قبل أن نصدر أحكاما تمس الناس في أعمالهم وحياتهم الخاصة سواء أكانت هذه الأحكام صغيرة أم كبيرة، علينا أن نقدم الدليل القاطع وأن نتبع مبدأ "البينة على من ادعى" حتى يعم العدل بين الناس قاطبة، ذلك أن استخدام "الفرضيات" كوسيلة لاتخاذ القرار يعتبر أمرا غاية في الخطورة فهو سلاح يهدم ولا يصلح. نقول ذلك وصفا للخيار الذي وضعه مدير الجامعة العربية المفتوحة الإقليمي أمام مدير الجامعة المفتوحة- فرع الكويت د. إسماعيل تقي بين عمله الحالي كمدير لإدارة الفرع أو العودة إلى التدريس في جامعة الكويت بحجة أن القوانين لا تسمح بذلك، وهو قرار جائر وفي غير محله إذا ما عرف المدير الإقليمي أن د. إسماعيل لديه "البينة" من خلال الموافقة الخطية من الجامعة العربية المفتوحة والتي تجيز له التدريس خارج ساعات العمل الرسمي للمركز الذي يشغله حاليا "وهو أمر متعارف عليه قانونيا" ود. إسماعيل كان وما زال مديرا للفرع قبل أن يعين المدير الإقليمي في منصبه الحالي. وعليه فإن على المدير الإقليمي أن يراجع قراره وألا يسمع فقط ويتخذ قرارا من دون بينة خصوصا أن عمل مدير الفرع خارج ساعات العمل الرسمية في جامعة الكويت أمر يصب في صالح العمل الأكاديمي ويعطي سمعة جيدة للجامعة العربية المفتوحة ويضاعف من خبرات الأكاديميين وهي نقطة في صالحه لا ضده.لذلك يجب على وزيرة التربية والتعليم العالي د. موضي الحمود أن تتدخل وتزيل اللبس لأنه من غير اللائق أن يضع المدير الإقليمي هذا الخيار لدكتور أبلى بلاء حسنا في هذه المؤسسة التعليمية والتي حول جهازها الإداري بخبرته من "فراغ" إلى جهاز مثالي مرتبط بكياناته ارتباطا فعالا من أجل تعزيز مخرجاته التعليمية لخدمة التحصيل العلمي لدى الطلبة من جهة ومد سوق العمل بخريجين ذوي كفاءة عالية من جهة أخرى، هذه المؤسسة التي كانت وما زالت خيارا مهما لمن يريد استكمال تعليمه العالي. دفاعنا عن د. إسماعيل نابع من كونه شخصية أكاديمية وإخلاصه في العمل وبجهوده الطيبة ولتلك النقلة التي أحدثها في إدارة الجامعة العربية المفتوحة- فرع الكويت وليس لدينا أدنى شك في أن لديه المزيد من الأدوات والأفكار في تطوير هذه المؤسسة لذلك علينا أن نشد من أزره وأن نقدم له يد العون لا أن نضع العصا في "عربته" ونهدر الوقت في البحث عن الأخطاء إذ لا يوجد شخص بلا أخطاء مادام أنه يعمل، ونحن على ثقة تامة في أن الدكتور إسماعيل رجل وطني يستحق الإشادة ودفاعنا عنه نابع من كونه شخصية أكاديمية مرموقة لا عن انتمائه الطائفي أو العائلي بل من قناعاتنا الشخصية التي كوناها عنه من خلال عمله الدؤوب وجهوده الواضحة والمنصبة في تعزيز النواحي الأكاديمية، لذلك علينا الابتعاد عن المهاترات والخلافات الصغيرة وأن نركز في كيفية تطوير التعليم العالي في دولتنا بشكل خاص والدول العربية والإسلامية بشكل عام وأن نجتهد ولكل مجتهد نصيب. د.عبدالله العنزيالجامعة العربية المفتوحة
محليات
رأي أكاديمي البينة على من ادعى
02-04-2010