تواصلت الانتقادات النيابية لآلية تعامل الحكومة مع موضوع شبكة التجسس التي نشرت معلومات عنها في الصحف على مدى اليومين الماضيين. وقال النائب مبارك الوعلان إن سيادة الكويت وأمنها استحقاق وارادة، لا يمكن تجاوزها ولا يمكن قبول اجتهادات الآخرين فيها، مبينا ان شبكة التجسس الإيرانية التي تم القبض عليها أخيرا تهدد امن الكويت، وتمس بصورة واضحة سيادتها، فاختراق اي جهاز او موقع امني بالكويت يعني بالضرورة تعديا على سيادة الكويت وأمنها. وانتقد الوعلان الحكومة وآلية تعاملها مع الحدث وتكلؤها في تبيان الحقيقة وخروجها على استحياء، بعد حين لتعلن ان هناك شبكة تجسس بعد ان اخذ هذا الامر حيزا على نشرات الأخبار العالمية والاقليمية، واشبع تحليلا وطرحا وكأننا نعيش في أجواء تلك الانظمة البائدة التي تعكس تخوفها وريبتها من خلال التكتيم الاعلامي، مؤكدا ان اسلوب الشفافية والوضوح هما الأسلم في التعاطي مع مثل هذه القضايا، مستغربا ممارسة الحكومة لهذا الأسلوب وخروجها عن ابسط أدبيات التعاطي مع الاحداث المهمة. واضاف ان الحكومة تتعامل مع هذا الملف بحذر مريب وتكتم لا مبرر له وكأنها تحاول طمس أوجه الحقيقة، وتحاول ان تخفي ما يحدث على الساحة السياسية، وانها في هذه الحادثة بالذات اثبتت انها تتعامل بازدواجية سياسية وامنية، متسائلا اين الناطق الرسمي باسم الداخلية الذي اشبعنا ظهورا في وسائل الاعلام بين الحين والآخر ولم نره في هذه الحادثة، وآخرها شبكة «عريفجان» التي تم استعراض اسمائهم وصور للمخططات والمضبوطات وغيرها على الملأ وهم في حكم المشتبه فيهم كما تدعي الحكومة الآن، وفي ذات الوقت وعند هذه الشبكة التخريبية الممتدة داخل الاجهزة الامنية لا يتم الاعلان عن ابسط الامور، وكل ما نعرفه هو من خلال وسائل الاعلام الحرة التي كشفت اهداف شبكة التجسس وعدد افرادها، مؤكدا ان الاجهزة الامنية الحكومية عليها ان تتعامل مع جميع القضايا بمسطرة واحدة وبذات المسافة ولا يجب ان تفرق بين طائفة واخرى، ونحن بهذا الصدد نؤكد ان دعمنا للشكف عن هذه الخلية لا نقصد به احدا على الاطلاق والكويت فوق الجميع. واستطرد الوعلان بقوله: نحن النواب والأمة نرفض ان يتم تنحيتنا عما يحدث في محاولة لاسترضاء البعض، فالكويت فوق الجميع ولن نسمح لأحد بأن يمارس وان يزايد علينا في حبنا لهذه الأرض، وبالضرورة لن نسمح بالتجاوزات التي تعمق سياسة الاسترضاء «والطمطمة»، مبينا ان الاعراف السياسية والدبلوماسية تدفع الى الخروج ببيان يدعو الدولة او الجهة المتورطة بالاعتذار والتحذير من هذه الاساليب كأبسط ردود الافعال. ودعا النائب مبارك الوعلان النواب الى استكمال التوقيع على طلب عقد جلسة طارئة بشأن الدعاوى الأمنية، واهمية ان تكون هذه الجلسة ذات أولوية مطلقة لأنها تمس أمن وسيادة الكويت. واختتم النائب مبارك الوعلان حديثه برسالة وجهها الى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح مطالبا اياه بالخروج عن صمته ازاء التصريحات التي يخرج بها بعض النواب العراقيين وتطاولهم على الكويت وسيادتها والخروج بتصريح وحديث يدافع عن سيادة الكويت وشعبها وعدم الاستمرار بهذا النهج المخيب للآمال. من جانبه، اعتبر رئيس لجنة الداخلية والدفاع النائب عسكر العنزي أن التصعيد الإعلامي في شأن قضية تفكيك شبكة التجسس التي اعتقلت الأسبوع الماضي لا يخدم مصالح الكويت السياسية والأمنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، مشيرا إلى أن الواجب علينا احترام رغبة سمو أمير البلاد والذي طالب كثيرا بعدم التعرض للدول الشقيقة والصديقة ولزعمائها بسوء. وقال العنزي إن التحقيقات في قضية شبكة التجسس لا تزال جارية من قبل الأجهزة المختصة حتى الآن، وأرجو عدم تصعيد الأمور في مثل هذه القضية الحساسة فما لدينا من مشاكل داخلية يكفينا ولابد من ترك الموضوع للجهات الأمنية المختصة لتقوم بعملها المطلوب، مشيرا إلى أنه لا مانع من عقد جلسة خاصة لمناقشة هذا الموضوع بعد انتهاء التحقيقات، وعلى الحكومة إصدار بيان واضح عن القضية فور انتهاء الأجهزة المختصة من عملها، مشيرا إلى أن الأجهزة المعنية بهذه القضية تقوم بواجبها على أكمل وجه وعلينا عدم التشويش على عملها، ونحن على ثقة بأن القائمين على هذه الأجهزة يعملون وفق ما يتماشى مع مصلحة الكويت.
آخر الأخبار
الوعلان ينتقد سياسة الطمطمة الحكومية تجاه خلية التجسس
04-05-2010