت الصحيفة أن أحد عملاء الـ"موساد" المشتبه فيهم سافر إلى دبي بجواز سفر بودنهايمر في 19 يناير الماضي.

إلى ذلك، رأت صحيفة "ديرنيير نوفيل دو الزاس" أن عملية اغتيال المبحوح ستدخل تاريخ الاستخبارات، لأنها إيذان بفتح عصر لـ"فرق الاستخدام لمرة واحدة"، التي تفقد قدرتها على تنفيذ أي مهمة بعد استخدامها للمرة الأولى.

إلى ذلك، أشارت حركة حماس أمس إلى أن المبحوح عرّض نفسه للخطر، عندما خرق البروتوكول الأمني بالتحدث عن رحلته عبر الهاتف والقيام بحجز الفندق عبر الإنترنت. وقال النائب من حركة حماس صلاح البردويل، إن المبحوح قاد عن غير قصد المهاجمين إليه بالتخطيط لسفره علناً، وهي خطوة تجعل من السهل تتبع تحركاته إذا كان بالفعل تحت المراقبة.

وقال البردويل للصحافيين: "اتصل المبحوح بعائلته عبر الهاتف قبل سفره إلى دبي وأبلغهم بعزمه الإقامة في فندق معين وحجز سفره من خلال شبكة الإنترنت.

ولاشك في أن ذلك شكّل خرقاً أمنياً في تحركات المبحوح".

ونفى فائق، شقيق المبحوح، التسريب عن طريق الهاتف قائلا: إن شقيقه لم يكشف عن أي تفاصيل في ما يتعلق بالحجوزات أو أي خطط لسفره.

وقال فائق المبحوح لوكالة "الأسوشيتد برس" أمس: "كنت آخر من تلقى مكالمة هاتفية من محمود، ولم يخبرني بأنه ذاهب إلى دبي ولم يخبر أي فرد من العائلة مطلقاً بتفاصيل عمله أو تحركاته".

(القدس، بروكسل، دبي ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)