حاز الممثل السوري مصطفى الخاني جائزة أفضل ممثل في الشرق الأوسط للموسم الرمضاني 2009، عن دور {النمس} الذي أداه في مسلسل {باب الحارة 4}. جاءت هذه الجائزة تتويجاً لمسيرة فنية تميزت بأعمال درامية مهمّة من بينها: {الزير سالم}، {الفوارس}، {المتنبي}، {الناصر صلاح الدين الأيوبي}... في لقاء خاص مع {الجريدة} يتحدث الخاني عن مشاريعه الفنية الجديدة وأثر شخصية {النمس} على أعماله المستقبلية.هل توقّعت النجاح الذي حقّقته شخصية {النمس} في {باب الحارة 4}؟قبل بدء موسم رمضان الدرامي وعد المخرج بسام الملا المشاهدين بمفاجأة في الجزء الرابع من المسلسل وهي شخصية {النمس}، لكن النجاح فاق التوقعات كلها، فتحوّلت إلى ظاهرة أكثر من شخصية يؤديها ممثّل.هل يبدّد نجاح شخصية جديدة جهود الممثلين المشاركين في المسلسل؟دعني أشبّه الوضع بفريق كرة القدم عندما يسجّل لاعب فيه هدف الفوز الذهبي في آخر المباراة، هنا قد يكون {النمس} من سجّل الهدف، لكن هذا الأمر لا يلغي جهود فريق العمل المحترف بإدارة المخرج بسام الملا، أحياناً يمكن لشخصية أن تقتطف ثمار نجاح مجموعة، بيد أن نجاح النمس هو لأسرة {باب الحارة} كلّها.ما موقع {باب الحارة} في سلسلة الأعمال الدرامية الرمضانية؟حلّ، حسب إحصائية صحيفة {واشنطن بوست} الأميركية، ضمن أكثر عشرة مسلسلات تلفزيونية متابعة في العالم.هل يأتي تصوير الجزء الخامس نتيجة هذا النجاح؟نعم، إيماناً منا بضرورة استثمار هذا النجاح، فإذا استطعنا الوصول إلى أوسع شريحة من المشاهدين يعني أن لدينا إمكانات كافية ومواهب خلاقة.لكن ينتقد البعض استثمار نجاح مسلسل معيّن لتصوير أجزاء أخرى منه، ما ردّك؟ للأسف نحن شعوب لا تعرف كيف تستثمر نجاحاتها، في أميركا يوظفون شركات إعلامية ومؤسسات كبرى للوصول إلى هذا النجاح، بينما في بلداننا العربية يسألوننا لماذا يكون هناك جزء رابع أو خامس من المسلسل؟ السؤال الأهم هو لماذا لا يكون ذلك ولماذا لا نستثمر هذا النجاح؟ لا تلغي أجزاء لمسلسل معيّن حضور الأعمال الأخرى على الشاشات، فالقرار بيد الجمهور ولديه جهاز التحكّم ليتحوّل إلى أي محطة فضائية.ما جديدك بعد {باب الحارة 4}؟أستعدّ للمشاركة في {باب الحارة 5} الذي سنبدأ تصويره بعد عيد الأضحى، وأدرس مشروع فيلم في مصر سأوقّع عقده خلال أيام، كذلك أحضّر لمسلسل جديد بعنوان {النمس} وأطّلع على العروض التي تلقيتها من شركات إنتاج عدة أبدت استعدادها لرعايته، وذلك لاختيار الجهة الأفضل.هل تنوي تقديم {النمس} في موسم رمضان الدرامي المقبل؟لا، إذ ليس من مصلحتي أن يُعرض بالتوازي مع {باب الحارة 5}. ألا تخشى حدوث إشكالات معيّنة بسبب إنتاج مسلسل يتمحور حول {النمس}، إحدى شخصيات {باب الحارة}؟ لدينا، المخرج بسام الملا وأنا، مشروع شراكة حقيقية، وهو صديق مقرّب لي وأستشيره في أمور كثيرة وسيكون هذا المشروع مرتبطاً به، لذا أجزم بعدم حصول أية إشكالات.هل التمثيل بالنسبة إليك هواية أم احتراف؟احتراف، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق ودرست أربع سنوات وتخرّجت في العام 2001، ثم تابعت دراستي في فرنسا وعُدت عام 2006 لمتابعة دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية.كيف تقيّم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبو ظبي؟تكتسب المهرجانات السينمائية سواء في أبوظبي أو دبي أهمية كبيرة، فهي من أبرز المهرجانات العربية وتحاول أن تحقق حضوراً أقوى على صعيد المهرجانات العالمية، ثمة محاولات حثيثة ودؤوبة لتكريسها كداعمة للسينما العربية.برأيك هل تصنع هذه المهرجانات السينما العربية؟لا، على رغم أهميتها، لأننا نفتقر إلى السينما العربية إلا في بعض الاستثناءات.ما الحلّ إذاً؟توفير الدعم للسينما العربية والتعامل مع الثقافة عموماً والسينما خصوصاً باعتبارها حاجة أساسية في بناء المجتمع وليست من الكماليات، عندها فعلاً نستطيع إنجاز عملية تطوير حقيقية.أين موقع السينما في عصر الإعلام وثورة الاتصالات؟هي من أقوى أسلحة العصر، استطاعت السينما الأميركية مثلاً الوصول إلى العالم كله ونقل ثقافة أميركا وأفكارها، علينا أن نعي نحن أيضاً أننا نستطيع الترويج لأفكارنا ومبادئنا بواسطة السينما، لذا علينا التعامل معها كحاجة لها علاقة بالثقافة المكوّنة لنا كشعب في هذا المجتمع.برأيك، ما سبب انتشار ظاهرة المسلسلات التركية المدبلجة؟ لا شك في أن الدبلجة إلى اللهجة السورية ساهمت في نجاح الدراما التركية في المنطقة العربية، لكن أعتقد أن هذه الظاهرة لن تستمر، فهي ليست أكثر من طفرة على غرار موضة المسلسلات المكسيكية. ما مدى تأثيرها على الدراما العربية؟تزيد مساحة التنافس على الساحة الدرامية، كذلك يحفّز التنوّع في الدراما بين التركية والمكسيكية والمصرية والأميركية والأوروبية... على تقديم الأفضل ورؤية الهفوات لدينا. في النهاية القرار بيد المشاهد ليختار ما يريد.نلاحظ أن المسلسلات العربية لا يتعدى عدد حلقاتها الثلاثين بينما التركية والمكسيكية تتجاوز المئة، ما سبب هذا التفاوت؟ لأن ظروف العرض لدينا تختلف، لا تقدم الدراما التركية في رمضان إنما يتوقف عرضها عند حلوله، بينما الدراما العربية تقدم بنسبة 99 في المئة منها كعرض أول في هذا الشهر، لذا يكون شرط العرض ثلاثين حلقة، بالتالي نحن مرهونون بتقديم هذا العدد المحدّد ومقيّدون بما يطلب سوق العرض الذي تفرضه الشركات المعلنة. ليست العملية بشكل أو بآخر فناً فحسب إنما ترتبط بالتجارة، أي المال، أيضاً، وقد أصبح هذا الأمر واضحاً أمام الجمهور.يبدو أنك تعشق المسرح بدليل أنك تزيّن صدرك بسلسلة مكتوب عليها {الضاحك الباكي}.أجد متعة كبيرة فيه، آخر مسرحية قدّمتها كانت {دون كيشوت} من إخراج مانويل جيجي حيث جسدت شخصية {دون كيشوت}، قد تتأخر علاقتي به بسبب ضغط العمل والسفر ولكن من المؤكد لن تتزعزع.ما جديدك المسرحي؟ثمة مشروع مسرحية لوزارة الثقافة بعنوان {سيدتي الفجر} للكاتب أليخاندرو كاسونا ستكون من إخراجي وسأحاول تقديمها في الذكرى السنوية لرحيل الكاتب الكبير سعدالله ونوس والمخرج المسرحي الكبير فواز الساجر.
توابل
مصطفى الخاني: مسلسل النمس مشروعي الجديد
06-11-2009