ما يحدث على الساحة الرياضية في الكويت لم يحدث من قبل لا في الكويت في عهود سابقة ولا في أي دولة في العالم، ورغم أن الأطراف المتنازعة من المفترض أنهم كبار ووجهاء مجتمع وشخصيات عامة شعبية تشريعية وتنفيذية، فإن ما يحدث يشبه تماماً لعب «اليهال أو الورعان»، كما يقول كبار السن لدينا نحن أبناء القبائل... فهذا لا يختلف أبداً عما يدور بين «اليهال في الساحة... فعندما يتهاوش الورع فلان مع الياهل علان يذهب الياهل فيأتي بربعه ليتهاوشوا معاه»، ناسين متناسين أي شيء آخر وأي واجب يحتم عليهم احترام بعضهم بعضاً والسعي إلى المصلحة العامة وليس الخاصة. الغريب أنه ورغم تفاهة الأمر، فإن الصراع تطور وكبر ودخل من باب «قاعة عبدالله السالم»، بل انتقل ليدخل من شباك مجلس الوزراء كذلك، والمدهش أن الصراع الرياضي حوَّل بعض الشخصيات المستأنسة الأليفة إلى طيور جارحة عنيفة، لتجد النائب المسكين النائم في سُبات عميق منذ دخوله إلى المجلس، يتحرك الآن ويلوح بالاستجواب والمساءلة على خلفية الشأن الرياضي بسبب شخصيات أطراف في الصراع لها تأثير عليه وله مصالح لديهم، بينما في القضايا الأخرى لم يطرف لهذا النائب جفن ولم يتفاعل مع أي منها على الرغم من خطورتها كضرب للوحدة الوطنية والتعدي على أبناء القبائل وسرقة المال العام.أمر الرياضة المحزن في الكويت لن يحله سوى وزير الشؤون الدكتور محمد العفاسي الذي أصبح أمامه الملف بكل ما فيه من أمور شائكة ومحزنة ومهمة ومصيرية للرياضة في الكويت. وهنا نطالبه بأن تكون له قرارات جازمة حازمة ليس فيها مواربة أو تسويف أو مجاملة، لأن مصلحة الكويت فوق الوزير والغفير والتاجر وابن التاجر والموظف الكبير، فمصلحة الكويت ليس فيها فصال، سواء كانت الأطراف المتنازعة أبناء أسرة أو أولاد عوائل؛ فالكل سواسية وتحيا الكويت التي هي فوق الجميع.نقول للوزير العفاسي سرْ ولا تعبأ بتهديدات النائمين المستيقظين أخيراً بعد خراب مالطة، ولا يرف لك رمش... تلك التلويحات التي تسعى إلى مصالح خاصة بشكل فج ومقزز، ولا تنسى يا العفاسي أن كل السلطات معك: الشعبية والرسمية وأيضا أبوالسلطات سمو الأمير الذي عودنا دائما الوقوف مع الحق ونصرته وتفضيله، والذي أقحموه في الرياضة وأتعبوه بشأنها.وتذكر أيضاً وقفة الوزير الشجاع خالد الجميعان في الثمانينيات عندما حل اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية وطبق القانون، بالرغم من أن المرحوم الشهيد الشيخ فهد الأحمد وقتها كان من الأطراف المتنازعة، والذي نحبه ونقدره جميعاً، ورغم أن الشيخ المرحوم فهد كان في عصره الذهبي ولم يكن له منافس في قوته وسلطته، فإن الجميعان قال كلمته التي مازال التاريخ يذكرها له، لأنه وقف وقفة رجل دولة وانتصر للقانون وسانده ودعمه بكل ما لديه.نقول للوزير العفاسي الشعب الكويتي لا مع هؤلاء ولا هؤلاء الذين كرَّهونا في الرياضة بكل ما فيها، ونعتقد أن لديك نفس التوجه والشعور، فطبق القانون على الجميع، ولتكن مصلحة الكويت فوقهم جميعاً، وليغضب من يغضب وليستجوب من يريد. فقد ظهرت النوايا الشخصية لهؤلاء النواب بمن فيهم النائب النائم وكذلك صاحب الجسم غير الرياضي الذي يريد فقط أن يقتص من أحد الشخصيات من خلال الرياضة ولا شيء أكثر.ونقول للعفاسي ستسدي خدمة للشعب الكويتي بتطبيق القانون ووضع الأمور في نصابها الصحيح ووقف مهزلة لعب «اليهال والورعان»... ليس هذا فحسب، بل ستعطي الدليل الحاسم للشعب على أن مثل هؤلاء المتنازعين هم أصحاب مصالح شخصية ليس أكثر ولا يريدون المساهمة في نهضة الكويت كما يدّعون.
مقالات
لعب اليهال والورعان !
15-02-2010