جميل أن نقرأ أو نستمع إلى بعض النصائح من وقت إلى آخر، لكن عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن النصيحة تصبح أمرا ضروريا بل واجبا أيضا، فالأمر هنا يتعلق بأموالك التي شَقيت للحصول عليها، والتي قد تتبخر في لحظات نتيجة عدم إلمامك بمبادئ وأصول الاستثمار التي قد تَقيك شر الخسائر الفادحة والصدمات المالية المُحطِّمة.

Ad

حدد هدفك الاستثماري بكل وضوح

لا تستثمر أموالك لمجرد أن الجميع يفعلون ذلك، يجب أن يكون لك هدف استثماري واضح، ويجب أن يتوافق هذا الهدف مع أهدافك الحياتية الأخرى، ولا يشترط في الهدف أن يكون "عظيما"، فالحفاظ على أرباح دورية بسيطة من استثماراتك قد يكون كافيا في بعض الأحيان.

تجنب دفع الكثير من العمولات

يجب عليك احتساب ما تقوم بدفعه للسماسرة من عمولات نتيجة تعاملاتك الاستثمارية، وإضافته إلى تكلفة الأصول التي استثمرت فيها، فعلى سبيل المثال، أضِف المبلغ المدفوع لسمسارك في البورصة إلى تكلفة السهم الذي اشتريته أو بعته، وذلك بعد كل عملية، كذلك أضِف عمولة المكتب العقاري الذي اشتريت أو بعت من خلاله أحد العقارات.

الكثير من المستثمرين لا ينتبه إلى قيمة العمولات التي تتراكم عليه من جراء تعاملاته الاستثمارية، وعند التدقيق فيها، يجد أن مجرد تخفيض هذه العمولات له أثر كبير في نسبة الأرباح أو الخسائر المحققة من كل عملية.

لا تقع في حُبِّ السهم

لا تجعل معرفتك الخاصة بشركة معينة السبب الرئيسي للاستثمار فيها، فقد تقع في حُبِّ هذه الشركة وبالتالي تقدم على البقاء بجانبها مهما كانت الظروف، بل اجعل التقييم السليم والدراسة المستفيضة السبيل الوحيد للوصول إلى أفضل الأسهم لشرائها.

لا تنسَ تنويع استثماراتك

قد تكون هذه النصيحة من أكثر النصائح تكرارا على مسامع المستثمرين، لكن الكثيرين يغفلون أهميتها ويقعون فريسة للطمع من خلال تركيزهم على استثمار معين "يأملون" أن يحقق لهم الثروة الطائلة التي طالما حلموا بها.

راجع استثماراتك بصورة دورية

وهذا الأمر لا يقتصر على مجرد مراجعة قائمة بكل استثماراتك ومقارنتها مع قيمتها الحالية، بل يجب أن يتعدى ذلك ليصل إلى الدراسة المستمرة لأوضاع الاقتصادين المحلي والعالمي، ومتابعة الأخبار الاقتصادية للتعرف إلى ما يدور حولك في كل مجالات الاستثمار المختلفة، واحرص على قراءة القسم الاقتصادي بشكل يومي للتأكد من عدم إهمال الأخبار التي تختص باستثماراتك في البلد الذي تعيش به، ويفضل كذلك تخصيص جزء كبير من وقتك المخصص للقراءة لمتابعة آخر الإصدارات المحلية والعالمية في مجال الاستثمار والاقتصاد بشكل عام.

استثمار أموالك ليس ممتعاً!

إن من يعتقد أن الاستثمار عملية ممتعة ويمكن الاستفادة منها كأداة للتسلية والتفاخر بين الأصدقاء، فإن عليه أن يعيد التفكير جديا في هذا الأمر، فمن الجُمَل الشهيرة للكاتب والمستشار المالي ديفيد باك التي وردت في كتابه (The automatic millionaire): "إدارة أموالك يجب أن تكون مُملّة".  

تذكر أن أموالك المُستثمَرة هي نتاج سنوات من التوفير والادخار

بافتراض أنك لم ترث ثروة طائلة، أو أنك لم تربح أموالك في اليانصيب، فلابد لك من الحذر في ما تستثمر فيه، فهذه الأموال التي ستستثمرها هي نتاج سنوات من التوفير والعمل الجاد، فكم من متعة حرمت نفسك منها، وكم رغبة كبحتها في سبيل بناء رصيد مالي يتيح لك استغلاله على الوجه الذي يحقق لك أهدافك المالية وغير المالية.

لا تنسَ الاستمتاع بالحياة

تذكر أن الهدف من التوفير والاستثمار والإدارة السليمة لأموالك بشكل عام، هو الوصول إلى الحرية المالية والاستقلال المالي، اللذين يهدفان في الأساس إلى مساعدتك على تحقيق أهدافك في هذه الحياة، وبالتالي الاستمتاع بحياة هانئة سعيدة، ومن غير المجدي أن يفني الإنسان حياته في التفكير في كل ما يتعلق بالاستثمار بحيث يتحول الأمر من مجرد إدارة لهذه الاستثمارات إلى هوس إدمان يرهق صاحبه ويورده المهالك.

* كاتب متخصص في إدارة الأموال الشخصية