ما دار في لقاء سمو رئيس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف أثار لديّ بعض علامات الاستفهام، بل لدى كثير من المهتمين بالشأن السياسي في الكويت، وأهم ما جاء في اللقاء وأثار لدي التساؤلات وعلامات الاستفهام هو اقتراح سمو الرئيس بإعلان ميثاق شرف إعلامي يكون تحت إشراف جمعية الصحافيين وعباءتها وظلها وفي كنفها وتحت مظلتها. وهذا الميثاق في رأييّ غير منطقي ولا أعترف بأن يكون هناك ميثاق في عالم الحريات الذي نطمح إليه، بل لابد أن يكون لدى كل كاتب وإعلامي ميثاق شرف يحدده هو مع نفسه ويسير عليه من منطلق الرقابة الذاتية والمصلحة الوطنية، ومن لا يلتزم مع نفسه من الصحافيين بالمبادئ الحرة وعدم التعدي على الآخرين تتكفل به القنوات القانونية ويستطيع أي مسؤول، وأنت منهم يا سمو الرئيس، أن يلجأ إلى القضاء العادل كما نسمع منكم، وهو كذلك لا شك.سمو الرئيس: في ديمقراطيات العالم الحر لا يوجد ما يعرقل ممارسة الحرية والتعبير عن الرأي كما في العالم الثالث، حيث توجد المعوقات والرقابة من الأجهزة المختلفة بدءاً من وزارات الإعلام مروراً بجمعيات الصحافيين ووصولاً إلى القوانين التي تفرض الرقابة المسبقة كما المرئي والمسموع، والآن يا سمو الرئيس تخلق لنا أداة رقابية جديدة تتمثل في ميثاق الشرف!سمو الرئيس: العالم يتحرر يوماً بعد آخر، وهناك خطوات متعددة إلى الأمام لنيل هذا التحرر كإلغاء وزارات الإعلام كما حدث في العراق بعد تحررها من الطاغية، ومثلما حدث في قطر، فهل نترك العالم يتقدم ونتأخر نحن ونمشي إلى الوراء بفرض رقابة جديدة مسبقة؟ وبدلا من أن نخطو إلى الأمام نتراجع إلى الخلف، ويقل سقف الحريات بدلاً من أن يرتفع، لنعود كما كان الأمر في ثمانينيات القرن الماضي، ولتصبح الصحافة ملكية أكثر من الملك، والسؤال: هل تريد أن تكمم الأفواه؟!سمو الرئيس: لقد تحدثت عن العقاب أكثر من مرة، فهل العقاب يكون على الإعلامي؟ أم من ينتقد المسؤول ونترك المسؤول المخطئ والفاسد؟ وهل قبل اجتماعك مع رؤساء التحرير لم يكن هناك عقاب يطبق خلال الحكومات السابقة التي كانت برئاستك؟ وهل القانون لم يكن يطبق قبل ذلك؟ وهل هو قاصر وقانون فاشل؟سمو الرئيس: ما قلته أنت عن أن الشعب الكويتي «خايف من الوضع الحالي، وما يحدث من تأزيم وتعطيل للتنمية وشق الصف» صحيح، لكن تيقن أن هذا الخوف والهلع لن يتلاشى ولن يتبدل إلى طمأنينة وشعور بالرضا من المواطن إلا من خلالك أنت أيضاً، فأنت تملك المال والقرار، ويبقى دور مجلس الأمة تشريعياً ليس إلا، لكن التنفيذ بيدك أنت، فافعل ونمِّ البلد وامشِ في مسيرتك لتنزع هذا الخوف من قلوبنا.خارج نطاق الموضوع:ما جاء على لسان السفيرة الأميركية أخيراً ووصفها للنائبات الأربع في مجلس الأمة الكويتي بـ»الفور كاتس» وتساؤلها هل النواب كلاب؟! ليس بمستغرب على سفيرة الولايات المتحدة، خصوصا أنها كانت تمزح، مع العلم أن شعارات الأحزاب لديهم معظمها يتبارك بالحيوانات، فالحزب الديمقراطي يتخذ من الفيل شعاراً بينما الحمار هو رمز الجمهوريين.المادة الثالثة من الدستور:لغة الدولة الرسمية هي اللغة العربية .
مقالات
الديمقراطية المعكوسة ياسمو الرئيس!
17-09-2009