لا قيمة لحياتها من دون طموح، تحلم بدور مناقض لطبيعة شخصيتها الرقيقة والبعيدة عن التكلّف وبعمل استعراضي حديث تجمع فيه الغناء والتمثيل اللذين تمتهنهما على حدّ سواء.الممثلة والمغنية يمنى بو حنا تتحدث إلى {الجريدة} عن أعمالها وطموحها. كيف كانت البداية في التمثيل؟مع الكاتب مروان نجار أثناء تخصّصي في المسرح في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، من ثم كانت لي مشاركة متواضعة مع الكاتب شكري أنيس فاخوري.ماذا عن الغناء؟منذ سن المراهقة وأنا أغني سواء في فرق موسيقية أو بمفردي، وراهناً أحيي سهرات فندق {موفمبيك} يومياً وأقدم أغنيات بلغات أربع. درست الغناء الحديث في الكونسرفتوار الوطني إلا أنني لم أكمل اختصاصي فيه.كيف تطوّرين موهبتك؟بالتدرّب والغناء يوميًا.ألا تخشين أن يأخذك أحدهما من الآخر؟ تؤدي العروض دورها في هذا المجال. فإذا توافر عرض مغرٍ على صعيد التمثيل يتطلب تكريس وقتي له سأقوم بذلك. كذلك الأمر بالنسبة إلى الغناء لأنهما سواسية بالنسبة اليّ. غنيت في مشهد من مسلسل {جود}، هل قصدت لفت النظر إليك كمغنية؟لا، إنما ورد هذا المشهد في النص قبل أن يُسند الدور إليّ. أسعدتني حماسة الجمهور له وقد يوسّع دائرة انتشاري على صعيد الغناء.كيف تقيّمين ردود الفعل على {جود}؟إيجابية، الموضوع جديد وفيه لغز لذا جذب انتباه المشاهد لا سيما أن الأحداث لا تتوالى بتسلسل.وتجربتك مع الممثل فادي ابراهيم الذي أخرج المسلسل؟ كنت أظن أنه عصبي، لكني اكتشفت العكس تمامًا على رغم الضغط الذي رافق التصوير. برأيي، فادي ابراهيم مشروع مخرج ناجح، خبرته قليلة لكنه يجمع بين التقنية والإحساس.بمَ تتميّز بصمته في الإخراج؟كونه ممثلاً يدفعه ذلك إلى إعطاء توجيهات للممثلين تنطلق من إحساس معين لأنه يفهم ماذا يريدون.كيف تصفين مشاركتك الأولى مع بديع أبو شقرا؟أكسبتني خبرة رائعة أتمنى أن تتكرر.تظهرين في مسلسلي {الطاغية} و{جود} فتاة حساسة ورقيقة وطبيعية، ماذا عن شخصيتك في الغناء؟تختلف كلياً عن التمثيل. لا تركّزين على شكلك الخارجي، لماذا؟لأن التحدّي الأكبر للممثل هو الاعتماد على أدائه وليس على شكله، لا يعني ذلك أنني لا أتمتع بالشكل المطلوب، إنما يُعرض علي دائماً دور الفتاة الرقيقة والمغلوب على أمرها، على رغم قناعتي بأن على الممثل أداء الأدوار كافة. هل يظلمك شكلك الخارجي؟نعم، في البلدان الأخرى يؤدي الممثل الأدوار المتناقضة والمختلفة بينما في لبنان عندما ينجح في دور معين يسجنه المنتجون والمخرجون فيه. ما الحل برأيك?إقناع المنتجين والمخرجين والكتّاب بقدرة الممثل على أداء الأدوار كافة، هنا تكمن شطارة هذا الأخير.ألم يلاحظ الكتاب والمنتجون الذين تتعاملين معهم أنك تستطيعين أداء الأدوار المختلفة؟ربما لاحظوا ذلك، إلا أنهم أعجبوا بهذه الشخصية ولا يودون المغامرة بتغييرها. يعتمد الكاستينغ على المظهر الخارجي، صحيح أنني لست عصبية أو انفعالية لكني أثق بقدرتي على أداء هذه الأدوار.إلى أي مسرح استعراضي تطمحين؟أميل إلى المسرح الحديث بأبسط التقنيات، لأن البساطة برأيي تبتكر الجمال، مع الإشارة إلى أن مسرحنا الاستعراضي فولكلوري نوعًا ما.هل شاركت في مسرحيات خارج إطار المسرح الأكاديمي؟كلا، أؤمن بفكرة أنني إذا لم أبادر إلى خوض غمار المسرح لن يبادر أحد تجاهي وأنا أعمل راهناً في هذا الاتجاه.لماذا لم تشاركي في مسرح الرحابنة أو كركلا؟لم يحصل أي اتصال في هذا الإطار، تعرفت إلى أسامة الرحباني عندما كنت أتابع دراستي في الجامعة، لكنه لم يعرض عليّ العمل معه.أنت مقلّة في مشاركاتك في الدراما مع أنها تشهد وفرة، ما السبب؟ تفرغت للغناء أكثر، أعمل طيلة الاسبوع في الليل ما أبعدني حكماً عن التمثيل، لكن ما إن ظهرت في مسلسل {جود} حتى تدفقت العروض علي وهذا أمر إيجابي يشجّعني على الانطلاق أكثر في الدراما، علماً أن عدد الممثلين يتزايد بشكل مخيف وقد يؤدي إلى فوضى يذهب ضحيتها الممثل الجيد قبل السيئ. لم تصدري ألبوماً غنائياً لغاية اليوم، لماذا؟ المغنون بالآلاف والألبومات تتدفق يومياً كالشلال الهادر، لذا أخشى خوض هذا المضمار كي لا أصنَّف ظلماً في خانة هؤلاء الذين يشوّهون الفن. من جهة أخرى، يختلف أسلوبي في الغناء إذ أؤدي أغاني عربية معينة، لا شرقية ولا طربية، قد أغني الكلاسيكية في إطار حديث. لن أطرح البومي قبل أن أتمكن من أدائي وأتأكد من أنه سيحظى بالاهتمام الذي يليق به.ما رأيك بالتصنيفات التي تُعطى للممثلات والفنانات؟{الشاطر بشطارته} والشخص هو الذي يحدِّد نظرة المجتمع إليه. كيف تنظرين إلى الواقع الدرامي اليوم؟ثمة أعمال جيدة وأخرى رديئة... أعجبني مسلسل {مدام كارمن} الذي يُعرض على شاشة الـ {أم تي في}، إخراجًا ونصًا وتمثيلاً.ما رأيك بجرأته في طرح المواضيع؟أؤيدها، حان الوقت لمعالجة وجع الإنسان ومواجهة المشاكل في مجتمعنا بدل الهروب منها. إذاً تؤيدين الواقعية في التطرّق إلى القضايا سواء على شاشة التلفزيون أو خشبة المسرح.بل أؤيد نسج الواقعية بخيوط من خيال الفنان، ليس المطلوب نقل الواقع كما هو فحسب بل ابتكار عالم جديد ينطلق من الواقع ويضع المشاهد في أجواء لا يمكن أن يعيشها في يومياته. هل عرض عليك الكاتب مروان نجار العمل معه؟كلا.ما المعيار لنجاح الممثل برأيك؟قدرته على أداء دوره بشكل لافت وناجح بغض النظر إن كان مشهداً أو دور بطولة.ألم تتأخّري في أداء دور البطولة المطلقة؟لا، لأن صعود السلم درجة درجة أفضل من صعوده سريعًا والهبوط فجأة.هل ندمت لأنك تفرّغت للغناء؟لا، لأن ذلك كان بإرادتي الشخصية ووفق خياري الخاص.هل نال مسلسل {نفرح منك} الاهتمام الذي يستحق؟ بل ظُلم ولم يأخذ حقه.الى أي مدى تؤثر هوية الشاشة على نسبة نجاح المسلسل؟إلى حد كبير، وذلك يعود إلى نسبة مشاهديها. أديت دوراً كوميدياً وسط دورين دراميين، هل جاء بالصدفة أم كان المقصود التنويع؟يستهويني الدور الكوميدي وأحب أداءه في الأوقات كافة.أين تجدين نفسك أكثر؟في الدراما لأن خبرتي في الكوميديا قليلة.كيف تصنّفين الدراما اللبنانية نسبةً إلى العالم العربي؟كنا متأخرين مقارنة مع الدراما المصرية والسورية، لكن الحركة التي نشهدها اليوم تجعلنا نأمل خيراً لأننا نتقدم بسرعة. هل تسعين إلى المشاركة في الدراما العربية؟أسعى إلى الدور الجميل أينما كان. كيف تختارين أدوارك؟وفق السيناريو، فإذا لم يعجبني أرفض الدور، لكني لم أصل بعد إلى مرحلة تخوّلني الانتقال إلى أدوار أخرى مختلفة. وماذا على الصعيد السينمائي؟إذا لم نغامر لن نحقق شيئًا. ما يقدَّم راهناً يصبّ في إطار المجهود الشخصي، إضافة إلى أن التركيز ينصبّ أكثر على الأعمال التلفزيونية لأن شركات الإنتاج لا تؤمن بالسينما وتتردّد في خوض غمارها.
توابل
يمنى بو حنا: هدفي الدور الجميل أينما كان
27-05-2010