أصدرت جمعية الخريجين الكويتية بياناً في ذكرى الاحتلال التاسعة عشرة، جاء فيه:في هذا اليوم تطل علينا الذكرى السنوية الأليمة التاسعة عشرة للاحتلال العراقي البغيض لوطننا، بما يجسده من آلام متعددة تتمثل بفقدان أبنائنا الأبطال، شهداء كانوا أو مفقودين، وبمعاناة أسرانا ومرارة وحزن شعبنا، إضافة إلى ما نتج عنه من تمزيق للأمة العربية بشكل غير مسبوق لانزال نعاني تبعاته حتى الساعة. أما الآن وبعد أن ذهب ذلك الحكم إلى مزبلة التاريخ، فإن أمام شعبي البلدين فرصة ثمينة للتنمية والتعاون المنطلقين من المصالح المشتركة التي تدعمها الحتمية التاريخية والجغرافية التي تبنى على علاقات مستقرة قائمة على احترام كل بلد لسيادة الآخر على أرضه وحدوده ومصادره الطبيعية، آخذين في الاعتبار أهمية استثمار الفرص التنموية الثنائية التي تخدم البلدين المستقلين وتستند إلى المصالح المشتركة بعيداً عن الانفعالات العاطفية التي لا تبني دولاً. إن ما يؤسف له في الآونة الأخيرة أن تترك مصالح البلدين وشعبيهما ومستقبل المنطقة كاملة للمناوشات الإعلامية بين يدي من لا يهمه مصلحة البلدين، في وقت يتباطأ الحكماء وأصحاب القرار في التدخل في الوقت المناسب، مما أعطى فرصاً لمن يتعيشون على استمرار التوتر بين البلدين بمن فيهم أزلام الطاغية ومخلفات نظامه، الذين أتاحت لهم نافذة الحرية فرصة للاقتصاص من كل من ساهم في خلع نظامهم البائد وزعيمهم المقبور. أما على المستوى المحلي فإنه لا بد أن نعي تماماً أن الظروف العالمية في تغير دائم وكذلك هي مصالح الدول الكبرى وتحالفاتها، وعلينا نحن كشعب وحكومة أن نعي أن العلاقات بين الدول تحتمها المصالح فلا صداقة دائمة ولا عداء دائم، كما علينا أن ننظر إلى مستقبل وطننا ومكانته إقليمياً ودولياً وانعكاس ذلك على علاقتنا بحلفائنا وجيراننا.إن العالم لن يقف عند عام 1990، والعراق الآن لا يحكمه صدام، وأميركا والغرب ليسا خصوما للعراق بل حلفاء استراتيجيون، والأمم المتحدة ليست في مواجهة دولة تسلطية قامت باحتلال جارتها كما كان الحال عند احتلال الكويت، ولذلك لم يعد ممكناً استخدام المنطق ذاته والأسلوب نفسه في التفاهم بشأن القضايا العالقة بين الدولتين، إذ علينا الآن ألا ننتظر حتى تفرض علينا الظروف واقعاً نراه آتياً لا محالة، بل علينا أخذ زمام المبادرة لما يحقق مصالحنا ويحفض حقوقنا. ومن الحكمة، بل من الواجب الوطني، أن نفكر في المستقبل وأن نعمل في إطار المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة، ونستثمر جميع الفرص لتأمين علاقات أخوية سليمة مع جيراننا جميعا بما يصون مصالحنا الوطنية ويحافظ عليها. إننا في جمعية الخريجين ومن منطلق اهتمامنا بمصالحنا الوطنية التي تتطلب بناء علاقات مشتركة ومتكافئة بين كل دول المنطقة قمنا، قبل سقوط النظام البائد، بتشكيل لجنة التآخي الكويتية-العراقية في محاولة منا لتمهيد الطريق من أجل بناء علاقات سليمة بين البلدين تقوم على أساس المصالح المشتركة، والآن في هذه الذكرى الأليمة التاسعة عشرة للغزو فإننا في الجمعية، نرى ضرورة وطنية واقعية تنطلق من مصلحتنا أولاً هي المساهمة في استقرار العراق، لأن ذلك سيساهم في استقرار المنطقة وتفرغ دولها للبناء والتنمية بدلاً من بقائها بؤرة توتر دائمة تؤدي إلى استنزاف مواردها وإنهاك شعوبها.
محليات
الخرّيجين : من المؤسف ترك مصالح الكويت والعراق وشعبيهما للمناوشات الإعلامية
02-08-2009