كانت العوامل الإقليمية أو المحلية الأبرز من حيث التأثير في أداء الأسواق الخليجية، وتقلصت نسبة تأثير العوامل الاقتصادية بشكل واضح، بل إن انكشاف بعض البنوك العالمية على شركة دبي العالمية جعلها متأثرة بأخبار المنطقة الخليجية التي جرت في بدئها بعض الأسواق إلى التراجع.

أصاب اللون الأحمر معظم مؤشرات أسواق المال الخليجية مع اقفالاتها لهذا الأسبوع ولم ينج منه سوى سوق الكويت للأوراق المالية، الذي أقفل على ارتفاع بلغ 60 نقطة هي نسبة 0.9 في المئة التي أبقته على مستوى 6758 نقطة، بينما على الطرف الأحمر تراوحت الخسائر بين 10.4 في المئة على مؤشر سوق دبي المالي الذي تداعى بشكل لم يسبق له مثيل فاقداً 191 نقطة أقفل على اثرها على مستوى 1640 نقطة، تلاه سوق المملكة العربية السعودية الذي جاءت خسائرة نتيجة تداعيات دبي العالمية خلال هذا الأسبوع، إذ بقي مقفلا الأسبوع الماضي، مما راكم عليه التداعيات خلال أسبوع واحد لتصل إلى 6.3 في المئة هي 402 نقطة ليفقد مستوى 6 آلاف نقطة ويقفل دونه على مستوى 5954 نقطة.

Ad

كذلك سار سوق مسقط وبنفس السيناريو والتوقيت مع السوق السعودي، غير أن السوق السعودي أقفل الأربعاء، بينما سوق مسقط أقفل أمس على خسائر مقاربة لشقيقه السعودي بلغت 6 في المئة فقد معها 381 نقطة ليفقد هو الآخر مستوى 6 آلاف نقطة ويستقر على مستوى 5975 نقطة.

وجاءت خسائر بقية الأسواق محدودة نوعا ما وقياساً على خسائر الأسواق المذكورة آنفاً، ودارت حول مستوى نقطتين مئويتين، وجاء اداء سوق أبوظبي مختلفاً عن أداء دبي وأقفل على مستوى 2502 نقطة بعد أن حذف 2.8 في المئة هي 71 نقطة، وخسر سوق المنامة 25 نقطة وأقفل على مستوى 1413 نقطة بخسائر بلغت نسبتها 1.8 في المئة، وكان سوق الدوحة الأكثر تماسكاً غير أنه لم يستطع الإقفال على مستوى 7 آلاف نقطة وبقي بالقرب منه وتحديداً على 6926 نقطة، وهو السوق الأفضل اداء بين أسواق الخليج حتى هذا الوقت قياساً على مكاسب حققها خلال فترات هذا العام لم يفقد منها الكثير كما هو على بقية أسواق المنطقة.

وكانت العوامل الإقليمية أو المحلية الابرز من حيث التأثير في أداء الأسواق الخليجية وتقلصت نسبة تأثير العوامل الاقتصادية بشكل واضح، بل إن انكشاف بعض البنوك العالمية على شركة دبي العالمية جعل متأثرة بأخبار المنطقة الخليجية التي جرت في بدئها بعض الأسواق إلى التراجع.

وطبقاً لبعض التصريحات والإعلانات عن حجم ارتباط الشركات والمؤسسات بتداعيات دبي كانت ردة فعل الأسواق الحائرة، وجاءت بعض الايضاحات اللاحقة ذات أثر واضح على أداء الأسهم المدرجة في الأسواق الخليجية، كان آخرها إعلان شركة إعمار برفض اندماجها مع شركة دبي الذي أقفل على اثره السهم مرتفعاً بنسبة 15 في المئة، مما أعاد إلى سوق الإمارة المتداعي أكثر من 7 في المئة خلال آخر جلسة لهذا الأسبوع، والذي حرك بقية أسواق المنطقة لتقفل جميعها على ارتفاعات متباينة خلال آخر جلسة مستعيدة أيضاً بعض الخسائر ولتقلص خسائر الاسبوع الكبيرة.

السوق الكويتي والسياسة تلعب دوراً

تفرد السوق الكويتي بمكاسب جيدة اقتربت من 1 في المئة على عكس اداء بقية أسواق المنطقة، وجاءت ردة الفعل في سوق الكويت وبعد أن امتص صدمة دبي العالمية، جيدة، حيث اعلنت معظم الشركات التي يعتقد تأثرها من هذه التداعيات عن حجم ارتباطها الاستثماري مع دبي من جهة، كذلك كان لما شهدته الساحة السياسية خلال أسبوع مثير سياسيا أثر واضح على اداء المؤشر الكويتي، وبعد أن تخلصت الحكومة من هاجس المنصة ووقف من وقف عليها لتكسب ثقة ديمقراطية جيدة، أضفت على مكاسب الكويت الديمقراطية بعداً جديداً استقبله السوق على ارتياح ابقاه على اللون الأخضر حتى آخر جلساته.

من جهة أخرى، استمر تأثير أخبار شركات السوق الخدماتية الكبرى زين وأجيليتي واضحا، لتنهي أسبوعها على مكاسب جيدة اعطت اسهمها ذات العلاقة دعماً كبيراً لينهي السوق أسبوعه إيجابياً وبمكاسب بلغت 60 نقطة وعلى مستوى 6758 نقطة، بينما حقق المؤشر الوزني ارتفاعاً اكبر بنسبة تجاوزت 1.5 في المئة ليقفل عند مستوى 377.7 نقطة وبدعم من تماسك الاسهم القيادية، غير أن تداولات الأسهم الصغرى كانت الاكثر وضوحاً، وقد أشار إلى ذلك نمو كمية الاسهم المتداولة بنسبة 19.3 في المئة مقابل تراجع القيمة بذات النسبة تقريباً، وهو ما يشير الى تراجع نشاط الأسهم الدينارية.

ويترقب السوق خلال الاسبوع القادم أسبوعاً سياسياً لا يقل إثارة عن سابقه، ويتوقع أن تكون نتائجه ذات أثر على أداء مؤشر السوق الذي نزف الكثير خلال فترة خمسة اشهر سابقة خالفت اداء الأسواق الاخرى، وكان العكس تماماً خلال هذا الاسبوع، فهل سيستمر السوق في عزفه منفرداً عن بقية أسواق المنطقة خلال ما تبقى من نهاية هذا العام؟