أن يشاهد اللبنانيون خليطاً نيابياً وزارياً، يقف في صف متراص، الكتف إلى جانب الكتف، بلباس رياضي ملون، تحت شعار «كلنا فريق واحد» هو حتماً مشهد فريد من نوعه. فليس من المتاح دائماً أن ترى نائب «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا، على سبيل المثال، متوسطاً نائب «حزب الله» علي عمار من جهة ووزير تيار المرده يوسف سعادة من جهة أخرى، وهم ينشدون معاً النشيد الوطني اللبناني. هذا المشهد «الحضاري» والرياضي ليس مقتبساً من برنامج انتقادي فكاهي، ولا فكرة تطمح إلى تحقيقها إحدى هيئات المجتمع المدني في إطار إحيائها لسلسلة نشاطات 13 أبريل، الذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان. هذا المشهد الذي يشكل مادة «كليب» قصير تبثه شاشات التلفزة اللبنانية سيجد ترجمته العملية اليوم على ملعب المدينة الرياضية، بمبادرة من وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع لجنة الشباب والرياضة البرلمانية، لإحياء ذكرى اندلاع الحرب الأهلية تحت عنوان «13 نيسان 2010 - كلنا فريق واحد». قوام النشاط مباراة كرة قدم ودّية بين نواب ووزراء من جهات سياسية مختلفة، من المتوقع أن يحضرها جميع أركان الدولة اللبنانية، وبينما يقود رئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون أبي رميا الفريق النيابي، رشحت معلومات عن قيادة رئيس الحكومة سعد الحريري بنفسه للفريق الوزاري. وفقاً للمنظمين، وكما سبق أن أعلن وزير الشباب والرياضة النائب علي عبدالله، يتوجه النشاط إلى الشباب اللبنانيين بشكل خاص وإلى الشعب اللبناني عموماً، وإن كان حضور اللبنانيين للمباراة، مباشرة في المدينة الرياضية، أمرا متعذّرا لأسباب تتعلق بأمن اللاعبين - السياسيين وسلامتهم. مع العلم بأن معظم شاشات التلفزة ستنقل مباشرة المباراة التي ستدوم حوالي ربع ساعة، على أن يتولى التحكيم اتحاد كرة القدم. وفي حديث إذاعي أمس، حدد الوزير عبدالله ثلاثة اهداف للمباراة الرياضية: «انهاء ذكرى الحرب الأهلية إلى غير رجعة، وتشجيع الرياضة لتكون للجميع لأنها علامة على تهذيب النفس والرقي والحضارة، والتفكير بها يؤدي إلى تناسي الاحقاد، وجمع السياسيين من كل الأطياف للعب بروح رياضية حتى يكونوا قدوة للناس الذين يمثلونهم».وعلى غرار هذا النشاط الرسمي، تنظم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية، سلسلة نشاطات في بيروت والمناطق، أبرزها لجمعية «فرح العطاء» في إطار حملة «وحدتنا خلاصنا»، بمشاركة مجموعة من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، وتشمل نشاطات داخل الثانويات تسلط الضوء على أهمية السلم الأهلي، ودعاء لرجال دين من الطوائف اللبنانية كافة، وحلقة تلفزيونية حوارية بين مجموعة من الطلاب ووزير الداخلية زياد بارود على درج المتحف الوطني، إضافة إلى نشاطات ممتدة من طريق الشام حتى المتحف الوطني، بمشاركة 1000 تلميذ. كذلك ستصدر الصحف اللبنانية صباح اليوم، بمانشيت واحد.
دوليات
سياسيو لبنان ينزلون الملعب... صوناً للوحدة
13-04-2010