القاهرة – أحمد الجمَّال جاءت المأساة الإنسانية التي شهدها كوبري قصر النيل بوسط العاصمة المصرية أمس الأول، لتلقي الضوء على تفاقم ظاهرة الإنتحار في مصر خلال السنوات الأخيرة. ولجأ شاب أمس الأول إلى الانتحار شنقاً بتعليق عنقه في حبل طويل ليموت مختنقاً ويبقى جسده متدلياً من الكوبري في الساعات الأولى من النهار وسط دهشة المارة ورجال الشرطة الذين توافدوا على موقع الحادث، فيما تردد أن الشاب يمر بظروف اقتصادية سيئة دفعته للإقدام على الانتحار بهذه الطريقة. وتفاقمت ظاهرة الانتحار في مصر خلال السنوات الأخيرة، خاصة في صفوف الشباب بشكلٍ غير مسبوق، وتطورت نوعيًّا بحيث أصبحت لا تقتصر على الأفراد فحسب، بل امتدت لتتحول إلى ظاهرة الانتحار الجماعي والأسري. ووفقا للإحصاءات الحكومية، فإن هناك 54 ألف حالة محاولة انتحار في عام واحد، كما شهدت محافظة القاهرة في عام 2008 ما يقرب من 14 ألف حالة معظمها من الشباب والفتيات في المرحلة العمرية من 15 إلى 25 عامًا، ووصل عدد مَن حاولوا الانتحار في العام 2008 إلى 10 آلاف و816 حالة استقبلها مركز سموم جامعة عين شمس. وشكَّلت النساء النسبة الأكبر وبلغت أعدادهن 7118 سيدة مقابل 3689 من الرجال أغلبيتهن من الفئات العمرية من 15 إلى 25 سنة أيضًا، والغريب أن الفئة العمرية من 7 إلى 17 عامًا شكلت المرتبة الثالثة من بين المنتحرين بنسبة تقدر بـ23.7% من إجمالي المنتحرين في مصر. وبذلك يكون عدد الذين أقدموا على الانتحار في 2008 فقط، ما يقرب من 54 ألف حالة مات منها 4 آلاف شخص وتم إنقاذ الباقي، ووصلت نسبة المنتحرين في الفئة العمرية من 25 إلى 40 عامًا إلى 27% و66.6% في الفئة العمرية من 15 إلى 25 سنة من إجمالي حالات الانتحار. وكشفت إحصائية أخرى لمركز الإحصاء والتعبئة أن عدد المنتحرين من الشباب في مصر بسبب البطالة قد سجل 15 ألف شاب بإحصائية عام 2008، وأضافت الإحصائية أن عام 2005 قد شهد 1160 حالة انتحار، وارتفع عدد الحالات إلى 2355 في 2006، ثم واصل ارتفاعه إلى 3700 حالة في 2007، فيما تضاعف عدد المنتحرين في 2008 لتصبح المحصلة النهائية 54 ألف حالة انتحار غالبيتها بين الشباب بسبب غياب الوظائف وعدم توافر فرص عمل مناسبة.
توابل
مصر: 54 ألف حالة انتحار في عام واحد بسبب البطالة والظروف الاقتصادية
04-06-2010