على رغم أنه لم يقدم طوال مشواره الفني سوى فيلمين، الأول مع هاني سلامة بعنوان «حالة حب» والثاني مع فاروق الفيشاوي وليلى علوي بعنوان «ألوان السما السابعة» إلا أن المخرج سعد هنداوي صنع لنفسه مكانة خاصة أكدها في أحدث أعماله «السفاح» الذي تعاون فيه مجدداً مع هاني سلامة.يدخل فيلمك الأخير «السفاح» ضمن قائمة أفلام العنف المنتشرة راهناً، ما تعليقك على هذه الظاهرة؟ {السفاح} لا يدخل ضمن أي تصنيفات وأرفض أن يحسبه البعض على أي نوع من الأفلام، بل وأتحدى من يجد مشهداً عنيفاً فيه.الفيلم لم يحتوِ على مشهد عنيف فحسب، بل على مذبحة دموية!مذبحة تم تنفيذها بشكل لا يحمل أي عنف مقزز أو فج، فأي شيء في الدنيا قد يتم تصويره بشكل مناسب للأحداث، حتى «القمامة» قد تحمل جماليات يراها المخرج ويركّز عليها أثناء التصوير.لكن مشهد المذبحة يحمل عنفاً واضحاً؟«السفاح» بمثابة قراءة عميقة لشخصية شاب يتمتع بتركيبة نفسية غريبة، ويحلّل كيفية تحول العنف إلى عدوان ودور النشأة والتربية في هذا المجال، لذا كان من المنطقي أن يتضمن الفيلم مشاهد من جرائم القتل التي قام بها السفاح، لكنني كنت حريصاً على تنفيذها بشكل جمالي لا يزعج عيني المشاهد.هل قابلت أطباء نفسيين قبيل تصويرك الفيلم؟ نعم، وبشكل موسع كي أفهم أبعاد الشخصية. والحقيقة أن خالد الصاوي وعطية الدرديري قاما بالمجهود الأكبر، فقابلا عدداً ضخماً من الأطباء النفسيين وقاما ببحث موسع حول نفسية السفاحين على مستوى العالم، فكانت النتيجة أنهما أعدّا ملفاً بضعف عدد صفحات السيناريو، يحتوي على كل ما يتعلّق بالسفاحين ونفسيتهم، بالتالي لم نكن في حاجة إلى إعادة البحث سوى في حدود ضيقة.هل نصحت هاني سلامة بزيارة طبيب نفسي قبيل تصوير الفيلم؟لم أنصحه، لأنه لم يكن في حاجة إلى زيارة طبيب نفسي، لا سيما أن البحث كان كافياً والسيناريو كان شافياً، لذا ركّز سلامة مجهوده على الأداء.هل أضفت أي تعديلات على السيناريو الأصلي؟كانت لي ملاحظات على السيناريو قلتها لكل من الصاوي والدرديري وهي تتعلّق بحرفية كتابة السيناريو. هل اعترضت على طريقة السرد غير المرتبة للأحداث؟تلك الطريقة أكثر ما أعجبني في السيناريو، ولم أتدخّل إطلاقاً لتغييرها لأنه أسلوب جديد ومختلف حتى وإن بدا غريباً بالنسبة إلى البعض.أسلوبك في استلام سيناريو «جاهز» ألا يبدو غريباً في ظل تمسك عدد من المخرجين بالورش المشتركة مع السيناريست لتعديل السيناريو؟ إنها المرة الأولى التي أستلم فيها سيناريو فيلم جاهز، فقد اعتدت على أسلوب الورشة الفنية، لكن هذا السيناريو لم يستدعِ أي تعديل، فالفكرة جيدة والسيناريو مكتوب بحرفية شديدة، وبالمناسبة عطية الدرديري وخالد الصاوي كانا رفيقيّ في معهد السينما. صحيح أنهما تخرّجا قبلي، لكنني كنت قريباً منهما وأعرفهما جيداً إلى درجة أنني عاتبتهما لأنهما لم يعرضا عليّ السيناريو منذ فترة طويلة. ألم تخش التشابه بين نهاية فيلمك ونهاية «خيانة مشروعة» لهاني سلامة، فكليهما ينتهي بإعدام البطل؟لم أشاهد «خيانة مشروعة» بعد، لكن سلامة كان متخوّفاً من تشابه النهايتين إلى أن أقنعته بأن كل فيلم له حبكة مختلفة، وفعلاً تأكد بنفسه من الفارق بين تنفيذ الإعدام وأسبابه. عموماً، هذا النوع من الأفلام منتشر في العالم كله وفيه تبدأ الأحداث بالنهاية ثم تتوالى عملية السرد، وليست مشكلتي أن الجمهور غير متابع للأفلام الأجنبية ليتعرّف إلى أساليب السرد الحديثة.هل كان هذا التشابه سبباً في تغيير سيناريو الفيلم الذي يبدأ بإعدام البطل وينتهي به؟لم أعدّل السيناريو أبداً.جاء إيقاع النصف الأول من الفيلم بطيئاً أو «ممطوطاً» ولا يتناسب مع النصف الثاني!«ممطوط»! هذه الكلمة لا تناسب إيقاع الفيلم، بل يمكننا أن نصف بها إيقاع المسلسلات التلفزيونية، وفيها عندما يختبر البطل أمراً ما يعود إلى بيته فيحكي لزوجته ما حدث، ثم يرفع سماعة الهاتف ويكلّم والدته في الموضوع نفسه، وهكذا حتى نهاية الحلقة. أما الفيلم فإيقاعه في نصفه الثاني كان أسرع من نصفه الأول وهذا ليس عيباً في حبكة السيناريو، بل كان مقصوداً من البداية. جاء أداء نيكول سابا باهتاً وغير مقنع في معظم المشاهد، ما رأيك؟قدمت نيكول أحد أجمل أدوارها في السينما المصرية، فقد مثّلت بحرفية شديدة وأشاد بها معظم من شاهد الفيلم. عموماً أنا راضٍ عن طاقم الفيلم، لا سيما هاني سلامة وخالد الصاوي ونيكول سابا ونبيل الحلفاوي.لماذا وقع اختيارك على الحلفاوي لتعيده إلى السينما بعد غيابه الطويل؟نبيل الحلفاوي ممثل عبقري كنت أتمنى مشاركته في فيلم من إخراجي، على رغم معرفتي بأنه يرفض سيناريوهات عدة، لذا كنت أتمنى أن يوافق على دور العالم المصري الذي قدمه في الفيلم.كذلك أعدت الفنان ناصر سيف إلى السينما المصرية بعد غياب طويل، وأعتقد أن هذه هي مهمة المخرجين الجدد. لم تحقق أفلامك السابقة نجاحاً جماهيرياً، ألم يؤثر ذلك على ترشيحك كمخرج من المنتجين؟على العكس. أرى أن ترشيحي من المنتجين لا علاقة له بنجاح أفلامي الجماهيري، لأن إيرادات الفيلم ليست الحكم الأول والأخير.عُرف سلامة بتعاونه مع المخرج خالد يوسف، ما يضع أي مخرج آخر يتعامل مع هذا الممثل في مقارنة مع يوسف؟من حق سلامة أن يتعامل مع أي مخرج فهو ليس حكراً على خالد يوسف، ومقارنتنا بالأخير لن تنتقص من قيمتنا.
توابل
سعد هنداوي: هاني سلامة ليس حكراً على خالد يوسف
10-07-2009