قدَّمت طهران عرضاً بديلاً لخطة تبادل اليورانيوم الإيراني المخصّب بنسبة 3.5 في المئة ليتمّ تخصيبه بدرجات أعلى في الخارج، إذ اقترح وزير الخارجية منوشهر متكي أن يتمّ التبادل في جزيرة كيش الإيرانية المصنّفة كمنطقة حرّة.

قلّل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس، من أهمية فرض عقوبات جديدة على بلاده، معتبراً أنه «لن يكون لها أي تأثير»، ومؤكداً استعداد طهران لمبادلة 400 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة بكمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.

Ad

وتساءل الوزير الايراني في حديثٍ مع الصحافيين على هامش مشاركته في أعمال «حوار المنامة» الذي يُعقَد في العاصمة البحرينية: «بأي ذنب يريدون معاقبة إيران ما دمنا لم نطلب شيئاً خارج حقوقنا الشرعية. لا يمكن الدفاع عن هذا المنطق وهو لا يجدي ولا أحد يقبل به». وأضاف أن عملية المبادلة هذه يمكن أن تتم «فوراً» بعد موافقة مجموعة الدول الست الكبرى المكلفة الملف النووي الإيراني (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا). وتُعتَبر جزيرة كيش منطقة حرة في الخليج، ولا تسري عليها القوانين المطبقة في بقية أنحاء إيران.

قلق أميركي

وأعلن البيت الأبيض أنه يتقاسم مع الاتحاد الأوروبي «القلق البالغ» الذي أبداه، مجدداً تحذيره من «عواقب» عدم تعاون النظام الإيراني.

وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس بأن «الولايات المتحدة تتقاسم القلق الكبير الذي عبّرت عنه القمة الأوروبية يوم الجمعة الماضي، حول البرنامج النووي الإيراني وهي بالاتفاق مع شركائها في الأسرة الدولية تدعو إيران إلى احترام التزاماتها الدولية بشكل تام».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركي هيلاري كلينتون توقعت في وقت سابق «مزيداً من الضغوط» و»العقوبات» لإرغام طهران على الامتثال لالتزاماتها في المجال النووي.

ومن المقرر أن تجتمع الدول الست الكبرى قبل نهاية العام لبحث الوضع.

وتسعى الدول الغربية إلى «إخراج» 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بهدف تشديد مراقبة القدرات الإيرانية على التخصيب.

دعم لخامنئي

وشارك عشرات الآلاف من رجال وطلاب دين إيرانيين في تظاهرات مدعومة من الحكومة في شتّى أنحاء البلاد تأييداً للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي.

وتظاهر طلّاب الدين من جامعة قم الدينية جنوبي العاصمة طهران، حيث استمعوا للخطب التي ألقاها رجال الدين ورددوا هتافات التنديد بمَن وصفوهم بـ»المنافقين»، في إشارة لزعيمَيّ المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي. كما رددوا هتافات تندد بالولايات المتحدة وبريطانيا.

وألقى الزعيم الديني آية الله أحمد خاتمي كلمةً أمام المتظاهرين في مدينة قم، ندد فيها بحركة المعارضة وزعمائها.

وقد ثارت ردود فعل غاضبة في صفوف أنصار الحكومة في شتى أنحاء البلاد عندما عمد الطلاب الإصلاحيون يوم الاثنين الماضي إلى إشعال النار في صور خامنئي وصور لمؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل الخميني، ووصفوه بـ»الطاغية».

وبث التليفزيون الحكومي مشاهد حرق صور الخميني، مما أثار انتقادات واسعة في أوساط أنصار الحكومة.

تجميد أموال

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في عددها الصادر أمس، نقلاً عن وثائق قانونية أن محكمة أميركية جمّدت سراً العام الماضي أكثر من ملياريّ دولار من المزعوم أنها حسابات لإيران لدى شركة «سيتي غروب» للخدمات المالية.

وذكرت الصحيفة أن المحكمة الجزئية في المنطقة الجنوبية بنيويورك أمرت مصرف «سيتي بنك» بتجميد المال في يونيو 2008 بناءً على معلومات قدمتها وزارة الخزانة الأميركية.

وأضافت أن المال في حسابات بورصة كليرستريم في لوكسمبورغ وهي فرع لبورصة دويتشه بورصة الألمانية.

ووفقاً لوثائق المحكمة التي استشهدت بها الصحيفة، فقد نفت كليرستريم أن لديها حسابات لإيران.

وقالت الصحيفة انه ليس هناك أي مؤشر على أن «سيتي بنك» كان يعلم أن المال خاص بإيران.

والمال جزء من معركة قضائية بين طهران وعائلات مشاة بحرية أميركيين قُتلوا أو أُصيبوا في تفجيرات في العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1983، قضت محكمة أميركية بأن إيران نظمتها.

وفي عام 2007 أمر قاضٍ، إيران بدفع تعويضات قدرها 2.7 مليار دولار لعائلات الضحايا.

(طهران - أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)