السؤال:

أسافر في رمضان مسافة أكثر من 250 كيلو متراً ولكنه سفر مريح فما حكم الدين لو أفطرت؟

Ad

الفتوى:

السفر المبيح للفطر هو السفر الذي تقصر الصلاة بسببه وقد قدره أهل العلم بما لا يقل عن واحد وثمانين كيلو متراً.

ومن رحمة الله عز وجل بالعباد وتيسيراً عليهم جعل الصائم المسافر مخيراً بين الصيام والإفطار، والدليل على ذلك أن حمزة الأسلمي سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم يرون إن وجد قدرة فصام فإن ذلك حسن ويرون ان وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن.

وهذه دلالة واضحة على أن الصوم والفطر في السفر سواء... وهذا ما قال به الأئمة الأربعة ومذهب الجمهور من الصحابة والتابعين.

لكن اختلف الفقهاء في أيهما أفضل الصوم أم الإفطار في السفر؟ فرأى الإمام أبوحنيفة ومالك والشافعي أن الصيام أفضل من الفطر لمن قوي عليه، ودليلهم على ذلك قول الله تعالى: «وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ».

والفطر أفضل لمن لم يقو على الصيام انطلاقاً من قوله تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» البقرة 185.

أما الإمام أحمد بن حنبل فيرى الأفضل الأخذ بالرخصة لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه.

وبناء على ذلك فمن كان يشق عليه الصوم ويضره فالفطر أفضل له وإلا فلا. وقد قال عمر بن عبدالعزيز رضوان الله عليه بأن الأفضل للمرء أيسر الأعمال فإذا كان الأيسر عليه الرخصة وهي الإفطار فليأخذ به، وإذا كان الأيسر عليه العزيمة وهي الصيام فليأخذ بها.