قيل في تاريخ "كذبة أبريل" إنها بدأت في أواخر أيام الأندلس وذلك لضرب مقومات الدولة، وقد نجحت الكنيسة في مرادها، كما أن الترجمة الحرفية لكلمة كذبة هي خدعة، وكلتاهما تصلح مقدمة للأخرى بحسب ظروف الحاجة، إلا أن هذا المعنى أضيفت إليه مصطلحات من لهجات عربية مختلفة استعملناها كما هي أحياناً أو طوَّعنا بعضها مثل: "يصير خير، وبالقريب العاجل، وسوف يرى النور، وفي الخطة القادمة، وخلال الأيام القادمة، وأبشر، وإحنا اللي بعنا الهوى، وطق حنك لزوم التصريف، واقبض من دبش" إلى آخر الكلمات.   

Ad

لننطلق إلى صلب الموضوع ولنبحر في خدع انطلت على "أجدع شنب"، وعليه نقترح على أصحاب المعالي تشكيل جمعية يتم تسجيلها في وزارة الإعلام والصحة لأن فيها جانباً تخديرياً أقوى مفعولاً من "بنج" العمليات، مصحوباً بقدرة على التنويم المغناطيسي لزوم رد الفعل، وهي تصلح "فلاشات" لشهر أبريل ومنها:

• تصريح شهير لأحد قيادات وزارة الداخلية في لقاء ودي ضم مجموعة من أصحاب القلم، أكد فيه صاحبنا أن مشكلة المرور سيتم القضاء عليها خلال شهرين وبحلول سحرية أعمت البصيرة عن مناقشتها، حتى راح البعض يتغنى بإنجاز لم يكلف صاحبنا ثمنه ورقاً، كما أن قدرته في بيع الكلام سرت إلى أقلام البعض ليكتب عن خيال حل المشكلة المرورية في دولة الكويت التي وضعها تقرير كرابع أكثر المدن ازدحاماً.

• وزير أشغال سابق عُرف عنه أنه رجل قيادي وصاحب قرار باعنا الوهم أكثر من مرة ليوهم كل المجتمع عندما وضع حجر أساس جامعة الكويت، لنكتشف بعدها أن المخططات لم يتم اعتمادها إلى الآن، ومع ذلك ترى هناك مَن يمتدحه ويتمنى رجوعه ليشارك في خطة التنمية.

•  موعد افتتاح "استاد جابر الرياضي" أصبح بيد العرافة لكثرة المواعيد التي صرحت بها الهيئة العامة للشباب والرياضة، ناهيك عن الوعود التي يطلقها كل من هب ودبّ بحل مشكلة الإيقاف حتى وصل الأمر بنا لو يصرح "توم سن هن"  بأن بيده الحل لاستضافته في إحدى القنوات.

• مشكلة "أم الهيمان" هي الأخرى تستحق أن تكون رواية لـ"خدعة أبريل" وتوثق عالمياً لكثرة من وعد بحلها ووضع حد لمعاناة سكانها، فالنواب يصرحون ويقسمون على التصعيد إن لم تتحرك الحكومة، والهيئة العامة للبيئة تصرّح بإغلاق مجموعة من المصانع، والقياسات والتحاليل تصرخ فلا تجد من يقدمها كوجه للمقارنة.

• كل وزير إسكان يمر على هذه الوزارة يصلح أن يكون بطلاً ويتفنن بأن يعد بحل القضية الإسكانية، وأن كل مواطن سيحصل على بيت العمر خلال عشر سنوات من تقديم الطلب، مكررا بذلك الوعود نفسها التي يطلقها من سبقه من الوزراء، بشرط أن يبعد أو يغيّر تاريخ البدء والتنفيذ لضمان عدم المحاسبة ولكن تمر السنون والحال نفس الحال والكذبة أو الخدعة تستمر.

على العموم يفترض أن نكون مسلمين لا نكذب ولا نمكر ولا نخدع، خصوصا فيما يتعلق بالكذب لأنه صفه مذمومة، لكن فريق المخادعين جازت لهم "كذبة أبريل" ووزعوها على مدار العام لكني سأذكّرهم بقوله تعالى:

"إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ". (النحل 105)

ودمتم سالمين.