دخل العراق اليوم، مع انسحاب القوات الأميركية من المدن، عهداً جديداً، وضعته حكومة بغداد في إطار استعادة السيادة الحقيقية، بعد ست سنوات من سقوط النظام السابق على يد قوات "التحالف" التي تقودها الولايات المتحدة.وأتمت القوات الأميركية أمس، انسحابها من المدن العراقية، لتتسلم نظيرتها العراقية المسؤولية الأمنية بشكل كامل، وسط تأكيد حكومة بغداد قدرتها على مواجهة التحديات والهجمات الإرهابية، التي كان آخرها أمس، اعتداء بسيارة مفخخة داخل سوق شعبي في كركوك، قتل خلاله 30 شخصاً على الأقل وأصيب 45 آخرون. وأحيا العراق، شعبياً ورسمياً، أمس، باحتفالات عمّت البلاد، واستعراضات عسكرية في العاصمة بغداد، مناسبة خروج القوات الأميركية من المدن، كمرحلة أولى للانسحاب الكامل في نهاية عام 2011، وفق جدول الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في ديسمبر عام 2008. وكانت الحكومة أعلنت يوم أمس، عطلة رسمية. ووجه رئيس الوزراء نوري المالكي كلمة إلى العراقيين والقوى السياسية، دعاهم فيها إلى "الوقوف صفاً واحداً خلف القوات الأمنية العراقية"، وأن "لا ينظروا إلى مسألة الانسحاب من زاوية الحزبية الضيقة، لأن الأمن لن يستتب إلا في ظل مناخات سياسية مواتية". كما حث على "تجاوز الخلافات من منطلق الوحدة الوطنية والتحلي بالحكمة في مواجهة التحديات التي تواجه العملية السياسية". وأكد المالكي أن "من يعتقد أن العراقيين عاجزون عن حماية الأمن في بلادهم يرتكب خطأ فادحاً، كما يخطئ من يظن أن انسحاب القوات الأجنبية سيترك فراغاً أمنياً يصعب على القوات العراقية مَلْئُه"، مضيفاً أن "مروّجي هذه الشائعات يوجّهون إساءة للعراقيين الذين أثبتوا قدرتهم على صنع الحياة وبناء دولة القانون".وعبّر الرئيس العراقي جلال الطالباني عن شكره "للأصدقاء من قوات التحالف"، قائلاً: "إن الواجب يقتضي ونحن نحتفل في هذا اليوم، أن نعرب عن شكرنا وامتناننا لأصدقائنا من قوات التحالف الذين تحمّلوا الأعباء والأخطار وتكبدوا معنا خسائر بشرية ومادية، أثناء تخليص العراق من أبشع نظام استبدادي، ثم أثناء العمل المشترك في سبيل استتباب الأمن ولإشاعة جو الاستقرار والطمأنينة".وكانت الحكومة العراقية شرعت منذ مطلع العام الحالي في تسلم أكثر من 151 من القواعد العسكرية وثكنات الجيش العراقي في المنطقة الخضراء، فضلاً عن القصور الرئاسية والأبنية الحكومية في أرجاء البلاد. (بغداد - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)
آخر الأخبار
مدن العراق في عهدة حكومة بغداد وتحديات أمنية كثيرة تلوح في الأفق
01-07-2009