زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان إلى الكويت زيارة وصفها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك بأنها زيارة ناجحة بكل المقاييس، وتصريح الأمير خالد بأن أمن الكويت من أمن السعودية، وأن بلاده تساند الكويت في جميع الأمور لأن استقرارها يهمهم، هو تصريح في محله، فهو بمنزلة تحية مباركة من الأمير خالد، ردّ عليها بتحية مماثلة أيضا الشيخ جابر المبارك وزير الدفاع بقوله «الألم حين يقع على الكويت تسمع أنينه في السعودية»، ما يعني أن الكويت والسعودية شقيقان مزدوجان، بالقول والفعل... شقيقان مزدوجان في الدم والروح... شقيقان في كل شيء. السؤال الذي طرأ إلى ذهني عندما وجدت هذه الروح المفعمة بالمحبة والود بين مسؤول كويتي وآخر سعودي هو: ترى هل يمكن أن يعتبر السعوديون ما قاله الأمير خالد ليس فيه ولاء ولا انتماء لوطنهم، ومن الممكن أن يصنف السعوديون الأمير خالد بأنه مزدوج الولاء والانتماء؟ وهل يا ترى يعتبر الشيخ جابر المبارك هو الآخر مزدوجاً في ولائه وانتمائه؟ وهل التاريخ المشترك والمصير المشترك يعدان ازدواجية؟هل الازدواجية تهمة يمكن أن نصف بها الشيخ المبارك عندما قال أثناء أزمة الحوثيين إن الكويت سخرت كل ما لديها لدعم المملكة؟ وهل يمكن اتهام المسؤولين السعوديين بالازدواجية عندما سخروا كل إمكانات المملكة لنصرة الكويت أثناء الغزو الغاشم؟ ألا توجد معايير دولية وأخلاقية للتفريق بين الازدواجية والمحبة وروح الأخوة؟ ألا يعرف هذه الفروق خفافيش الظلام الذين يطلون علينا بين فينة وأخرى لإثارة الفتنة عندما تكون هناك قضايا مطلوب التعتيم عليها، وتمرير قوانين دبرت بليل لتقر في زحمة الانشغال في الرد على الجاهل وأعمى البصيرة؟ازدواجية المأجورين لها أغراضها العفنة... يريدون إشغال الشارع والعبث في قضايا كيف شاؤوا، بينما الآخرون في غفلة لن ينالوها لتمرير مصالحهم.إذا كان الحب والتآخي ازدواجية في نظر الجاهل «ومعازيبه» فنحن وغيرنا كثر من أهل الكويت على اختلاف فئاتهم وطوائفهم سعداء بهذه الازدواجية، وإذا ما كانت تصريحات الأمير خالد والشيخ جابر المبارك هي ازدواجية، فأهلا بهكذا ازدواجية وأهلا بالأمير خالد والشيخ جابر، بل نرفع لهما العقال تحية ومحبة... ولتخرس الألسنة لأن الكويت والسعودية في مركب واحد ولهما مصير واحد فإن غرقت إحداهما غرقت الأخرى.نعم هناك ازدواجية بين الكويت والسعودية؛ ازداوجية في المصير والتاريخ، في القرابة والنسب، بل في الولاء والانتماء، فالكويتي سعودي والسعودي كويتي رغما عن أنف الجهلاء الحاقدين المنتفعين وأصحاب النفوذ والمصالح الخاصة.
مقالات
المزدوجان خالد وجابر!
10-05-2010