قد تبدو هذه الدراسة تطبيقاً ميكانيكياً للكيفية التي ينبغي اعتمادها للتوصل الى رواية يستحسنها القراء. والأرجح أن الأمر ليس كذلك. إذ تحاول الكاتبة نانسي كريس أن تستخلص من الأدب الروائي القديم والحديث مبادئ عامة وأساسية تساهم في مساعدة الروائيين، خصوصاً المبتدئين منهم، على اختصار المراحل.من بين التوصيات والنصائح التي تضمنها الكتاب، التشديد على صناعة الحبكة الروائية التي تعتمد، بالدرجة الأولى، على الشخصية القوية التي لا يتضاءل تأثيرها في سائر محطات الرواية. وتحقيقاً لهذا الهدف العام، ترى الكاتبة أن على الراوي أن يتعلم كيف يتقمّص، في العمق، شخصيات عدة في وقت واحد، من دون أن تؤثر إحداها على الأخرى. وهذه التقنية المعقدة تفرض على الكاتب أن يدخل الى الشخصية ثم يخرج منها وفقاً لمتطلبات الرواية وسياق التطور الدرامي. وترى الكاتبة أيضاً أن على الروائي أن يتعلم كيف يتقمّص شخصية القارئ، وهو متعدد متناثر الى ما لا نهاية تظراً الى تعدد الأمزجة والنفسيات. على هذا الأساس، تعتبر كريس أن شخصية القارئ هي اللازمة الثابتة التي لا ينبغي أن تفارق أبداً عقل الروائي. ولو حصل الافتراق، بشكل أو بآخر، لتعرّضت الرواية الى ضرب خطير من البعثرة والإفلات من السياق الدرامي العام.
توابل
تقنيات كتابة الرواية
02-07-2009