في إجراء لم يسبق له مثيل في تاريخ القضاء اللبناني، أطلق وزير العدل إبراهيم نجار أمس، ورشةً لتنقية القضاء اللبناني، معلناً عزل أحد القضاة من قبل الهيئة العليا للتأديب لأسباب مسلكية وأبرزها الرشوة، من دون أن يكشف عن هويته. وفي حين اعتبر أن «صرفه من دون تعويض هو رسالة وبادرة إصلاح في المؤسسة القضائية»، كشف نجار أن «هناك 18 قضية أمام الهيئة العليا للتأديب سيُبت بها خلال ثلاثة أشهر، تحت عنوان الإصلاح وتنقية القضاء».

وفي موازاة الورشة القضائية، لا تزال ورشة صياغة البيان الوزاري مستمرة، إذ عقدت اللجنة الموكلة بالصياغة سابع جلساتها أمس، برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري. وفي حين سجّلت صياغة الشق الاقتصادي تقدماً مع عرض الوزير طارق متري للمسودة الثالثة المنقحة، لم تثمر محاولات بعض قوى الأكثرية في تحسين ما هو وارد في نص البيان الوزاري السابق لناحية البند المتعلق بالمقاومة»، بالتزامن مع توقع أوساط نيابية أن «تذهب جلسات الثقة في مجلس النواب حتماً إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى المبارك». وكانت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري نقلت عنه قوله، إنه «ليس هناك ما يدعو الى التأخير في إنجاز صياغة البيان الوزاري قبل عيد الأضحى»، متحدثةً عن «مزايدات لا طائل منها في هذا الخصوص، على اعتبار أن رئيس الجمهورية أعلن تمسكه بالفقرة المتعلقة بالمقاومة كما وردت في البيان السابق، ولم يعلن رئيس الحكومة عكس ذلك، وهذه الفقرة عينها تحظى بقبول «حزب الله» وحركة أمل والتيار الوطني الحر»وغيرهم من الأطراف».

Ad

الغجر

إلى ذلك، وعلى خلفية ما نقلته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية من أن الطاقم السياسي الأمني الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر دفع مسألة الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر الى الواجهة، من خلال تبنيه خطة قائد اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو، نقلت قناة «المنار» الناطقة بلسان «حزب الله» عن مصادر أمنية لبنانية قولها، إن «الحكومة اللبنانية لم تتبلغ من قيادة اليونيفيل أي صيغة إسرائيلية بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الجزء اللبناني المحتل من بلدة الغجر».

وفي دمشق، وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أحيت السفارة اللبنانية عيد الاستقلال، في منزل سفير لبنان في سورية ميشال الخوري، الذي أثنى في كلمةٍ ألقاها على «التعاون والترحيب الرسميين على مختلف المستويات»، لافتاً الى أن «علاقات القربى والثقافة والتاريخ والمصالح الاقتصادية المشتركة سوف تنمو وتزداد ثباتا في المستقبل بناء على الأسس المتينة التي وضعها الرئيسان ميشال سليمان وبشار الأسد، والتي تنطلق منها السفارة بغية تعزيز وتنظيم هذه العلاقات بما يلبي مشاعر ومصالح الشعبين الشقيقين وآمال الأجيال الصاعدة وتطلعاتها».

وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التزام بلاده «الوقوف إلى جانب لبنان في كل الظروف في مواجهة الصعاب سنداً وأخاً»، مشيرا إلى «ضرورة العمل معا على تعميق علاقات الإخوة بين البلدين والشعبين ومؤسسات البلدين، لأن عدونا اكتشف عجزه العسكري أمام الصمود الذي أبداه الشعب اللبناني والجيش الوطني ومقاومته الباسلة».

الى ذلك، شدد وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي أمس، على أنه «لا يمكن أن يبقى النقاش مفتوحاً الى ما لا نهاية حول أي بند من بنود البيان الوزاري»، معتبراً أنه «لا يمكن ان يأتي البيان الوزاري منسجماً مع كل طموحات الأحزاب أو التيارات، وإنما يجب أن يأتي منسجماً مع رغبات الجميع بالحدود التي يمكن التفاهم عليها». وكشف عن لقاء سيجمع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط»، مشيراً الى أن «الرئيس سليمان هو الذي يقوم بهذا الأمر مشكورا».