أبرم رجل الأعمال المصري محمد الفايد صفقة بيع متجر هارودز الشهير، الذي يقع في حي نايتسبردج في لندن، لمصلحة شركة "قطر القابضة" بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني.

ويعتبر "هارودز"، الذي اشتراه الفايد في عام 1985 بقيمة 615 مليون جنيه إسترليني، أحد أفخر المتاجر في بريطانيا والعالم، إذ  يعود تاريخ إنشائه لعام 1851 ويرتاده نحو 15 مليون شخص سنوياً.

Ad

ومحمد الفايد، الملياردير المصري ورجل الأعمال، ولد بمدينة الإسكندرية في منطقة راس التين من أب بسيط كان يعمل مدرساً للغة العربية، وعمل الفايد في صغره في أعمال كثيرة منها عتّال (حمّال) بضائع بميناء الإسكندرية وتنقل بين عدة أعمال، ثم تزوج من سميرة خاشقجي شقيقة رجل الأعمال وتاجر السلاح السعودي المعروف عدنان خاشقجي.

وكان الفايد، الذي رفضت السلطات الإنكليزية بشكل متكرر منحه الجنسية البريطانية رغم إقامته في المملكة المتحدة على مدى عشرات السنين بزعم عدم نزاهته وعدم معرفة مصدر ثروته، كوَّن ثروة في دبي قبل أن ينقل نشاطه إلى بريطانيا ويستقر فيها منذ عام 1974 حيث اشترى فندق دورشستر في لندن وحقق ثروة بعد شرائه فندق ريتز الشهير في باريس الفخم عام 1979.

وتركزت العيون عليه حينما اشترى قصر دوق وندسور في باريس وأرسل قائمة بمحتوياته من التحف إلى الملكة إليزابيث لكي تختار منها ما تشاء.

وفي عام 1985 اشترى محمد الفايد، في صفقة فريدة من نوعها، متجر "هارودز" أحد أشهر المحلات الضخمة في لندن، وهي الصفقة التي ضاعفت أرباحه ثلاث مرّات، ويملك الفايد أيضاً نادي فولهام اللندني الذي يلعب في الدوري الإنكليزي.

وتتوزع أملاك الملياردير المصري بين الولايات المتحدة ولندن ودبي وباريس وسويسرا والريفيرا واسكتلندا وعشرات الأماكن الأخرى في العالم.

والفايد هو والد عماد (دودي) الفايد وكاميليا الفايد، ويلقب نفسه بآل فايد عن غير استحقاق حقيقي من وجهة نظر نقاده.

وساد التوتر علاقة الفايد بالأسرة المالكة البريطانية بعد مصرع ابنه الأكبر دودي مع الأميرة ديانا في حادث سيارة في نفق ألما في باريس، وقيل إنه من تدبير المخابرات البريطانية بسبب غضب القصر على علاقة دودي وديانا، ووجه الفايد الاتهام إلى الأمير فيليب زوج الملكة بأنه الرأس المدبر للحادث، علماً أن التحقيقات أثبتت أن الأمر مجرد حادث.

وكانت بداية محلات هارودز متواضعة كمحل بقالة في الجزء الشرقي من لندن عام 1835، ثم انتقل المحل إلى منطقة شبه ريفية عام 1849، وهي الآن منطقة نايتسبردج الراقية والعامرة. ويعود سبب انتقاله إلى اجتياح منطقة شرق لندن وباء الكوليرا.

وبدأ المحل يكبر ويتسع حتى عصف به حريق عام 1883، وبعد ذلك تم بناء عمارة ضخمة، وفي عام 1900 عمل في المحلات 2000 موظف، وكان شعار هذه المحلات "ادخل إلى عالم مختلف"، إذ يعد "هارودز" أول محل في العالم يركّب مصاعد أو "الدرج الصاعد".