هلكنا بالضوابط ما هذا البلد؟ ما هذه الدولة؟ أخبرونا عن هذا النظام، أخبرونا عن هوية هذه الدولة! فلرياضة النساء ضوابط والأفضل أن نولي أمرها لضابط، وللحفلات ضوابط، وللاختلاط ضوابط، وللمقاهي ضوابط، ولمعرض الكتاب ضوابط، وللباس ضوابط، ولحرية الفكر ضوابط، ولأصول الفساد المالي ضوابط، ولدخول دورة المياه ضوابط وللخروج منها ضوابط، وللمرأة وجسدها العورة ضوابط! من أنتم ومن تكونون؟ في لحظة غياب ولجتم بدون استئذان غرف نومنا، تمددتم على أحلامنا، صرتم كابوساً لليلنا الطويل... من أنتم... ومن تكونون؟ مَن أذِن لكم، من سمح لكم، من رخَّص لكم الولاية على وجودنا؟

Ad

 لا تتنفس بدون حكم الشرع... ونحن ولاته، لا تأكل بدون أمر العادات والتقاليد ونحن الأوصياء على العادة والتقليد... ونحن العادة وأنتم التقليد، لا تتحرك الا بأمرنا... وأمرنا هو ركام جهلنا... جهلنا هو "علمنا" الوحيد... أمرنا أن نرسم لك المشوار في طريق الدين والدنيا... فنحن "العلماء" رسالتنا الكبرى للإنسانية أن نبين لك الفرق بين الفضيلة والرذيلة، وأن نضع الحد بين الجد واللعب... رسالتنا الإلهية أن نعلمك أن حياتك فاحشة وأن ملبسك فاحشة وأن خطواتك في مدينة الملل فاحشة... وأن حريتك فاحشة... وأن وجودك فاحشة، فإن لم تدرك رسالتنا المقدسة، فالعصا لك بالمرصاد، وعقولنا الراسخة كجبال تورا بورا من عهد عاد ستتربع مسترخية على صدرك... ستكبس على أنفاسك... كيف لك أن تتكلم بدون ضابط؟!... اخرس... اسكت... صه... دعنا نلاحظ... دعنا، ونحن الدعاة، نراقب... كيف لك أن تقرأ بدون ضابط... كيف لك أن تعاشر امرأتك بدون ضابط... كيف لك أن تطلق ريحاً بدون ضابط...؟! سنربيك بالضوابط سنعلمك أصول الضوابط... حتى وإن مت وحملوا رفاتك إلى القبر فسنفصل لجثتك ولرمتك الضوابط ...! تسأل من نحن؟ نحن ضوابط الدين والدنيا...؟ نحن الجنرالات، كنا ضباطا بالأمس واليوم ببركة تقوى السياسة صرنا ضباط الضوابط.