أكد الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب «الوطني الديمقراطي» الحاكم في مصر جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك أمس في تقريره أمام المؤتمر السنوي السادس للحزب الحاكم أن حزبه على «استعداد مستمر للانفتاح على المجتمع والمعارضة»، مشيرا إلى أن «الوضع السياسي تغيَّر في مصر، وأن المجتمع يشهد تحولاً نحو الأفضل»، ومشدداً على أن الحزب «ماضٍ في طريقه دون التفات إلى حملات المشككين والمُغرضين الذين يرددون شعارات لا تصنع مستقبلاً، ولا يدخلون في حوار حقيقي بشأن تفاصيل البرامج والمشروعات التي يطرحها الحزب وتنفذها الحكومة».

ورأى مبارك الابن، في كلمته أمام المؤتمر الذي طغى عليه الجدل بشأن مرشح الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، أن «الحزب الوطني لا يحتكر الساحة السياسية»، مضيفاً أن الحزب يمتلك الرؤى والسياسات التي يؤمن بها، وأن «الهجوم على الحزب لن يشغله عن السير قدما لما فيه مصلحة المجتمع، خاصة أنه حزب مؤسس كبير لديه الثقة في النفس ويحترم الدستور والقانون، ولديه القوة بأبنائه وكوادره».

Ad

وأوضح مبارك أن «الحزب وحكومته حققا العديد من الإنجازات، ولكن مازالت هناك تحديات في مجال إيصال النمو إلى جميع المحافظات وشرائح المجتمع»، وأكد أن «سياسات الحزب قادرة على التصدي لهذا التفاوت وفق سياسات وبرامج مدروسة أهمها مشروع الاستهداف الجغرافي للفقر في القرى الأكثر احتياجاً، وتوصيل الخدمات الأساسية إلى جميع نجوع مصر». ولفت إلى أن «مساحة الحرية والاختلاف في الرأي تتسع في المجتمع» وأن «الجدل الذي يشهده المجتمع الآن بشأن الانتخابات الرئاسية هو نتاج لسياسات الحزب ومبادراته في تعديل المادة 76 في عام 2005، والتعديلات الدستورية اللاحقة في عام 2007، وما تبعها من مبادرات، تمثل أبرزها في تخصيص حد أدنى لمقاعد المرأة في البرلمان، ووضع ضوابط جديدة للحبس الاحتياطي، وإلغاء محاكم أمن الدولة العليا، وإنشاء محكمة الأسرة، وإعداد قانون حماية الطفل، وتأكيد استقلال القضاء، وإدخال تعديلات على قانون مباشرة الحقوق السياسية».

ورأى مبارك أن «الحزب الوطني هو حزب الاستثمار وتوفير فرص العمل للشباب، وأنه ليس حزباً لرجال الأعمال كما تُردد المعارضة»، مشيرا إلى أن الحزب «يتبنى حالياً سياسات لتطوير التعليم في جميع مراحله، وتأهيل الشباب لسوق العمل» مشيداً في ذلك بتغير ثقافة الشباب نحو الوظيفة الحكومية، مؤكدا أن «الحكومة قد نجحت حتى الآن في توفير 3.4 ملايين فرصة عمل وفَّر 70 في المئة منها القطاع الخاص».

وأكد مبارك أن الحزب سيخوض الانتخابات البرلمانية العام المقبل «على قلب رجل واحد، وأن الحزب لديه الثقة في نفسه بأنه سيحقق نتائج أفضل من الانتخابات السابقة». وكان الحزب قد فاز بمعظم مقاعد مجلس الشعب البالغ عددها 454 مقعدا في الانتخابات التي جرت عام 2005 في حين تمكنت جماعة «الإخوان المسلمين» من انتزاع نحو خمس المقاعد.