أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الراغب الأصفهاني، يرجح أنه ولد في مدينة أصفهان الفارسية، واختلف المؤرخون حول وفاته لكن المرجح أنه توفى سنة 502هــ عن ثمانين عاماً عاش أغلبها في بغداد، ورغم أن الإمام الرازي، ومن بعده السيوطي قد عدوه من أهل السنة، فإن الشيعة عدوه في تراجمهم من رجالاتهم وكذلك المعتزلة.

تمثل مؤلفات الأصفهاني التي تجاوزت 25 مؤلفاً، نموذجاً في الإتقان والإبداع العلمي والاستقلال الفكري، فهي تشكل إضافة نوعية في مجاله، لا سيما كتابيه «الذريعة إلى مكارم الشريعة» و«مفردات ألفاظ القرآن» الذي انفرد من خلاله بإنشاء مدرسة للتفسير لم يسبقه أو يلحقه فيها أحد، فقد بنى الأصفهاني تفسيراته للقرآن في هذا الكتاب على فهمه الدقيق لأسرار اللغة العربية التي عكف سنوات عدة على دراستها والتبحر فيها.

Ad

واعتبر العديد من النحويين أن تفسير الأصفهاني للقرآن أخرج قواعد لغوية لم يكن يعلمها أحد من قبله بالإضافة إلى إضفائه الشكل الأدبي على قواعد التفسير. كما أنه يأخذ من الجميع وينقد الجميع، حتى لم يستقر رأي في نسبته إلى مذهب فقهي أو عقدي بعينه، فتنازعته تيارات السُّنة والشيعة والمعتزلة والتصوف، مع اعتراف الجميع بفضله ومكانته العلمية، وهذا يدل على استقلاله الفكري، ومكانته العلمية، التي مكنته من التأليف في البلاغة والأدب والفلسفة حتى أن بعض مؤلفاته مثل «مجمع البلاغة» و«مراقب العلوم» طبعت أول مرة في مصر عام 1284هـ وترجم بعضها الألماني غوستاف فلوجل إلى اللغات الأوروبية.