في أعقاب مواقفه الأخيرة التي أظهرت رغبة في التمايز عن تحالف "14 آذار"، أطلق النائب اللبناني وليد جنبلاط أمس، تصريحات كرَّست انقلابه على التحالف وفتحت توجهاً نحو تحالفات جديدة على الساحة اللبنانية، إذ أكد أن تحالفه مع قوى "14 آذار" كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر، ما استدعى رداً من "تيار المستقبل" أكد فيه "التمسك بمبادئ ثورة الأرز عموماً"، وأن من "حق أيٍّ كان أن يختار الموقع الذي يناسبه".واعتبر جنبلاط خلال افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي يتزعمه، أن فريق "14 آذار لم يخض معركة ذات مضمون سياسي"، مشيراً إلى أن "كل معركتنا كانت قائمة على رفض الآخر من موقع مذهبي وقبلي وسياسي"، ومشدداً على وجوب "إعادة التفكير في تشكيلة جديدة من أجل الخروج من الانحياز وعدم الانجرار إلى اليمين والعودة إلى أصولنا وثوابتنا وإلى اليسار". ورأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" أن "الانتخابات النيابية أفرزت نتاجاً طائفياً يجب التخلص منه"، مستغرباً في هذا الإطار القول إن فريقه انتصر في هذه الانتخابات. وأوضح: "ننتصر عندما نعطي العمال حقوقهم وننتصر عندما نخرج من اليمين".وفي وقت لاحق، أصدر "تيار المستقبل" بياناً، علَّق فيه على تصريحات جنبلاط، دون أن يسميه، معتبراً أن "14 آذار لم تكن يوماً رافضة للآخر"، ومؤكداً أن "لبنان أولاً" سيبقى شعار التيار.وجاء في البيان أن "تيار المستقبل يجدد التمسك بمبادئ ثورة الأرز عموماً، وبذكرى 14 آذار خصوصاً، وهو اليوم الذي انتفض فيه جميع اللبنانيين في وجه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفاعاً عن مبادئه. هذا اليوم كان يوم إنصاف رجل العروبة والوطنية رفيق الحريري الذي كرَّس حياته لفتح أبواب العروبة الحديثة القائمة على الاعتدال والانفتاح والتطور، وكان أيضاً يوماً تذكّر فيه جميع اللبنانيين بمن فيهم من خاصمه في حياته السياسية، كم كان رفيق الحريري عارفاً بمآسي الناس العاديين عمالاً وفلاحين، فكرَّس حياته لتحسين معيشتهم من دون أن يفرّق يوماً في عمله الوطني بين أي لبناني وآخر من أي طائفة أو مذهب أو منطقة".وتابع البيان: "يؤكد تيار المستقبل تمسكه بهذه المبادئ ويعلن أنّه لن يتغير، وأن لبنان أولاً، سيبقى شعاره، لأنه لا مكان لأحد في لبنان إن لم يكن لبنان العروبة الحديثة أولاً، ولبنان الاقتصاد والعلم والثقافة أولاً، ولبنان الاعتدال والعيش المشترك والمناصفة أولاً، ولبنان التطور والديمقراطية والحرية والرسالة وقبول الرأي الآخر أولاً".وأكد البيان أن "تيار المستقبل مؤمن بحق أي فريق سياسي أن يختار الموقع الذي يناسبه وأن يتبنّى الشعارات التي يريد، إلا أن مصلحة المواطن اللبناني والمواطنة اللبنانية تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور، وإذا أراد البعض أن يذكّر بتاريخه فلا بأس، شرط ألا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن".وأشار البيان إلى أن "تيار المستقبل يذكّر الجميع بأن لبنان هو الباقي، بعد أن تزول الشعارات والمواقف. لبنان كما أراده آباؤنا وأجدادنا، لأن لبنان حاجة عربية بسبب حريته وديمقراطيته وثقافته. وإن قوى 14 آذار لم تكن يوماً قوى رافضة للآخر، بل كانت قوى انفتاح تطالب بتطبيق الطائف والدستور، وكانت السبّاقة دائماً إلى المبادرة إلى ما فيه مصلحة لبنان العليا وللدفاع عن العروبة وقضيتها المركزية فلسطين في وجه العدو الإسرائيلي".وختم "المستقبل" بيانه بالقول: "أخيراً وليس آخراً، يؤكد تيار المستقبل، أن رئيس التيار الرئيس المكلّف سعد الحريري سيبقى على مبادئه وعلى خط مؤسس التيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي لم يضع سوى لبنان ومصلحته العليا نصب عينيه، فتفانى في سبيله حتى آخر رمق من حياته التي قدمها في النهاية فداء للبنان واللبنانيين واللبنانيات جميعاً".
آخر الأخبار
جنبلاط ينقلب على «14 آذار»: تحالفنا يجب ألا يستمر
03-08-2009