حول الصورة وعلاقتها بالأدب والفن يقيم المصوّر الصحافي خالد جويلي معرضاً فوتوغرفياً بعنوان {رحلة في الوجوه و المكان} في مركز بدرخان الثقافي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري. يعدّ جويلي أحد أبرز المصوّرين الصحافيين في مصر، إلى جانب كونه قاصاً له مجموعة قصصية بعنوان {طقوس العزاء} إضافة إلى اهتمامه الكبير بالنقد الأدبي. عن التصوير وعلاقته بالأدب والمجتمع كان معه الحوار التالي.كيف كانت بدايتك مع كتابة القصة؟ بدأت الكتابة في سن صغيرة وكانت تجربتي الأولى في النشر عام 1968 في جريدة {غاليري}. كانت فرصة بالنسبة إلي، فآنذاك كان الكثير من الكتاب الكبار ينشرون كتاباتهم في الجريدة نفسها.هل ترى أن ثمة علاقة بين القصة القصيرة والتصوير؟ وما الذي جعلك تخوض مجاله؟القصة القصيرة في الأساس عبارة عن لقطة أو حالة، وأرى أن الصورة الجيدة يجب أن تتضمن لحظة درامية مثل القصة تماماً ووجدت في التصوير بديلاً لكي أرسم ما يدور في ذهني أو ما تلتقطه عيناي.لماذا اخترت لمعرضك اسم {رحلة في الوجوه والمكان}؟اخترت أن أكون مصوّر شارع وهذا النوع من التصوير يعتمد على التوقيت بشكل كبير، فمصوّر الشارع مثل القناص يلتقط لقطة حيّة تحدث في جزء من الثانية على عكس مصوّر الاستوديو الذي لديه كل الوقت في تحضير الصورة التي يريد أن يلتقطها.ولماذا اخترت هذا النوع من التصوير؟السبب الأساسي هو رغبة ملّحة بداخلي في تلخيص الوجوه المصرية أو محاولة الإمساك بروح الشعب المصري من خلال تفاصيله الواضحة، وهذا بالطبع ليس سهلاً لأن الناس البسطاء يخشون من الكاميرا، ولأصل الى تصوير وجه رجل بسيط بكل ما تحمله ملامحه من خليط عجيب من الشقاء والرضا يجب أن يحدث اتصال بيني وبينه بالعين فحسب، لأنّ كل ما أريده هو تلك اللحظة التي أشعر فيها بأن ما يحدث الآن كأنه اتفاق مسبق بيننا.يغلب على معرضك اللونان الأبيض والأسود، لماذا؟لأنهما بناء الصورة الرئيس ويساعدان في إبراز الشخصية التي تصوَّر بشكل أسرع وهذا يخدم بشدة ما أريد تقديمه سواء من خلال هذا المعرض أو من خلال عملي عموماً.أين تعلّمت التصوير؟لم أتعلّمه بأي وسيلة أكاديمية إنما من خلال قراءة كتب كثيرة وموسوعات عن التصوير ومن خلال الممارسة أيضاً. وأدرِّس راهناً التصوير للممثلين في فرقة الورشة المسرحية بمكتبة بدرخان.ما أهمية أن يتعلّم الممثّل التصوير؟برأيي، على الممثل أن يكون كالإسفنجة، يمتص كل التفاصيل من حوله، فعندما يتعلّم التصوير ستصبح عينه صيّادة لكل التفاصيل التي يراها يومياً وستساعده كثيراً.ما شروط الصورة الجيّدة من وجهة نظرك ؟ثمة شروط كثيرة، أولاً، يجب أن يملك المصوّر وعياً جيّداً لأدواته، بمعنى أن يعرف نوع الكاميرا التي يستطيع أن يتعامل معها بسلاسة، وأن تكون لديه شخصية تجعله يرى ما وراء الأمور العادية حوله، وهذا ما نسميه بالعين الثالثة، يضاف إلى ذلك أن على المصوّر أن يكون في حالة استعداد دائمة لالتقاط صورة ليحصل على اللقطة المناسبة بالضوء الطبيعي المناسب فيأخذ في النهاية لقطة رائعة تشعره بمتعة حقيقية.زرت بلداناً كثيرة، ما هو أكثر بلد شعرت بأنه غني بالأشياء الجديرة بالتصوير؟أعتبر الهند من أكثر البلاد الغنية باللقطات التي تستحق التصوير لأن مستوى الفقر فيه جعلني أجد أن عيون الشخصيات التي أصوِّرها فيها انكسار وضعف، بعكس فقراء مصر الذين على رغم فقرهم فإنك تجد بسهولة في عيونهم قوة وتحدياً.هل ترى أن فنّ التصوير يجد إقبالاً كافياً في المجتمعات العربية؟عموماً، أرى أن الصورة أكثر تأثير في الناس، لأنها الأداة التعبيرية الأولى في العالم وتستطيع إيصال معنى لا يمكن أن يصل بالكلام الى شخص أمّي، لذلك هي الحل الأمثل لمخاطبته صحافياً. من ناحية أخرى، ثمة صور من الصعب أن يستوعبها شخص غير مثقّف إن كانت لها أبعاد ثقافية معقدة، لذا نستطيع القول إن التصوير فن مطلوب ورائج في المجتمعات العربية لأسباب قد تختلف عن المجتمعات الأخرى .
توابل
خالد جويلي: الصورة أوّل أداة تعبيريّة في العالم
30-11-2009