تصاعدت أمس، لليوم الثالث على التوالي، الاضطرابات العرقية شمال غرب الصين، والتي تحوَّلت إلى صدامات فعلية بين اثنية "أويغور" المسلمة واثنية "هان" التي تشكّل أغلبية في البلاد وأقلية في مقاطعة شينجيانغ.

فبعد يومين من أعمال الشغب في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ، التي خلّفت 156 قتيلاً ونحو 1000 جريح، صمم آلاف من أفراد أقلية "هان" حماية أنفسهم بينما أراد البعض الآخر الانتقام.

Ad

وفي مشاهد غير عادية أمام المراسلين الأجانب، جابت عصابات من "هان" شوارع العاصمة وهم يحملون كل أنواع الأسلحة ويصرخون بعبارات معادية للـ"أويغور" ويطلقون الشعارات القومية.

وحمل المئات من الـ"هان" السلاسل والمطرقات والقضبان الحديدية وكل شيء آخر يمكن أن يستخدموه كسلاح، وقاموا بتحطيم متاجر يمتلكها الـ"أويغور"، وهم مسلمون، أغلبيتهم من الأتراك، يشتركون في روابط لغوية وثقافية مع آسيا الوسطى.

وسار نحو عشرة آلاف شخص، حسب مراسل وكالة (فرانس برس)، في أنحاء عدد كبير من مناطق العاصمة المختلفة بعد ظهر أمس. ومنعتهم الشرطة من دخول أحياء الـ"أويغور" إذ أطلقت الغاز المسيل للدموع ونصبت حواجز على الطرق. ورفض المتظاهرون التفرق رغم شعورهم بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع.

وقال دونغ صن (19 عاماً)، زعيم إحدى العصابات، لوكالة (فرانس برس)، "لقد حان الوقت لكي نعتني بأنفسنا بدلاً من أن ننتظر من الحكومة القيام بذلك".

وأعرب الـ"أويغور" عن امتعاضهم من معاملة قوات الأمن التي وصفوها بأنها "كانت أكثر قسوة وعنفاً" من معاملتها للـ"هان".

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، بأن حكومة منطقة شينجيانغ فرضت حظر تجول في مدينة أورومتشي، اعتباراً من مساء أمس.

وقال لي زي، أكبر مسؤول في "الحزب الشيوعي" المحلي للصحافيين، "قطعنا شبكة الإنترنت في بعض مناطق أورومتشي لاحتواء الاضطرابات سريعا ومنع امتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى".

وجدد لي زي الاتهامات الرسمية التي وجهت إلى المنشقة الـ "أويغورية" في المنفى ربيعة قدير التي حرّضت، حسب بكين، على أعمال العنف عبر الإنترنت والهواتف النقالة. ونفت قدير المقيمة في الولايات المتحدة هذه الاتهامات.

(بكين - أ ف ب، أ ب، رويترز)