لم تتضح بعد تفاصيل القصة الحقيقية التي شهدتها طائرة أميركية تابعة لـ"يونايتد ايرلاينز"، كانت متجهة من واشنطن إلى مدينة دنفر الأميركية أمس الأول، وبطلها دبلوماسي قطري في مهمة رسمية.  

وقال مسؤول أميركي لم يذكر اسمه، إن السكرتير الثالث نائب القنصل في السفارة القطرية في واشنطن محمد المدادي كان يحاول تدخين سيجارة خلسة في مرحاض الطائرة، وحين سأله أحد رجال الأمن عن رائحة دخان منبعثة من المرحاض، سخر قائلاً إنه يحاول إشعال حذائه، ما دعا رجال أمن الطائرة إلى تثبيته أرضاً وتفتيشه ومرافقته طوال الرحلة.

Ad

وما لبثت أن رافقت مقاتلات من طراز "إف-16" الطائرة التي كان على متنها 157 راكباً وطاقم من ستة أفراد، إلى مطار دنفر الدولي حيث تم احتجاز الدبلوماسي القطري وأُخضِع للاستجواب.

وقالت متحدثة باسم شركة "براون لويد جيمس" للمحاماة التي تمثل السفارة القطرية، إن المدادي أُطلِق سراحه، ولن توجه إليه أي اتهامات.

وأشار مصدر في الشرطة الفدرالية الأميركية لوكالة "فرانس برس"، إلى أن المدادي "لن يُلاحَق قضائياً لأنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية"، مشيراً إلى أن "الحكومة الأجنبية لديها وحدها سلطة رفع الحصانة".

وأفادت محطة "ان بي سي" الأميركية بأن واشنطن والدوحة توصلتا إلى اتفاق يقضي بترحيل المدادي إلى قطر.

ووصف السفير القطري لدى الولايات المتحدة علي فهد الهاجري الحادث بأنه "خطأ"، مؤكداً أن الدبلوماسي القطري كان مسافراً في مهمة رسمية، ولم يقصد إيذاء الآخرين. وأوضح: "الوقائع ستكشف أن الأمر عبارة عن خطأ، ونحن ندعو الأطراف المعنية إلى الامتناع عن إطلاق أحكام متهورة أو تكهنات".

وعزز المسؤولون الأميركيون الإجراءات الأمنية بشكل كبير منذ ديسمبر الماضي، بعد محاولة فاشلة قام بها الطالب النيجيري عمر الفاروق لتفجير طائرة متجهة من أمستردام إلى ديترويت بشحنة ناسفة كانت مثبتة في ملابسه الداخلية. وفي ديسمبر 2001، حاول البريطاني ريتشارد ريد تفجير طائرة خلال رحلة بين باريس وميامي عبر شحنة ناسفة مخبأة في حذائه. وهو يُمضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة.

(واشنطن ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)