فعلا مسكين يا وطن، الكل في واد وأنت في واد آخر، والسمة التي أصبحت غالبة الآن هي أن المصلحة الشخصية أصبحت هي المحرك الرئيس لكل مسؤول كبير وصغير، ولكل موظف صغير وكبير، فليس مهما إفادة الآخرين أو العمل من أجل الوطن في حاضره ومستقبله، لكن المهم كيف أستحوذ على أكبر قدر ممكن من الصفقات والأموال والمصالح الخاصة. الكل يبيع من أجل مصالح زائلة في النهاية، والكل يريد أن يستأثر قدر الإمكان بما هو متاح تحت يده وحتى ما ليس متاح، المهم أن يكبر الرصيد ويتضخم في البنوك المحلية والعالمية، ولا فائدة من مصلحة الناس، المهم مصلحتي الشخصية فقط. ماذا جرى في ديرتنا؟! هل هؤلاء هم أهلها الطيبون الذين شهد لهم جميع من عرفنا؟ وهل هؤلاء هم الذين كانوا يتفانون من أجل وطنهم وأبناء ديرتهم؟ لقد سمعنا قصصا عن عظماء وشاهدنا وعاصرنا عظماء، ومازال بيننا عظماء، فهل لنا فيهم عبرة ومثل وقدوة. ولماذا تبدلت الحال بحال يرثى لها؟ وما الذي غيرنا لهذه الدرجة؟! كثيرون قالوا، وهذا صحيح بشكل كبير، إن الغزو غير من سيكولوجية الإنسان الكويتي المعطاء، وباحثون أثبتوا أن ما تعرضنا له من خيانة الجار الشقيق الصديق جعلنا لا نثق بأي كان، وهم محقون، ودارسون أثبتوا أن مواصفات الإنسان الكويتي اختلفت بفعل رصاص صدام، ودماء أبناء الكويت، ومدافع الهاون التي حررت بلادنا، ولكن كل هذا ليس بعذر بأن نصل إلى ما وصلنا إليه. نفسي نفسي، الكل يقولها عملا لا قولا، فنشاهد المخالفات والاستثناءات والمناقصات تتطاير بطرق غير سليمة هنا وهناك، ونجد التردي المستمر في الصحة والتعليم والإسكان، وكل شيء رغم أننا بلد غني لديه فائض كبير في الموازنة، فما الذي جرى لنا؟! ولماذا أصبح من النادر أن نجد من يرفض لأن هذا ضد البلد، ونادرا جدا أن نجد من يبذل الجهد المضاعف لأن ذلك سيفيد البلد؟ حتى المواطن الفقير الذي ندافع عنه دائما له مخالفات، ولكنها بسيطة بحكم تواضع حجمه في المجتمع، شلل ومحسوبيات وجماعات تعمل مع بعضها بعضا في تناغم غريب، وتجد هذه الفرق تفسح لبعضها المجال، وتستحوذ لبعضها على الاستثناءات واللامانع والموافقات المشكوك في أمرها. ما الذي حدث لنا؟! مطلوب أن نقف وقفة قوية مع أنفسنا، نراجعها ونحاسبها ونؤدبها، لأن الكويت لا تستحق منا كل هذا، وهي عظيمة ونحن عظماء بطبيعة الحال، ويجب أن نتصرف كما كان الآباء والأجداد، بحكمة وروية وفطنة وحب لهذا البلد. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
مسكين يا وطن!!
21-07-2010