لإدارة الشركة دور عظيم جدا في نموها المستقبلي، ولابد لمن أراد الاستثمار في شركة ما أن يدرس إدارة هذه الشركة مليا وبصورة دقيقة، وألا يكتفي بدراسة الأداء التاريخي لها أو تميز منتجاتها فقط. هناك بالطبع صعوبة في متابعة أداء إدارة أي شركة، وذلك بسبب أن أغلب تعاملات الإدارة التنفيذية تكون داخل أسوار الشركة نفسها، وليس للأفراد خارج نطاق الشركة القدرة على اختراق هذه الأسوار والاطلاع على ما يجري بالتفصيل من قرارات وقوانين داخلية وأساليب تعامل. لكن هذا الأمر لا يعني عدم قدرتك على تحليل أداء الإدارة التنفيذية للشركة من خلال شواهد وعوامل ومقاييس تساعد على إيضاح الصورة لما يجري داخل أسوار الشركة.

Ad

مؤشرات الإدارة السليمة

 • المبادرة في إيجاد الحلول.

تتميز الإدارة الجيدة بروح المبادرة في خلق الحلول لمختلف المشاكل التي تتعرض لها الشركة، ولا تكتفي بالتشبث بالمشاكل والعوائق التي تواجهها، فمن السهل على المسؤولين في أي شركة الادعاء بأن الأزمة الفلانية أثرت بالمبيعات، والأزمة العلانية أدت إلى هروب الكفاءات، والحكومة قلصت الإنفاق، ومجلس الأمة ساهم في تردي الاقتصاد...الخ. ولكن القليل من الإدارات التنفيذية تركز طاقاتها على إيجاد الحلول للتخلص من هذه الأزمات عوضا عن الاكتفاء بالتذمر منها.

• الإنصات للآخرين وعدم الاعتداد بالنفس.

ميزة عظيمة تتحلى بها الإدارة المتميزة، وهي حسن الإنصات للآراء الأخرى، والقدرة على تقبل هذه الآراء في حال استحسانها وعدم الاعتداد بالنفس والتمسك بالآراء الفردية مهما كانت عقيمة.

• الاعتراف بالأخطاء.

يجب على الإدارة ألا تتورع عن الاعتراف بالأخطاء مهما كانت النتائج، وهو الأمر الذي يمنح هذه الإدارة مصداقية كبيرة لدى كل من يهتم بأمر الشركة، ويسهم مع مرور الوقت في بناء أسس متينة بين الإدارة والمساهمين.

• المرونة في تقبل التغيرات بمختلف أشكالها.

سواء كانت هذه التغيرات متعلقة بالاقتصاد أو بالبيئة السياسية أو بمنافسي الشركة أو بالتشريعات الجديدة، فمن واجب الإدارة السليمة التكيف مع هذه التغيرات ومواكبتها بصورة احترافية ومهنية.

• المعرفة العميقة بنشاط ومنتجات الشركة.

قد يكون هذا الأمر بديهيا ومُسلّما به، لكن الافتراض أن جميع إدارات الشركات على علم كاف بمختلف أنشطة شركاتها أمر يحتاج الى إعادة نظر. ومن الضروري التثبت من قدرة الإدارة على فهم جميع تفاصيل الأعمال في شركاتهم.

مؤشرات الإدارة السيئة

 • المبالغة في مكافأة الإدارة التنفيذية.

ترتبط مكافأة الإدارة التنفيذية عادة بأداء الشركة خلال العام. فكلما زادت الأرباح زادت معها المكافآت بصورة طردية، إلا أن بعض الشركات تُغدق العطايا على إداراتها التنفيذية بصورة تستنزف معها مقدرات الشركة، بصورة عامة، فإن المكافآت المالية غير المبررة والممنوحة للإدارة التنفيذية في أي شركة يمكن اعتبارها أحد المؤشرات التي تجعلك تتجنب الاستثمار في هذه الشركة.

• انتشار سياسة توظيف الأقارب في الشركة.

لا بأس في وجود ابن أو أخت أو عم لأحد مسؤولي الشركة في إحدى الإدارات، لكن الانتشار لهؤلاء الأقارب بصورة تكاد معها تكون الشركة وكأنها شركة عائلية أمر يدعو الى الريبة نظرا الى صعوبة التعامل مع هؤلاء ومحاسبتهم على أنهم موظفون عاديون، الأمر الذي قد يضر فاعلية الأداء في الشركة.

• السعي إلى الظهور الإعلامي المكثف.

مؤشر سهل الملاحظة، فليس عليك سوى متابعة الأخبار الاقتصادية في الصحف والمجلات، فإذا ما لاحظت أن رئيسا تنفيذيا أو مديرا عاما لإحدى الشركات يتكرر ظهوره وكأنه نجم تلفزيوني أو سينمائي فاعلم أن هناك خطبا ما، فالإدارة الجيدة هي تلك التي تعتمد على الأداء الفعلي لشركتها لا على المبالغة في الظهور الإعلامي.

• اعتماد نجاح الشركة على شخص واحد فقط.

وهذا الوضع يسمى باللغة الإنكليزية (One Man Show) والمقصود به سيطرة الرئيس التنفيذي للشركة على جميع مجريات الأمور وتدخله في كل معاملة من معاملاتها. تبرز خطورة هذا الوضع الإداري العقيم عند تنحي الرئيس التنفيذي عن سدة القيادة في الشركة، وهو الوقت الذي تبدأ معه معاناة الشركة والتخبط الذي يلي ذلك التنحي. في أغلب الأحيان يسهم هذا الوضع في ضعف مجلس إدارة الشركة، حيث يفقد الكثير من قوته تجاه الرئيس التنفيذي نتيجة لسيطرة الأخير على أداء الشركة. بطبيعة الحال فإن الأمر لا يعني بالضرورة أن قرارات وتصرفات الرئيس التنفيذي هي قرارات وتصرفات سيئة، بل على العكس فقد تكون سيطرة الرئيس التنفيذي على الشركة هي سيطرة نابعة من نتائجه الباهرة وقدرته على جلب الأرباح للشركة، الأمر الذي ساهم في سيطرته التامة على مجريات الأمور أساسا. ولكن هذا الأمر لا يعتبر تبريرا لهذه السيطرة، فتوزيع الصلاحيات والعمل المؤسساتي له منافع جمة تغلب على المنافع التي قد تحصل عليها الشركة من سيطرة فرد واحد عليها.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة