يدخل العراق مرحلة جديدة في ما يتعلق بالتحالفات التي تحكم المشهد العام في البلاد قبل الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في منتصف يناير المقبل. لم تمر ساعة على طلب حزب «الدعوة الإسلامية» أمس إرجاء إعلان تشكيل «الائتلاف الوطني العراقي» من أجل مزيد من المشاورات، حتى التقت أركان «الائتلاف العراقي الموحد»، باستثناء حزب «الدعوة»، لتعلن رسمياً تشكيل الائتلاف الجديد، تمهيداً للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى منتصف يناير المقبل، في خطوة تأتي لمواجهة رئيس حزب «الدعوة» رئيس الوزراء نوري المالكي. وضمّ الائتلاف كلاً من «المجلس الأعلى الإسلامي» و«التيار الصدري» و«منظمة بدر» و«كتلة التضامن» المستقلة و«تيار الإصلاح الوطني» و«حزب الدعوة - تنظيم العراق»، وهي تنظيمات كانت منضوية في «الائتلاف الموحد»، إضافة إلى «المؤتمر الوطني العراقي» و«مجلس إنقاذ الأنبار» وجماعة «علماء العراق» - فرع الجنوب، وتجمُّع «عراق المستقبل»، فضلاً عن شخصيات سياسية أخرى. ويذكر أن رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري الذي كان منضوياً تحت لواء حزب «الدعوة الإسلامية» تخلَّى عنه وأسّس تيار «الإصلاح الوطني»، ليدخل به الائتلاف الجديد. وجرى إعلان الائتلاف، خلال مؤتمر صحافي مقتضب عُقد في مبنى البرلمان في بغداد، غاب عنه زعيم «المجلس الأعلى» عبدالعزيز الحكيم الذي يعاني المرض ويتلقى العلاج في ايران، إضافة إلى مقتدى الصدر الذي يعتقد أنه هو الآخر في إيران. وقال الجعفري، في بيان تلاه خلال المؤتمر: «لكم تمنينا أن يكون الحكيم بيننا، ولكنه سقيم». وأردف: «ندعو أن تتحسن حالته في القريب العاجل، ولكنه سيكون معنا معنوياً». وأشار إلى أن التحالف الجديد سيركز على تحسين الأوضاع الصحية وتحقيق الأمن في العراق. وكان حزب «الدعوة» دعا شركاءه في «الائتلاف العراقي الموحد» إلى إرجاء إعلان الائتلاف الجديد، من أجل إعطاء الفرصة لمزيد من المشاورات، في إشارة إلى إمكان انضمامه إلى هذا الائتلاف. وقال القيادي في الحزب علي العلاق: «نريد مزيداً من الوقت، فالحوارات مع القوى والشخصيات الراغبة في الانضمام إلى الائتلاف لم تنتهِ بعد، وهي في حاجة إلى جهود مكثفة من أجل إنضاج توافقات وتفاهمات مشتركة تَحول دون تمزق هذا الائتلاف في المستقبل». وأضاف: «نشعر أننا في بداية الطريق ومن السابق لأوانه الذهاب إلى إعلان مبكر للائتلاف الجديد». وذكر العلاق: «نحن في حزب الدعوة، ومعنا أطراف سياسية أخرى من الائتلاف الحالي، نعتقد أن عامل الزمن يجب ألا يحدد مساعينا في بلورة تكتل وطني لا ينطوي على أية صبغة طائفية أو عرقية، وبالتالي فإننا ننطلق في موقفنا الداعي إلى الإبقاء على باب الحوارات السياسية مفتوحاً مدةً أطول، من ضرورة كسب أكثر من طرف سياسي لتشكيل ائتلاف وطني موحد يبتعد عن التحزبات والتخندقات التي جرّت البلاد إلى مشاكل عدة». وكان «الائتلاف العراقي الموحد» فاز بالهيمنة على البرلمان في انتخابات ديسمبر عام 2005، ولكن الشقاق دبّ في أوصاله، في ظل التنافس المحموم بين المالكي و«المجلس الأعلى». (بغداد - أ ف ب، أ ب)
آخر الأخبار
العراق: الائتلاف الوطني يَرِث الائتلاف الموحَّد ويتحدَّى المالكي
25-08-2009