لم يولِ الرئيس الأميركي باراك أوباما في أول خطاب له عن "حال الاتحاد"، الذي ألقاه أمام "الكونغرس" مساء أمس الأول، اهتماماً كبيراً بسياسة بلاده الخارجية، إذ تجاهل عملية السلام في الشرق الأوسط، وركَّز في المقابل على الهموم الداخلية، وكيفية معالجة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، واضعاً ضرورة إيجاد وظائف جديدة على رأس أولوياته لعام 2010.

وبعد أسبوع واحد من خسارة الديمقراطيين الأغلبية الموصوفة في مجلس الشيوخ، عقب هزيمتهم في انتخابات ولاية ماساتشوستس الفرعية، تعهّد الرئيس الأميركي بأن يكون خلْقُ فرص عمل جديدة في مقدمة أولوياته هذا العام، داعياً "الكونغرس" إلى تبنّي سلسلة من إجراءات الإنفاق وحوافز ضريبية من أجل خفض معدل البطالة عمَّا هو عليه حالياً (10 في المئة)، وهو أعلى معدل خلال ربع قرن.

Ad

واقترح الرئيس الأميركي خفض الضرائب على الأعمال الصغيرة، واستخدام 30 مليار دولار لتشجيع بنوك المجتمعات الصغيرة على إعادة الإقراض للأعمال والمستهلكين.

وأوصى بتجميد الإنفاق ثلاثة أعوام في بعض البرامج الحكومية، من خلال تحديد مجالات لخفض 20 مليار دولار في ميزانية العام المقبل، لافتاً إلى أنه لن يستمر في منح تخفيضات ضريبية لشركات النفط ومديري صناديق الاستثمار ومن يحققون أرباحاً تزيد على 250 ألف دولار سنوياً.

وجدَّد أوباما في خطابه التزامه خطة الانسحاب من العراق، مؤكداً أن "الحرب تُشارف على الانتهاء وكل القوات القتالية ستخرج من العراق قبل نهاية أغسطس المقبل، وستعود إلى البلاد"، مُثيراً عاصفة من التصفيق في "الكونغرس".

وعبَّر الرئيس الأميركي عن ثقته "بتحقيق نجاح" في أفغانستان، مؤكداً أن بلاده ستعزز قواتها هناك للإسراع في تدريب قوات الأمن الأفغانية، "لتبدأ تولي القيادة في يوليو 2011 وتتمكن قواتنا من العودة إلى بلدها".

وهدّد أوباما إيران وكوريا الشمالية بـ"مزيد من العُزلة"، في حال استمر قادة هذين البلدين في "تجاهل واجباتهم"، عبر السعي إلى حيازة السلاح النووي، ورأى أن دبلوماسيته ضد الأسلحة النووية عززت الوضع لجهة "التعامل مع هذه الأمم التي تصر على انتهاك الاتفاقات الدولية في سعيها إلى الحصول على هذه الأسلحة".

(طهران - أ ف ب، أ ب، رويترز،  د ب أ، يو بي آي)