في محاولة لكسب أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، ركّز المخرجون أخيراً على مجموعة من الظواهر الاجتماعية في المجتمعات العربية، لطرحها سينمائياً، لعل أبرزها العنوسة والتأخر في الزواج.المشكلة أن صانعي السينما فكروا في القضية نفسها في الوقت عينه، كما هي العادة دائماً، ما يبشر بأن الأفلام التي ستعرض في الفترة المقبلة ستعالج جميعها الإشكالية ذاتها ليبقى الأمل في اختلاف التفاصيل بين فيلم وآخر. أحد أبرز الأفلام التي تتناول قضية العنوسة بوصفها نسائية من الدرجة الأولى «هز وسط البلد» الذي وافقت نجوى فؤاد على المشاركة في بطولته مع كل من عبير صبري وشريف رمزي. الفيلم من تأليف محمد أبو سيف وإخراجه، ويتناول ظاهرة التحرش الجنسي في شوارع القاهرة وعلاقتها بالعنوسة وارتفاع سن الزواج في المجتمع المصري. يوضح أبو سيف أنه كان سيصوّر الفيلم منذ فترة طويلة، لكنه أجّله لأسباب إنتاجية إلى أن حُدد موعد نهائي لبدء التصوير قريباً، مضيفاً أن هذه الظاهرة مهمة ويجب تناولها في السينما المصرية بوصفها إحدى مهامها الأصيلة. لا يجد أبو سيف مشكلة في طرح القضية ذاتها عبر أفلام أخرى، طالما أن كل مخرج يتناولها من وجهة نظره.اختلاف في النظرةيتمحور «عروسة حلاوة» حول القضية نفسها إنما من منظور مختلف. تدور أحداثه، في إطار اجتماعي، حول أسباب رفض الفتيات الجميلات الزواج، وهو من تأليف دينا قزمان وإخراج مريم أبو عوف في أولى تجاربها السينمائية بعد تقديمها أولى تجاربها التلفزيونية في مسلسل «هالة والمستخبي» الرمضاني، من بطولة ليلى علوي.كذلك يناقش «بنتين من مصر» للمخرج محمد أمين (يعرض في عيد الأضحى المقبل)، القضية نفسها من خلال فتاتين (زينة وصبا مبارك) تقدمت بهما السن وفاتهما قطار الزواج على رغم جمالهما وتقدم الشباب لخطبتهما، فظلّ شبح العنوسة يطاردهما.في الإطار نفسه، تدور أحداث «789» من تأليف محمد دياب وإخراجه. يتناول الفيلم قضيتي العنوسة والتحرش الجنسي ومدى ارتباطاهما ببعضهما.يوضح دياب: «علينا الالتفات إلى مثل هذه القضايا المهمة ومعالجتها فنياً عبر السينما المصرية بدلاً من التركيز على القضايا التافهة». من جهته، يحضّر المخرج أحمد رشوان لفيلم بعنوان «طعم الحياة» من بطولة أحمد الفيشاوي وهند صبري وسوسن بدر، ومن المقرر البدء بتصويره قريباً. تدور أحداثه حول القضية نفسها، إلا أن المخرج يؤكد أنه يتناولها من جانب مختلف تماماً لم يتطرّق الصنّاع إليه سابقاً، ويشير إلى أن هذا الاهتمام بالقضايا المعاصرة يكسب السينما طعماً مختلفاً.يرى المخرج يسري نصر الله أن السعي وراء القضايا المعاصرة ليس من مهام السينما بل الصحافة: «السينمائي ليس صحافياً يحمل قلماً وورقة ويركض وراء القضايا لشرحها وتحليلها، إنما عليه انتقاء ما يحتاجه فيلمه من «تيمات» بغض النظر عن حداثة القضية أو قدمها».أما عن تناوله بعض القضايا المعاصرة في أفلامه، يؤكد نصر الله أنه يلجأ إلى ذلك لو تطلب السيناريو معالجة قضية بعينها، «لكني لست مضطراً لفعل ذلك، وما يهمني تقديم فيلم ممتع».
توابل
قضيّة السينما الجديدة... العنوسة كمان وكمان
17-11-2009