رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهتها المعارضة الإيرانية إلى المحاكمات الأخيرة التي جرت أمام محكمة الثورة، واتهام الأجهزة الأمنية بانتزاع الاعترافات من المعارضين المعتقلين تحت ضغط التعذيب، وبعد الاعتراضات الدولية التي شككت في صلاحيتها، أعلنت طهران أمس، أن 25 من المعتقلين سيمْثُلون اليوم أمام «محكمة ثورية» بسبب مشاركتهم في التظاهرات الاحتجاجية على فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك بالتزامن مع إعلان تعيين رئيس جديد للسلطة القضائية في البلاد، على خلفية اتهامات بإساءة معاملة المحتجزين.

Ad

وقد مَثُل أمام المحكمة منذ الأول من شهر أغسطس الجاري في طهران ما مجموعه 110 أشخاص من المشاركين في الاحتجاجات، وبينهم سياسيون إصلاحيون وصحافيون وكذلك الشابة الفرنسية كلوتيلد ريس، وموظفان محليان في سفارتي فرنسا وبريطانيا.

في غضون ذلك، جدَّد مرشح المعارضة الخاسر الإصلاحي مهدي كروبي أمس، إدانته سوءَ معاملة المحتجزين.

وقال كروبي للموقع الإلكتروني لحزبه: «جاءني أن عناصر قوات الأمن جردوا معتقلين في كهريزك من ملابسهم، وأرغموهم على الزحف كالدواب، بينما جلس حراس من السجن على ظهورهم»، معتبراً أنه «من العار على الجمهورية الإسلامية قبول مثل هذه الأساليب»، مشيراً أيضاً إلى أن «بعض المعتقلين أُجبِروا على التعري، وتم تكديسهم الواحد فوق الآخر» في الزنزانات.

وفي سياق متصل، عيّن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي صادق أردشير لاريجاني، شقيق رئيس البرلمان علي لاريجاني، رئيساً للسلطة القضائية بدلاً من آية الله محمود هاشمي شهرودي.

وحث خامنئي في بيان التعيين، لاريجاني والمسؤولين الذين سيعملون معه، على «العمل الجاد واعتماد السرعة والسهولة في تطبيق العدالة».

وأفادت مواقع إلكترونية معارضة عدة بأن مجموعة من البرلمانيين السابقين وعددهم غير محدد تقدموا إلى مجلس الخبراء الذي يشرف على عمل المرشد، بطلب التحقق من أهلية خامنئي لتولي شؤون البلاد.

إلى ذلك، أعلن زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي إنشاء منظمة سياسية اجتماعية جديدة أطلق عليها اسم «طريق الأمل الأخضر».

ونقلت «وكالة الأنباء العمالية الإيرانية» عن موسوي قوله: «إن اللون الأخضر يرمز إلى الطريق، وشعار المنظمة هو تطبيق الدستور»، مشيراً إلى أن الشبكات الاجتماعية ذات الاستقلال الذاتي، التي تعمل بشكل تلقائي في المجتمع، هي جزء من هذه الحركة. وأضاف: «خلال الانتخابات ظلت شعاراتنا ضمن إطار العمل الدستوري، واليوم سنكرِّس وقتنا لهذه الشعارات».

وقال موسوي: «نعتقد أنه لو كان تمّ التعامل مع مطالب الناس بعدل بدلاً من استخدام وسائل الإعلام من أجل الربط بين التحركات التلقائية للناس والأجانب، لكانت الحكومة قد عززت الحقيقة وأرضت الرأي العام».

ولفت إلى أن الحكومة لو فعلت ذلك لغدا في مصلحة النظام، ولأزالت روح الشك وعدم الثقة من المجتمع. إلى ذلك، أعلن مسؤول إيراني أنه سيتم محاكمة سبعة بهائيين معتقلين بتهمة التجسُّس لمصلحة إسرائيل والإساءة إلى المقدسات، بعد غد الثلاثاء أمام محكمة الثورة.

(طهران - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)